دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: صرخة ارهابية لاعضاء المندى

  1. #1

    افتراضي صرخة ارهابية لاعضاء المندى

    السلام عليكم وهذه اول مشاركة لي

    ارجوا من الاساتذة الكرام ان يقدموا لي اي مساهمة علمية حيال موضوع دراستي كوني في مجال علم الاجتماع واريد ان افسر ظاهرة الارهاب من الناحية الاجتماعية
    فالذي ينقصني هو النظريات المفسرة للارهاب
    والدراسات العلمية في هذا المجال
    ارجوا من الاخوة مساعدة طالب علم بارك الله فيكم
    ويشرفني التسجيل في هذا المنتدي الرائع بكتابه ومحاوره

  2. #2

    افتراضي

    سعيدين بتواجدك معنا بالمنتدى أخ / أبو محمد العتيبى ....
    وسنحاول أن نلقى الضوء لاحقا على ما يتسنى لنا من الدراسات حول الارهاب راجين من الله وأن تجد ضالتك فى التفسير الذى تحتاجه لظاهرة الارهاب فابقى معنا ....
    الباحث الألماني في شؤون الارهاب شتينبرغ*: الإرهابيين يعانون من ازمة هوية.. ظاهرة الارهاب هي ليست ظاهرة اسلامية
    اعتبر خبير الإرهاب التابع لمكتب المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر والباحث في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية تيدو شتينبرغ «الإرهاب ظاهرة عربية وليست إسلامية».
    ودلل شتينبرغ على رأيه أن في ألمانيا الملايين من المسلمين الأتراك مقابل الآلاف من المسلمين العرب الذين يتبنون الحركات الإرهابية دون غيرهم، وقال: «لو كان الإرهاب ظاهرة إسلامية لتبناها الأتراك».
    ووصف الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي بأنه «متطرف جداً» لكنه استدرك بقوله «انه ليس إرهابيا»، موضحاً أن التطرف العقلي والأيديولوجي هو أخطر أنواع التطرف.
    ولم يفرق شتينبرغ بين ما يحدث في فلسطين والعراق من أعمال تحمل طابع المقاومة، وقال: «كله إرهاب»، موضحاً أن مشكلة المسلمين تكمن في الربط بين الإرهاب وأهدافه فإذا كانت الأهداف نبيلة اعتبروه وسيلة خيرة.
    وعن أسباب الإرهاب في المنطقة العربية قال شتينبرغ انها ترجع إلى النزاع بين الحكومات والجماعات المعارضة، موضحاً أن هذه الجماعات عندما تفشل في تحقيق أهدافها تلجأ إلى العنف، ثم تدويل الكفاح.
    وحول إمكان وصول الجماعات الإسلامية إلى الحكم بالانتخاب، أكد شتينبرغ ان من الخطورة السماح للجماعات الإسلامية بالوصول إلى الحكم من دون رقابة، كما أن وصولها بالديموقراطية لا يعني تأصيل الديموقراطية «فهتلر وصل إلى الحكم بالانتخاب»، وإرهاب الجماعات الإسلامية قد يتحول إلى إرهاب دولة إذا وصلوا إلى الحكم.
    وفيما يتعلق بإمكان السيطرة على الأفكار المتطرفة ذكر شتينبرغ ان بعض الجماعات تستمد تأثيرها الأيديولوجي عبر الإنترنت، ولا يمكن لأجهزة الأمن في أوروبا السيطرة على هذا النوع من الاتصال.
    وفي ما يلي تفاصيل اللقاء الذي اجرته صحيفة القبس الكويتية مع الباحث الالماني:
    * سيد شتينبرغ ما الفرق بين التطرف والإرهاب؟
    - الفرق الاساسي بينهما هو العنف ولكن التطرف ليس بالفعل فقط بل ان اخطر انواع التطرف هو التطرف العقلي والايديولوجي. فعلى سبيل المثال أنا اعتبر القرضاوي متطرفاً وخطيراً جداً ولكنه ليس ارهابياً، فهذا الشخص لديه تأثير كبير على الناس هنا وكذلك في اوروبا، واخطر ما في اطروحاته تلك الفروق البسيطة. فهو يقول على سبيل المثال ان ما يحدث في العراق ليس جهاداً وفي الوقت نفسه يبرر العمليات الانتحاربية في فلسطين، لذلك فان الفاصل بين التطرف والارهاب يظل يشكل اشكالية حقيقية.
    * ولكن ألا تعتقد ان العمليات الانتحارية في فلسطين دفاع عن النفس؟
    - المشكلة عندكم انكم تربطون الارهاب بالاهداف، فاذا كانت الاهداف نبيلة ينظر للارهاب على انه وسيلة خيرة والعكس صحيح ولكن ذلك خطأ، فالارهاب من الناحية العلمية وسيلة تكتيكية تتضمن الخطف والتهديد والقتل والهجوم الانتحاري وهو كما هو ارهاب سواء في العراق أو فلسطين.
    * كيف ترى ردة فعل الشارع الأردني على الزرقاوي أخيراً؟
    - (ذلك بالضبط ما كنت ارمي اليه): فقد كان هناك جزء من الرأي العام الأردني يسكت على الاعمال الارهابية للزرقاوي لاعتقاده أنها نبيلة وعندما تحولت هذه الاعمال الى الداخل راح الجميع يدينها ويعتبرها اعمالاً ارهابية.
    * ما اسباب التطرف في المنطقة؟
    - من الصعب وجود سبب واحد لمنطقة كبيرة ومتباينة كما هي الحال بالنسبة الى المنطقة العربية، ولكن اهم اسباب التطرف هو في النزاع بين الحكومات وحركات المعارضة. وكلما أيقنت جماعات المعارضة من انها لن تنجح في تحقيق اهدافها السياسية بالطرق السليمة لجأت الى استخدام العنف ضد الحكومة، وعندما لا تنجح تلجأ الى تدويل هذا الكفاح ضد القوى الغربية، ولاسيما ضد الولايات المتحدة الأميركية مثلما حدث مع القاعدة ومجموعة الزرقاوي. أما مقولة ان سبب التطرف هو الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي فأنا اعتقد بانه سبب ثانوي.
    *متى يتحول المتطرف إلى إرهابي؟
    - هذا يحدث بتوفر التربة الخصبة، ولاسيما وجود جماعة ارهابية يتمكن من الانتماء اليها، وحينما تعجز الوسائل السلمية لتحقيق الغايات السياسية يكون اللجوء للارهاب وهذا ما حدث مع الجماعات الاسلامية في مصر في فترة السبعينات.
    * كونك باحث الماني فانا اجزم بانك على اطلاع بالتجربة الالمانية التي تمثلت في ارهاب الدولة ابان حكم النازية، فكيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة لمكافحة ارهاب الوقت الراهن؟
    - للتجربة الالمانية تأثير قوي على تفكيري حول الاحداث في المنطقة، واعتقد ان اهم الدروس تكمن في اي من الخطورة بمكان السماح لبعض الجماعات الاسلامية الوصول للحكم دون رقابة لان ذلك خطير جداً كما ان وصولها للحكم بواسطة الديموقراطية لا يعني ذلك تأصيل للديموقراطية. فهتلر وصل للحكم بواسطة الانتخابات وكان ديموقراطيا حتى فاز في الانتخابات وبعد اشهر قليلة قضى على التجربة الديموقراطية في ألمانيا.
    * ولكن ألا تعتقد ان هناك فرقاً بين ارهاب الدولة وارهاب الجماعات؟
    - بالطبع هناك فرق، فارهاب هذه الجماعات يكمن بسبب الضعف وعدم القدرة على الوصول الى الحكم، ولكن ارهاب الدولة ناتج عن قوة وجبروت هذه الدولة، كما ان نتائج كلا الارهابيين مختلفة. فقد كانت نتيجة ارهاب الدولة الذي قاده هتلر ان كلف البشرية زهاء 50 مليون نسمة بينما اعظم عملية ارهابية قامت بها هذه الجماعات هي قتل 3000 أميركي في احداث الحادي عشر من سبتمبر.
    فهناك فرق في المنشأ وفداحة النتيجة ولكن ارهاب الجماعات ممكن ان يتحول الى ارهاب دولة اذا وصلت هذه الجماعات الى الحكم دون رقيب.
    * ما اهم مشاكل المسلمين في اوروبا؟
    - تختلف مشاكلهم من بلد الى آخر، ولكن المشكلة الاساسية هي البطالة والحالة الاجتماعية وهي ليست فقط مشكلة المسلمين ولكن مشكلة الاجانب بصفة عامة، فاساس مشكلة المسلمين لا يكمن في دينهم ولكن في حالتهم الاجتماعية، مثلاً عندنا في برلين نسبة البطالة بين الاتراك والعرب تصل الى 40% بينما هذه النسبة تصل الى 20% بين الالمان.
    * وما رأيك فيما حدث من اعمال شغب في فرنسا؟
    - لهذه الاسباب نفسها التي تكمن في المشكلة الاجتماعية وليس الدين او العرق، فبالرغم من سوداوية المشهد واذا بحثنا عن شيء ايجابي فان ذلك يكمن في ان هذه الظاهرة لم تحدث لاسباب عرقية أو دينية بل لاسباب اقتصادية او اجتماعية.
    * ما رأيك بالتفجيرات الأخيرة التي حدثت في لندن؟
    - هناك سببان رئيسيان، الأول إن هؤلاء الإرهابيين يعانون من ازمة هوية تكمن في انتمائهم لبريطانيا فكلهم من مواليد بريطانيا ويحملون الجنسية البريطانية الا انهم يعيشون بشكل مهمش في المجتمع البريطاني، لذلك جاءت هذه التفجيرات كاحتجاج على حالتهم الاجتماعية في بريطانيا. اما السبب الثاني فهو يكمن في رفضهم القوي للسياسة البريطانية تجاه العراق.
    وقد كان لايديولوجية القاعدة تأثير كبير على طريقة تفكيرهم، فهم مجموعة من الشباب الذين ليس لديهم انتماء مباشر للقاعدة ولكن وقعوا تحت التأثير الايديولوجي الذي استمدوه بواسطة الانترنت، وهي ظاهرة خطيرة جدا لأنه لا يمكن لمؤسسات الامن في اوروبا ان تسيطر على هذا النوع من التواصل لمكافحة هذه الافكار الارهابية والمتطرفة.
    وقد تجلت هذه الظاهرة بوضوح في تفجيرات لندن، وقبل ذلك في امستردام حينما قتل المخرج السينمائي فان كوغ وقبل ذلك في مدريد في تفجيرات خطوط السكك الحديدية.
    * انطلق من هامبورغ المدينة الالمانية ثلاثة من مفجري اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، ما علاقة هذه المدينة بالارهاب الديني؟
    - هامبورغ هي اكبر المدن في المانيا حيث يصل تعداد السكان فها الى المليون ونصف المليون نسمة ويصل تعداد المسلمين هناك الى ما يقارب 150 الف نسمة هي مدينة لا توجد فيها مشاكل كبيرة. فالمدينة متسامحة مثل المدن التجارية في الخليج.
    * اذن ما اسباب تطرفهم؟
    - أسباب التطرف ترجع بالدرجة الاولى الى حياة هؤلاء الاشخاص فالمصري محمد عطا كان متطرفا منذ البداية وجاء لهامبورغ وبحث عن اصدقاء، حيث وجدهم في مسجد القدس وهو محطة الالتقاء لهؤلاء الثلاثة. اما الاماراتي مروان السقيمي فقد جاء محملا بالفكر الوهابي من مدينته رأس الخيمة في الامارات، ولكن زياد الجراح يعتبر الاستثناء الكبير فقد كانت لديه صديقة تركية المانية وعلى ما يبدو انه تطرف بسبب تأثير زملائه، كما ان فكرة الاستشهاد جاءت من اجل التكفير عن الذنوب.
    فبعض المسلمين يلجأون الى قتل الآخرين بسبب عقدة الذنب ومن اجل التكفير عن الذنوب.
    * ما سبب وجود ظاهرة المساجد المتطرفة في المانيا؟
    - هذه الظاهرة موجودة في كل انحاء اوروبا، فعلى سبيل المثال في المانيا توجد ثلاثة مساجد للمتطرفين، وهي مسجد القدس في هامبورغ ومسجد النور في برلين ومسجد عباد الرحمن فرايبورغ.
    واسباب تطرف هذه المساجد انها تضم عناصر متطرفة تعمل على جذب المتطرفين لتبني الفكر الجهادي.
    * وما مستقبل هذه الظاهرة المتطرفة في المانيا؟
    - استطيع ان اقول انها ليست ظاهرة كبيرة في المانيا، وذلك لأن غالبية الاجانب هم من الاتراك فظاهرة الارهاب هي ظاهرة عربية، وهذا اكبر دليل على ان ظاهرة الارهاب هي ليست ظاهرة اسلامية فلو كانت اسلامية لتبناها الاتراك وهم بالملايين في المانيا بينما العرب هم بضعة آلاف.
    * تيدو شتينبرغ
    - خبير الارهاب التابع لمكتب المستشار الالماني جيرهارد شرويدر
    - الباحث في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية
    - محلل لقضايا الارهاب لدى العديد من الجرائد ومحطات التلفزة الألمانية
    - يحمل دكتوراه التخصص ويتكلم العربية بطلاقة.

    المصدر هنا
    مكتب
    هيثم محمود الفقى
    المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة
    المستشار القانونى لنقابة التمريض ا مساعد أمين الشباب لدى منظمة الشعوب العربية لحقوق الانسان ودعم الديمقراطية ا مراقب عام دائم بمنظمة الشعوب والبرلمانات العربية ا مراسل ومحرر صحفى ا

  3. #3

    افتراضي

    الآثار الاقتصادية و الاجتماعية للإرهاب




    د.محمد عبد الرحيم بن حمادي
    باحث جيغرافي وديموغرافي وإجتماعي
    إنَ مفهوم الإرهاب من أكثر المفاهيم التباساً في الفكر السياسي العالمي المعاصر معرفاً إياه بأنه "أي استخدام للعنف العشوائي أو المنظم ضد أبرياء بهدف ترويعهم ولتحقيق مآرب سياسية أومصلحيه. ".
    ويعرف علم الاجتماع السياسي الإرهاب بأنه (كل تصرف أو سلوك بشري ينزع إلى استخدام قدر من القوة القسرية بما في ذلك الإكراه والأذى الجسدي والاستخدام غير المشروع للسلاح ولتقنيات التعذيب التقليدية والحديثة المخالفة لحقوق الإنسان الأساسية التي أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية في التعامل مع إدارة العلاقات الإنسانية بما في ذلك الاختلافات في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بهدف تحقيق غايات في تلك المجالات تتراوح بين الإخضاع والضغط والتعديل والتهميش (الإقصاء) وقد يطال آخرين غير مستهدفين، هذا السلوك البشري ألقسري غير السلمي يحدث بين الأفراد أو الجماعات أو السلطات بعضها تجاه بعض داخل مجتمع معين أو بين مجتمعات معينة وعناصر معينة.. ويتولد أساسا من تقاطع أو تداخل أو تضافر عناصر من بيئات مختلفة). فالإرهاب قد يكون أحيانا (فعل) وفي أحيان كثيرة (رد فعل)، وفي كلتا الحالتين يستهدف من ورائه جماعة معينة أو أشخاص معينين بهدف إيقاع الرعب والفزع في نفوسهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون الطرف الذي وقع عليه فعل الإرهاب ليس هدفا بحد ذاته وإنما هو وسيلة لإيقاع التأثير في طرف آخر بحيث تتولد لديه الرغبة أو الإجبار في الخضوع لإرادة الطرف القائم بفعل الإرهاب فالطرف الأول المستهدف بالإرهاب غالبا ما يكون هو الطرف الأضعف لهذا يتم استهدافه، في حين أن الطرف الثاني (الذي يقع عليه فعل الإرهاب) يتوافر على عوامل قوة اكبر بحيث يتم تجنب الصدام المباشر معه.
    مما تقدم، نستنتج أن الإرهاب ظاهرة خطيرة في حياة المجتمعات الإنسانية وهو أسلوب متدن للوصول إلى الأهداف فالإرهاب ليست له هوية ولا ينتمي إلى بلد وليست له عقيدة إذ انه يوجد عندما توجد أسبابه ومبرراته ودواعيه في كل زمان ومكان وبكل لغة ودين.
    1- أسباب ظاهرة الإرهاب:
    إن أسباب وجود الظاهرة (الإرهاب) وازديادها متعددة وموزعة على ميادين مختلفة سياسية - اقتصادية - اجتماعية -ونفسية وغيرها، ودراسة هذه الأسباب مجتمعة مهمة وصعبة للغاية، إذ يجب أن تسبق هذه الدراسة دراسة أخرى لمعظم المشكلات المعقدة التي تواجه الأفراد والمجتمع الدولي والمحلي على حد سواء.ومع ذلك يبقى الأمر مهما ومطلوبا وضروريا، إذ لا يمكن القضاء على الظاهرة إذا لم تعالج أسباب ها فالمسالة الرئيسية التي تواجه تحديد أسباب الظاهرة هي اختلاف وجهات النظر في تحليل الظاهرة نفسها ومرد هذه الاختلافات يعود إلى تباين التفسيرات للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنشأ عنها هذه الظاهرة، وبالرغم من ذلك فان هناك اتفاقا حول عدد من أسباب الإرهاب الدولي على الأقل في الجانب الاقتصادي موضوع الدراسة، وعلى هذا الأساس بقدر ما يكون للإرهاب من أسباب ظاهرة مختلفة ودوافع خفية متباينة، بقدر ما تكون الأوجه التي تظهر بها متنوعة والمسالك التي يتسرب منها متعددة.وبالنظر لأهمية الاقتصاد الوطني المحلي والدولي في الساحة السياسية الدولية كونه المحرك الأساسي لكل التفاعلات الدولية والاعتماد المتبادل ومحصلة التأثير والتأثير لكل من السياسة والاقتصاد كونهما وجهين لعملة واحدة.ويصبح من الضروري تناول ظاهرة الإرهاب وفق الرؤية الاقتصادية والبحث في الأسباب المباشرة لشيوع هذه الظاهرة على المستوى الاقتصادي.و تلعب العوامل الاقتصادية دورا مهما في توجيه سلوك الإرهاب عند الناس والمجتمعات البشرية فالحاجة الاقتصادية لا يشبعها أي بديل محتمل وكثرة المشكلات الاقتصادية تؤدي حتما إلى تدمير الحضارة وأسس البناء الاجتماعي، وتترك أثارها على عامة أبناء المجتمع فالبناء الاقتصادي يسبب نمو علاقات اجتماعية معينة فإذا كانت مشبعة اقتصاديا أحدثت التماسك والترابط الاجتماعي وان كانت عكس ذلك ولدت السلوك العدائي والعنف. ووفقا لذلك، يمكن حصر بعض الأسباب والعوامل الاقتصادية الناشئة عن تنامي ظاهرة الإرهاب على صعيدين داخلي وخارجي:
    عوامل داخلية: تكمن في بعض المشاكل الرئيسية التي يفرزها المجتمع ومنها:1- التخلف: والناتج بصورة رئيسية عن السياسات الاقتصادية غير المتلائمة مع الواقع الاجتماعي للدولة، بحيث تتكون فجوة تتسع تدريجا بين الفقراء والأغنياء وبين المتعلمين وغير المتعلمين وبين ذوي المصالح الاقتصادية الواسعة وبين فئات اقتصادية مهمشة، باختصار بين من يملك ويحاول زيادة هذه الملكية بأي صورة كانت حتى وان أدى ذلك إلى إفقار وتهميش شرائح واسعة من المجتمع وبين من لا يملك ومن هو مستعد للتضحية بحياته في سبيل تحقيق مكانة أو التخلص من واقع الحياة خاصة بين فئات الشباب. 2- البطالة: استكمالا لما تقدم أعلاه، مع ملاحظة أن فصل هذه العوامل عن بعضها البعض هو لأغراض الدراسة الأكاديمية في حين أنها في الواقع مترابطة ومتداخلة،
    فالبطالة وانتشارها بصورة واسعة لدى فئة الشباب خاصة سواء كانت بطالة حقيقية أم بطالة مقنعة، فإنها تولد شعورا بالعجز واليأس من ناحية، وشعورهم بالإحباط من ناحية أخرى إلى جانب شعور هؤلاء الشباب المرتبط بواقع الحياة المرير بأنهم ليس لديهم ما يغيروه أو يحافظون عليه بالاستمرار بالحياة، هذا الواقع مترابط مع جهات أو جماعات مستعدة لتقديم أموال كبيرة لقاء أعمال صغيرة يستشعر معها الشباب أنهم يقومون بعمل ما وإن كان ذا طابع عنيف أو دموي ولكنه بالنسبة إليهم عمل هادف يستحق الجهد المبذول فيه، فالشاب الذي لا يجد له فرصة عمل يكون هدفا سهلا لمختلف الاتجاهات المتطرفة دينيا أو سياسيا أو عصابات النصب والاحتيال والسطو المسلح. 3- سوء توزيع الثروة: والموارد اللازمة للتنمية وتوفير الحاجات الأساسية للناس وعلى نحو غير متوازن بعبارة أخرى وجود خلل في العدالة الاجتماعية تفرز قدرا متعاظما من الظلم والتضجر الاجتماعي الجماعي والحرمان النسبي لدى قطاعات متزايدة من السكان، وهنا الحرمان النسبي ليس بالضرورة ناتجا من الفقر والافتقار على المستوى الفردي، وذلك أن الأفراد القائمين بالإرهاب قد يكونون أغنياء بذاتهم ولكنهم انطلاقا من الإحساس بالتهميش والدونية من قبل الدولة مما يخلق حالة من الغضب والنقمة لدى فئة معينة تجاه فئات أخرى ورد فعل متطرف مصحوب بعمل إرهابي.
    4- عمليات الفساد الإداري الحكومي: التي تسهم بها معظم البلدان والأزمات الاقتصادية المستمرة ابتداء من التضخم والكساد الاقتصادي إلى حالات الكسب غير المشروع في الصفقات التي تتم بشكل غير قانوني مع رجال الدولة أو الدخول في صفقات غير قانونية لتمرير العشرات من أنواع البضائع الفاسدة بجهود أشخاص ذوي نفوذ في الدولة مثل هذه الممارسات تولد لدى الشباب أو الناس المحرومين سلوكا عدوانيا عنيفا من الكبت سرعان ما ينفجر بعمل عدواني منظم يستهدف الأشخاص والمؤسسات أو الدولة ذاتها مما يؤدي إلى تدهور الأبنية الاقتصادية - الاجتماعية للدولة، وهنا يتخذ الإرهاب صورا عديدة منها (حالات السلب والنهب وعمليات الاختطاف المنظمة المصحوبة بدفع فدية مالية معينة تستخدم لتمويل عمليات إرهابية على الصعيد السياسي من تنظيم حملات مسلحة وغيرها). وعلى أساس ما تقدم، يمكن صياغة معادلة تفسر بان:الجهل + الفقر والافتقار + القمع والكبت والإقصاء والتهميش = ظاهرة الإرهاب.وهذه المعادلة لا تنفي أو تلغي دور العوامل الخارجية المسببة لظاهرة الإرهاب بل يمكن أن تساعد على تغذيتها وبالشكل الذي يقودها إلى حرب أو صراع اجتماعي مستمر.أما العوامل الخارجية: ترتبط البيئة الخارجية وصلتها بظاهرة (الإرهاب) أساسا ببعدي السياسات والقوى الخارجية التي تمارس بشكل مباشر أو غير مباشر ضغوطا على دولة ما لإرغامها لإتباع نهج أو سياسة ما، مما يولد حالة من العدائية والصراع لدى طبقات واسعة يمكن أن تستغل في تأجيج الصراعات الداخلية والخارجية.إن بحث ودراسة العوامل الخارجية المسببة لظاهرة الإرهاب لا تقل أهمية عن العوامل الداخلية كونها تؤشر مخرجات فعل الإرهاب ومحصلتها (واحدة) هي إشاعة روح الخوف والتهديد في جماعة معينة بقصد تحقيق أهداف معينة قد تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية... الخ. وبالنظر لتعدد المداخل التي يمكن من خلالها معرفة وتشخيص ظاهرة الإرهاب اقتصاديا على المستوى الخارجي يمكن الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1972 كانت قد شكلت لجنة متخصصة لدراسة الدوافع والأسباب التي تقف وراء شيوع ظاهرة الإرهاب اقتصاديا، وكان تشخيصها للأسباب الاقتصادية والاجتماعية كما يلي:
    1- استمرار وجود نظام اقتصادي دولي جائر يمكن أن يقود إلى خلق حالة من الغضب والعداء المستمر بين مختلف شعوب العالم.
    2- الاستغلال الأجنبي للموارد الطبيعية الوطنية والذي يمكن أن ينتج بفعل ظاهرة التبعية.
    3- تدمير ما لدى بعض البلدان من سكان وأحياء ووسائط نقل وهياكل اقتصادية.
    4- الظلم والاستغلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
    5- الفقر والجوع والشقاء وخيبة الأمل أو الإحباط.
    6- تدهور البيئة الاقتصادية الدولية وهيمنة الدول الكبرى على الاقتصاد العالمي. هذه العوامل مجتمعة تشكل محور أسباب انتشار ظاهرة الإرهاب عالميا ومن الطبيعي بحث وتفحص عوامل أخرى تقف وراء هذه الظاهرة. أبرزها حالات التنافس والصراع الذي تشهده الساحة السياسية الدولية، فقد أكدت الأحداث أن التطور اللامتكافئ بين الدول المتقدمة والدول التي تسعى إلى النمو وما تمثله ظاهرة التبعية المتسمة بسيطرة الدول المتقدمة وانتشار الأنماط والأساليب المتعددة للجريمة المنظمة والتي تعتبر نتيجة تمرد على الواقع المعاش باتساع تلك الهوة بين عالم الشمال المتطور والجنوب الساعي إلى التطور، أدت إلى بروز أساليب متعددة لارتكاب أعمال إرهابية تعبر عن حالة الرفض للتبعية وللاستعمار والاستغلال على المستوى الدولي.
    يضاف إلى تلك العوامل الخارجية المتمثلة بسياسات الدول المتقدمة، السياسات المتبعة من قبل المؤسسات المالية الدولية وبالذات صندوق النقد والبنك الدوليين عبر برامجهما المتمثلة بالإصلاح الاقتصادي والتكييف الهيكلي المشروطة بإتباع سياسات معينة من قبل البلدان المطبقة لتلك البرامج، إذ إن تطبيق هذه البلدان لتلك البرامج قد أدى إلى سوء توزيع الدخل وتدهور القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر والتهميش هذا فضلا عن تجلي انتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في النمو الكبير الذي حدث في أرقام البطالة :إلى جانب تخلي الدولة عن الالتزام بتعيين خريجي المعاهد والجامعات التي تولد معها ارتفاع في معدلات الجريمة والإرهاب في تلك الدول، ذلك انه كلما زادت فترة بطالة الفرد زادت احتمالات انجرافه بسبب تردي أحواله النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
    ـ من جهة أخرى هناك إرهاب اقتصادي وهو (الإرهاب ألمعلوماتي) المتمثل باستخدام الموارد المعلوماتية والمتمثلة في شبكات المعلومات وأجهزة الكومبيوتر والانترنت من أجل أغراض التخويف أو الإرغام لأغراض سياسية ويرتبط هذا الإرهاب المعلوماتية إلى حد كبير بالمستوى المتقدم للغاية الذي باتت تكنولوجيا المعلومات تلعبه في كافة مجالات الحياة في العالم، ويمكن أن تسبب الإرهاب المعلوماتي في إلحاق الشلل بأنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات أو قطع شبكات الاتصالات بين الوحدات والقيادات المركزية وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي أو اختراق النظام المصرفي أو إرباك حركة الطيران المدني أو شل محطات الطاقة الكبرى. كما ساعد التطور العلمي والتكنولوجي في وضع وسائل عصرية أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف المتوخاة بين أيدي مرتكبي الأفعال الإرهابية مثل المسدسات والبنادق الصغيرة ذات المدويات البعيدة.
    - يضاف إلى ذلك، يمكن للإرهاب بصورته الاقتصادية أن يتجلى بصور وأشكال مختلفة ومتعددة تمثلها مجموعات منظمة تدير مختلف العمليات الإرهابية وهدفها اقتصادي بحت بالدرجة الأساس، ومنها ما يتمثل بعصابات تجارة المخدرات والمافيا الإيطالية إلى جانب عصابات الجرائم الاقتصادية الكبرى المتمثلة بعصابات غسيل الأموال العالمية التي تمارس إرهابا اقتصاديا ضخما.مما تقدم يمكن القول إن المتغيرات الدولية والتحديات الجديدة التي يشكلها (النظام الدولي الجديد) مع العالم الخارجي والمتمثلة بزوال القطب السوفيتي وتربع الولايات المتحدة على قمة الهرم السياسي الدولي قد أضافت بعدا جديدا في تنامي ظاهرة الإرهاب عالميا.ومن جهة أخرى أدت أحداث 11 أيلول 2001 إلى ميلاد حقبة سياسية دولية جديدة سمتها الرئيسية الجنوح المتزايد نحو الاستخدام اللامحدود للوسائل العسكرية والضغوط السياسية في مواجهة القوى المعارضة للولايات المتحدة، وهو ما شجع على دعم وتعزيز ظاهرة الإرهاب العالمي التي تسير في خط تصاعدي إلى يومنا هذا.ومن خلال ما سبق يمكن التوصل إلى مفهوم عام لظاهرة الإرهاب يعتمد من قبل الدراسة ويأتي معبرا عن الخصائص التي تنطوي عليها هذه الظاهرة بأنه (أي فعل خطير من أفعال العنف أو التهديد بارتكابه من قبل شخص ما سواء ارتكب هذا الفعل بمفرده أو بالاشتراك مع أشخاص آخرين إذا كان موجها ضد أشخاص محميين دوليا أو ضد منظمات أو أماكن أو أنظمة نقل أو اتصالات محمية دوليا أو ضد أشخاص عاديين بقصد تخويف هؤلاء ومتسببا بوفاتهم أو إلحاق أضرار بهم أو شل أنشطة هذه المنظمات الدولية. الحلول المقترحة لحل مشكلة الإرهاب علي المستوي الاقتصادي و الإجتماعي
    5- سبل معالجة ظاهرة الإرهاب: وإزاء هذه الأسباب والدوافع الاقتصادية المسببة لظاهرة الإرهاب سواء المباشرة أو غير المباشرة يمكن وضع بعض الحلول والمقترحات على الأقل في الجانب الاقتصادي ومن وجهة النظر الاقتصادية لتجنب مخاطر هذه الظاهرة وبالتالي إنهاء وجودها.ومن أبرز هذه المقترحات:1- المساواة بين طبقات المجتمع كافة، ومعالجة ظاهرتي التخلف والبطالة التي تعتبر من مخلفات الحرمان الاقتصادي المزمن وتداعيات القهر الاجتماعي المتواصل. 2- إعادة توزيع الثروة وموارد التنمية وتلبية مختلف الحاجات الأساسية للفرد المواطن وعلى نحو متوازن تجعله يمتلك القدرة على العطاء والبناء والابتعاد عن السلوك والأعمال العدوانية الملازمة لظاهرة الإرهاب وبالشكل الذي يخلق حالة من الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة من جهة والمواطن وأفراد المجتمع المحيطين به من جهة أخرى.
    3- مكافحة عمليات الفساد الإداري والرشوة في جميع مرافق وإدارات الدولة وبناء قاعدة اقتصادية متطورة تؤمن الحاجات الأساسية الضرورية للمواطن.
    4- ضرورة إعطاء مجال واسع من الحرية والتعبير عن الرأي لفئات مختلفة من الشباب تجنبا لحالة التهميش وفتح مراكز تدريب وتأهيل خاصة بالشباب تنمي قدراتهم وتعزز مواهبهم.
    5-إعادة تأهيل قطاع الاتصالات والمعلومات في جميع مفاصل الدولة لكي يتسنى لطبقات واسعة من المجتمع الاطلاع على المستجدات العلمية والتقنية وكسر حالة الكبت والجمود لديهم.
    الفرق بين الشهادة و الإرهاب من نظرة المسلميين:
    إن مفهوم الشهادة الذي تستحضره باستمرار كل الحركات التقدمية و الديمقراطية في العالم، و في حركات التحرر الوطنية و القومية و العالمية، وفاء لشهداء تلك الحركات الذين قدموا أرواحهم من اجل تحقيق الحرية و الديمقراطية و الاشتراكية، لا يعني إلا تقديم النفس فداء لتحقيق الأهداف السامية التي تسعى الحركات التي ينتمون إليها إلى تحقيقها ميدانيا، و على أرض الواقع، من أجل تخليص البشرية من همجية الاستغلال الرأسمالي، الذي يقف وراء الكثير من الكوارث الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية التي تعاني منها البشرية. فالشهادة إذا تضحية في سبيل هدف أسمى، و مثلا أعلى يجعل الشهادة أيضا مثلا أعلى. و هذا المفهوم يصير في حد ذاته قوة للشعب الذي يمتلك كادحو أشكال الوعي الطبقي الحقيقي، فيسعون جميعا إلى النضال رغبة في الاستشهاد من منطلق "اطلب الموت توهب لك الحياة" خاصة و أن الشهداء بعد استشهادهم، يؤثرون في الواقع أكثر مما يؤثرون في حياتهم، لأن استشهادهم يدفع إلى الالتحام و القوة و السعي إلى اقتفاء اثر الشهداء. إن الشهادة تقتضي أن تحصل بسبب السعي إلى تحقيق هدف سام عن طريق الإقدام على العمل الذي يقتضيه تحقيق ذلك الهدف دون أن يعرض حياة المسالمين و ممتلكاتهم إلى الهلاك و دون الرغبة في إرهابهم، و أن لا يتنافى ذلك الهدف مع القوانين الدولية الإنسانية التي تقر للإنسان بحقه في تقرير مصيره بما يتناسب مع تحقيق كرامة الإنسان على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية .
    أما بالنسبة للإرهاب فهو نقيض الشهادة لأنه عمل غير مشروع و غير مبرر من الناحية القانونية و الواقعية و الأخلاقية، و يترتب عنه فقدان الحق في الحياة، و في الأمان الشخصي، و فقدان الحق في الأمن الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي، و يقود إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لأنه لا يميز بين عدو و صديق، و لا بين الإنسان و الحيوان ،ولا بين الوسائل التي تقع في خدمة الإنسان و رهن إشارته. و عمل من هذا النوع لا يمكن قبوله مهما كانت الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، لأنها قد تكون أهدافا مشروعة أو غير مشروعة.
    مكتب
    هيثم محمود الفقى
    المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة
    المستشار القانونى لنقابة التمريض ا مساعد أمين الشباب لدى منظمة الشعوب العربية لحقوق الانسان ودعم الديمقراطية ا مراقب عام دائم بمنظمة الشعوب والبرلمانات العربية ا مراسل ومحرر صحفى ا

  4. #4

    افتراضي

    ماهية ظاهرة الارهاب الدولي
    I ماهية الإرهاب الدولي
    لقد دارت العديد من النقاشات الفكرية و المعرفية حول مفهوم الإرهاب هذا المفهوم السياسي و العسكري و الإستراتيجي الذي استحوذ على الحيز الكبير من اهتمامات الباحثين و الدارسين و كذلك اهتمامات المجتمع الدولي.

    لقد كثر الكلام عن تحديد الإرهاب و اضطربت الآراء و المصطلحات على ايضاح مفهومه وعلى الرغم من كثرة التعاريف و الحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب لم نقف على حد جامع مانع لحقيقة الإرهاب و كل تعريف لحقيقة ما حوله يكون مطردا منعكس ، مع ذلك فإن كثيرا من الباحثين في هذا الموضوع قد ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيد عن 100 تعريف (1) .
    و بالرغم من اختلاف التفاسير بصدده و تباين الآراء حول أسبابه و تداعياته إلا أن هناك اجماع حول هدف واحد هو مكافحة هذه الظاهرة التي تمس بأمن الأفراد كما تمس أمن الدول.
    و حول عدم وجود تعريف جامع مانع و غياب التوحيد و التحديد عن مفهوم الإرهاب برزت عدة تساؤلات حول فحوى الإختلاف: هل الإختلاف راجع إلى:
    - طبيعة هذه الظاهرة المعقدة؟
    أو إلى
    - إديولوجية كل باحث و تأثيراتهم النفسية الداخلية و الخارجية؟
    أو إلى
    - قناعة رجال السلطة السياسية و المتصدرين لمجالس الحكم لتلك الدول بتحديد تعريف معين للإرهاب قد يدخل أفعالهم هم أنفسهم و دولهم تحت اسم الإرهاب؟

    و في دراستنا هذه سوف نحاول من خلال هذا الفصل التطرق إلى مفهوم الإرهاب من خلال تعريفه
    * لغة
    * اصطلاحا
    من خلال تقسيم التعاريف و التطرق إلى جذوره التاريخية و بعض المفاهيم الدالة عليه لننتقل إلى معرفة أسبابه و دوافعه و كذا الحلول الممكنة له.

    أولا:تعريف الإرهاب
    *الدلالة اللغوية للإرهاب:
    في اللغة العربية رهب (بكسر الهاء) فالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهابا من باب أكرم و فعله المجدد (رّهب) و اسم الفاعل راهب و الراهب هو المخيف و هو الأسد و الكاهن و نقول رهبان….أي كهنة و في القرآن الكريم سورة الحديد و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله.
    و الإرهاب و الخوف و الخشية و الرعب و الوجل و الإضطراب و الفزع هي كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف.
    كان يقال في الماضي (رهبوب خير من رحموت) أي أن الخوف من القتال خير من تعريض النفس للقتل، و قالت العرب أن تكون مرهوبا خير من أن تكون مرحوما (2).
    و إذا ما اتبعنا كلمة رهب أو أرهب في القرآن الكريم و جدناها تدل على الخوف الشديد في قوله تعالى: و إياي فارهبون سورة النحل (51) أي تخافوني.
    و يدعوننا رغبا و رهبا أي طمعا و خوفا سورة الأنبياء (90).
    و أعدوا لهم ما استطعته من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم أي تخيفونهم سورة الأنفال(60) .
    لأنتم أشد رهبة من صدورهم من الله سورة الحشر (13).
    و اضمم إليك جناحك من الرهب سورة القصص (32).
    إن دراسة و تحليل معنى الآيات يوضح لنا أن القرآن الكريم استعمل الرهبة و ترهبون في هذه الآية ليزرع الخوف و الرعب في نفس العدو و إشعاره بقوة الآخر لئلا يقدم على العدوان ذلك أن الإرهاب هو عمل وقائي ذو دلالات إيجابية و لا دلالة له على الإرهاب بمعناه المتداول المعرف في القانون الجنائي بل هو خطوة نحو السلام لأنه يمنع العدو من ممارسة عدوانه (3)
    و بذلك فإن الإرهاب في الشرع قسمان:
    1- إرهاب مشروع شرعه الله لنا و أمرنا به و هو إعداد القوة و التأهب لمقاومة أعداء الله في قوله تعالى: و أعدوا لهم ما استطعته من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم… فهذه الآية تنص على وجوب بذل المسلمين قصارى جهدهم في التسليح و إعداد القوة و تدريب الجيوش حتى يرهبهم العدو و هو أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين.
    2- قسم مذموم و يحرم فعله و ممارسته و هو من كبائر الذنوب و يستحق مرتكبه العقوبة و الذم و هو يكون على مستوى الدول و الجماعات و الأفراد و حقيقته الإعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال و الممتلكات و الإعتداء على الحرمات و إخافة الطرق خارج المدن و التسلط على الشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات و تكميم الأفواه و نحو ذلك.
    * إن المقصود من كل ذلك أن لا شيء عند العرب أو في تاريخهم أو ديانتهم يؤكد على وجود بدعة الإرهاب التي إكتشفها الغرب و ألصقها بالعرب و المسلمين بشكل خاص.
    فالمسلم من المنظور الغربي أضحى رمزا للإرهاب فكل من يدافع من أجل حرية و استقلال بلده و الدفاع عن النفس و الحقوق المشروعة يسمى أيضا إرهابا في حين يسمى العمل الإرهابي الذي يمارسه الأقوياء و المحتلون ضد الضعفاء حماية للأمن و مكافحة الإرهاب فيتحول الضحية مجرما و إرهابيا…و يوصف من يمارس الإرهاب من الأقوياء حاميا للأمن و السلام(4).
    *الدلالة الإصطلاحية لمفهوم الإرهاب:
    لقد حاول أساتذة القانون و العلوم السياسية عبر العقود الأخيرة لهذا القرن تحليل ظاهرة الإرهاب و العنف إلا أنهم لم يتوصلوا إلى حل نهائي لتحديد مفهوم الإرهاب بشكل منطقي جامع و مانع لذلك إرتأينا تقسيم تعاريف الإرهاب إلى:
    تعاريف سياسية: كثيرة جدا منها:
    *معجم علم السياسة:
    الإرهاب هو استعمال العنف لغايات سياسية بممارسات خارجة عن القانون و عن اختصاص الدول بالمحافظة عليه على الساحة الدولية هكذا يساهم الإرهاب بنشر العنف السياسي و ينزع إلى إثارة التساؤلات حول طبيعة العلاقات الدولية(5).
    * معجم روبير:
    الإرهاب هو الإستخدام المنظم لوسائل استثنائية للعنف من أجل تحقيق هدف سياسي كالإستيلاء أو المحافظة أو ممارسة سلطة و على وجه الخصوص فهو مجموعة من أعمال تنفذها منظمة سياسية للتأثير على السكان و خلق مناخ بإعدام الأمن (6).
    أما واردلو Wardlaw فيعرفه بأنه استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من فرد أو جماعة تعمل إما لصالح سلطة قائمة أو صدها عندما يكون الهدف من ذلك العمل و هو خلق حالة من القلق الشديد لدى مجموعة من الضحايا المباشرة للإرهاب و إجبار تلك المجموعة على الموافقة على المطالب السياسية لمرتكبي العمل الإرهابي (7).
    و عموما تركز التعاريف السياسية لمفهوم الإرهاب على أن استخدام القوة أو العنف يكون بهدف رئيسي هو تحقيق أغراض سياسية.


    تعاريف اجتماعية:
    على اعتبار أن الإرهاب يمس جوانب عدة لا يمكن حصرها فقط في الجانب السياسي فإن للجانب الإجتماعي دور مهم في ظاهرة الإرهاب و قد صنفت تعريفات ذات علاقة مباشرة مع المجتمع و السكان منها:
    * موسوعة علم السياسة:
    الإرهاب هو كل عمل أو وسيلة يستخدم القوة المادية و النفسية لإشاعة الذعر و الهلع و إزهاق أرواح الناس الأبرياء و يجردهم من أرضهم و ممتلكاتهم و يعرضهم للإبادة الجماعية بدون وجه حق أو أي مسوغ قانوني أو تشريعة سماوية يقوم به الفرد أو جماعة أو دولة بهدف تحقيق أغراض سياسية أو غير سياسية(8).
    أما وولتر Walter الإرهاب بأنه عملية رعب تتألف من 3 عناصر: فعل العنف أو التهديد باستخدامه و ردة الفعل العاطفية الناجمة عن أقصى درجات خوف الضحايا أو الضحايا المحتملة و اخذ التأثيرات التي تصيب المجتمع بسبب العنف أو التهديد باستخدامه و الخوف الناتج من ذلك (9).
    كذلك تناول أدونيس العكرة: الإرهاب و يعرفه بأنه منهد نزاع عنيف يرمي الفاعل بمقتضاه و بواسطة الرهبة الناجمة عن العنف إلى تغليب رأية سياسي أو إلى فرض سيطرته على المجتمع أو الدولة من أجل المحافظة على علاقات اجتماعية عامة أو من اجل تغييرها أو تدميرها.
    و عليه فإن التعاريف الإجتماعية لمفهوم الإرهاب مست كل ما له علاقة بالأفراد و المجتمع بدأ من إثارة الخوف و الذعر…….وصولا إلى بعض التأثيرات الناجمة عنه.
    تعاريف إديولوجية:
    كما لأهمية البواعت السياسية و الإجتماعية في ارتكاب الإرهاب فإن للبواعت الإديولوجية دورا مهم أيضا في القيام بفعل إرهابي و قد قدم الفقيه بسيوني بتعريف حديث للإرهاب حيث يعتبره استراتيجية عنف محرم دوليا تحفزها بواعث عقائدية (إديولوجية) أو تتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام بالرعاية لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل انفسهم أو نيابة عنها أو نيابة عن دولة من الدول.
    أما د. نبيل حلمي يعرف الإرهاب بأنه استخدام غير مشروع للعنف أو التهديد به بواسطة مجموعة أو دولة ضد فرد أو جماعة او دولة ينتج عنه رعب يعرض للحظة أرواحا بشرية أو يهدد حريات أساسية و يكون الغرض منه الضغط على الجماعة او الدولة لكي تغير سلوكها (أفكارها) اتجاه موضوع ما.
    و أيضا في محاولة للتركيز على الناحية الإديولوجية أو الإستراجية للظاهرة يعرف تورك (Turk) الإرهاب بأنه إديولوجية أو استراتيجية تبرر الإرهاب الفتاك أو غير الفتاك بقصد ردع المعارضة السياسية بزيادة الخوف لديها في طريق ضرب أهداف عشوائية. (10)

    تعاريف إقتصادية:
    هناك تعاريف اقتصادية التي تدخل في الفعل الإرهابي بمنعى الأفعال الإرهابية التي تدخل في مسار اقتصادي هي كل تلك الأحادث المتصلة بالأشياء المادية قصد التدمير أو التخريب أو الإفساد سواء الأموال أو الممتلكات الخاصة أو العامة و قد عرف د. عبد العزيز سرحان الإرهاب على أنه:
    كل اعتداء على الأرواح و الأموال و الممتلكات العامة أو الخاصة بالمخالفة لأحكام القانون الدولي العام بمصادرة المختلفة بما في ذلك المباديء الأساسية لمحكمة العدل الدولية و يعتبر أن الإرهاب يرتكز على الإستعمال غير مشروع للقوة(11).
    *موسوعة أشهر الإغتيالات السياسية في العالم:
    الإرهاب هو الإستخدام الإنساني للقوة و عمل موجة إلى الأشياء بقصد تدميرها أو إفسادها أو تخريبها أو السيطرة عليها (12).
    و عموما فإن العمل الإرهابي هو كل عمل يرتكب لتحقيق غاية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو إيديولوجية أو دينية و هذا ما ذهب إليه إيريك ديفيدEric David
    على أن الإرهاب هو أي عمل من أعمال العنف المسلح الذي يرتكب لتحقيق أهداف سياسية أو فلسفية أو إديولوجية أو دينية.
    الهوامش


    1- الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي : معنى الإرهاب و حقيقتهwww.Albalagh.com
    2- رغم كل ما قيل عن الإرهاب ……ما الغموض قائما صحيفة الشرق الأوسط
    www-Asharqalawsat.com
    3- الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي : معنى الإرهاب وحقيقته : مرجع سابق
    4- الإرهاب كما وصفه الإسلام: www.Albalagh.com
    5- غي هرميه – برتراند بادي – بيار بيزنيوم ، فليب بيرو:معجم علم السياسة و المؤسسات السياسية (عربي ، فرنسي،إنجليزي) هيثم اللمع : بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ، الطبعة الأولى ، السنة 2005 م ، ص(43) .
    6- هناك تعريف لكل من : لاروس الفرنسي : هو مجموعة أعمال العنف التي ترتكبها جماعات ثوربة أو أسلوب عنيف تستخدمه الحكومة أما أوكسفورد : هو استخدام العنف و التخويف بصفة خاصة لتحقيق أغراض سياسية .
    7- أحمد محمد رفعت ، صالح بكر الطيار :الإرهاب الدولي باريس ، مركز الدراسات العربي الأوروبي ، الطبعة ال,لى ، السنة 1998 ، ص(216 ،217 ).
    8- ناظم عبد الواحد الجاسور : موسوعة علم السياسة عمان ، دار المجدلاوي ، للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى ، السنة 2004 ،ص(47 ).
    9- أحمد محمد رفعت صالح بكر الطيار: الإرهاب الدولي : مرجع سابق ص218 .
    10- نفس المرجع ص(224) .
    11- نفس المرجع ص(221).
    12- فهد الساكت : موسوعة أشهر الإغتيالات السياسية في العالم ،عمان ، دار اسامة للنشرو التوزيع ، الطبعة الأولى السنة 2000 ص(8) .
    مكتب
    هيثم محمود الفقى
    المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة
    المستشار القانونى لنقابة التمريض ا مساعد أمين الشباب لدى منظمة الشعوب العربية لحقوق الانسان ودعم الديمقراطية ا مراقب عام دائم بمنظمة الشعوب والبرلمانات العربية ا مراسل ومحرر صحفى ا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    73

    افتراضي

    الدراسة الاجتماعية للجريمة امر هام
    كنت اود التعرف على ما انتهيت اليه

المواضيع المتشابهه

  1. مشروع قانون القضاء الموحد المصرى
    بواسطة مستشار عصام رميح في المنتدى القانون العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-01-2019, 02:30 AM
  2. المعجم الطبي الموحد
    بواسطة دكتورة / نرمين عاطف عاشور في المنتدى الملف الطبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-04-2010, 12:48 PM
  3. صرخة اليأس
    بواسطة dyadak في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-07-2010, 02:21 PM
  4. كتابى ( السب والقذف وحرية الرأى والتعبير ) هدية لاعضاء المنتدى - حمدى الاسيوطى
    بواسطة حمدى الاسيوطى في المنتدى بحوث ومقالات في القانون الجنائي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-21-2009, 05:45 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •