القدس تبكي




القدس تبكي و " بيت الشرق " ينتحبُ


فأين أنتمْ بحق الله يا عربُ ؟




هنتمْ ، فما عاد يخشى رعدكم أحدُ


فالحربُ عندكمُ المذياعُ والخطب




خدعتمونا بأوهام السلام فهل


يسعى إلى السلم من خانوا ومن سلبوا




هم دنسوا أرضنا .. اغتالوا كرامتنا


وشردوا الأبرياءَ الغُزلَ واغتصبوا




وفي " جنينَ " أحالوا أرضها حمما


يا هولَ ما دمًروا فيها وما ارتكبوا




فكم مجازرَ لا تُنسى بشاعتُها


وكم مآس بها قد غُصت الكتبُ






وكم رضيع صريع ظل مختطفا


عن أمه فهى تبكيه وتنتحبُ




وطفلة وارت الأنقاضُ أسرتها


تبكي وقد نال منها الجوع والتعبُ




وأمهات ثكالى رُحنَ في جَزَع


يبحثن عمن شوتهُ النار والحطبُ





إنا إلى الله .. هل ماتت ضمائرنا


أين الكرامة ؟ أين الثأرُ والغضبُ




أين الفوارسُ في حطينَ ظافرة


وأين راحت سيوف المجد يا حلبُ ؟




وأين معتصم .. بالله منتقمُ


لله مرتقبُ .. في الله مرتغبُ ؟




وأين " خيبرُ " قد أفنت جموعهم


" اللهُ أكبرُ " تلك السٌمرُ والقُضُبُ ؟




كنا عظاما نسوس الناس قاطبة


صرنا عظاما فلا نبعُ ولا غَرَب




حي انتفاضة شعب ليس ترهبهُ


جحافلُ الشر والنيرانُ واللهبُ




أجسادهمْ سنبلاتُ القمح طاهرة


صارت قنابل ترديهم بما كسبوا





تفجري يا عروس العرب وانتقمي


ممن طغوا وبغوا في الأرض واغتصبوا




تفجري .. أمطري جمرا .. فلا لغةُ


يجيدها غيرَ بحرِ الدم يختضب




وعلمي العالم المجنون أنً هنا


شعبا أبيا له الأمجادُ والغَلبُ





كيف الورودُ تخلًت عن وداعتها


وصيًرت عطرها نارا لها سُحُبُ ؟




كيف العصافيرُ تُلقى الرعب باسلة


في قلب صيًادها لم يُنجه الهَرَبُ ؟




كيف الفراشاتُ قد صارت قنابلَ لا


تروعُها دمدماتُ الريح واللهبُ ؟




كيف السجيناتُ ينزعنَ الحديدَ وقد


صيًرنَ من عاث في الأصفاد ينقلب ؟




يا أيها الشعبُ لا ترهبك آلتهُمْ


حاصرْ حصارك .. قاومْ .. فالمدى صَخَبُ




لا تنتظرْ أحدا يرعى قضيتكم


فالحلٌ عندكمُ يا أيٌها النُجبُ