"ولا يُتركُ القاضي عَلّىَ قضائِهِ إلا سَنَة واحدة , لأنه مَتَى اِشتَغَل بذلك نَسِىَّ العلم فيقع الخَلَلُ في الحكم فَيَقُولُ السُلطَانُ للقاضي ( ما عزلتُكَ لِفَسادٍ فِيكَ , ولكنّْ أخشى عَلَيكَّ أَن تَنسَىَ العِلمَ , فأدرس ثُمَ عُد إِلَينا حَتّىَ نُقلّدُكَ ثَانِيةً ) " .
"القَاضِي الحَقْ مَنْ اِتَسَعَ صَدرُهُ لِمَا ضَاقتْ به صُدُورُ النَاسْ , وضاقت ذِمَتَهُ عَمَا اِتَسَعَتْ لَهُ ذِمَمُ النَاسْ ".

رسالة تحتمس الثالث
"لا ينبغي محاباة الأمراء والموظفين , ولا ينبغي استعباد كائناً مَنْ كان... عندما يأتي شاكياً من مصر العليا أو السفلي , من واجبك العمل عَلَىْ أن يتم كل شيء طبقاً للقانون ... أن يحصل كلٌ على حقِهِ ، لا ينبغي أن يكون باستطاعة مَنْ فُصِلَّ في دعواه أن يقول "لم أمكن من الحصول على حقي" , إنَ ما يُحِبُهُ الإلَهُ هُوَّ أَنْ يتَحَقَقُ العَدْلُ , وإن ما يمقته الإله هُوَ أَن يُحَابَى طرفٌ على الطرفِ الآخرِ ، أْنْظُر إلى مَنْ تَعرِفَهْ كما تَنظُرُ إلى مَنْ لا تَعرِفَهُ , ولا تَرُدُ شاكياً قبل أَنْ تَستَمِعَ إلى قوله , ولا تستشط غضباً ضد إنسان بلا مبرر " .

خطاب على بن أبى طالب رضي الله عنه إلى الأشتر النخعي لَمَّا وَّلاَهُ على مصر
اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ، ولا تمحكه الخصوم ، ولا يتمادى في الزلة ، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه ، ولا تشرف نفسه على طمع ، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ، وأَوْقَفَهُم في الشبهات ، أَّخذْهُم بالحجج ، وأقَلُهُم تبرماً بمراجعة الخصم ، وأصبَرُهُم عَلَّىْ تَكَشُفْ الأمور ، وأَصرَمُهُم عند اتضاح الحق ، ممن لا يزدهيه إطراء ، ولا يستمليه أغراء ، وأولئك قليل ، ثم أَكْثِر مِن تعاهد قضائه ، وأفسح له من البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس ، أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك.
فانظر بذلك نظراً بليغاً ، فإن هذا الدين قد كان أسيراً في أيدي الأشرار ، يُعمَّلُ فيه بالهوى ، وتُطلَّبُ به الدنيا.
ثم انْظُر في أمور عُمَالِكَ ، فاستَعمِلْهُم اختباراً ، ولا تولهم محاباةً و أِثرة ، فإنهم جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الجور والخيانة.
وتوخ منهم أهل التجربة والحياء ، من أهل البيوتات الصالحة ، والقِدَم في الإسلام المتقدمة ، فإنهم أكرم أخلاقاً وأصح أعراضاً ، و أقل في المطامع أشرافاً وأغلب في مواقع الأمور نظراً . ( نهج البلاغة ج 4 ) .

رانسون " قاضى محكمة السين "

لكي يكون القاضي جديراً بأن يُسَمْىَّ قاضياً يجب أن تتوافر فيه الصفات الآتية :
النزاهة التامة , والاستقلال المطلق , وسعة الصدر , وضبط النفس ، والذكاء ، وتلك مواهب طبيعية ، وأن يكون متمكناً من العلوم القانونية ومعرفة تطبيقها ، وأن يكون دائم النظر في أحوال الإنسان وفى نفسه هو على وجه الخصوص ، وأن يكون فيلسوفاً اجتماعياً , واسع الاطلاع , هادئ الفكر , متواضعاً , وتلك هي فضائل أخرى لازمة له ، فإذا أضيفت إليها قدرته على مقاومة أهوائه وإصلاح ذات نفسه . كان جديراً بان يُسَمْىَّ قاضياً
عن النبي صلى الله علية وسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كنت خلف النبي صَلَّى الله عليه وسلم يوماً فقال :
" يا غلام ... إني أعلمك كلمات : " اِحفظ الله يحفظك ، اِحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سالت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .
( رواه الترمذى )
قال ابن عباس رضي الله عنه :
" ملاك أمركم الدين ، وزينتكم العلم ، وحصون أعراضكم الأدب ، وعزكم الحلم ، وحليتكم الوفاء".
وقال " لا تمار سفيهاً ولا حليماً ، فإن السفيه يؤذيك والحليم يقليك ، وأعمَل عَمَل من يعلم أنه مجزي بالحسنات مأخوذ بالسيئات " .

الإمام بدر الدين بن جماعة

"شروط القاضي : أن يكون ذا ديانة مشهورة , وسيرة مشكورة ، وعفة مألوفة ، ووقار وسكينة ، ونفس شريفة ، وتام الورع ، خلياً من الطمع ، متنزهاً عن ملابسة الرذائل , ومخالطة الأراذل ، شديداً من غير عنف ، ليناً من غير ضعف " .


قال الشعبي :
" جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم ، و إن أخطأتم لم يعنفوكم ، وإن جهلتم علموكم ، وإن شهدوا لكم نفعوكم " .

رسالة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) إلى أبى موسى الأشعري عندما ولاه قضاء الكوفة

من عبد الله ... عمر أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليك:
أما بعد
فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة ...
فأفهم إذا أُدلِىَّ إليك , وأنفُذْ إذا تَبَيْن لك , فإنه لا ينفع تكَلُم بحق لا نَفَاذ لَه ...
آسِ بَينَ الناسِ في مجلسك , وفى وجهك وقضائك , حتى لا يطمع شريف في حيفك , ولا ييأس ضعيف من عدلك ...
البَينَةُ عَلَى مَنْ ادعى , واليمين عَلَى مَنْ أنكر , والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً , ولا يمنعك قضاءٌ قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق ، فإن الحق قديم لا يبطله شيء , والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل , ومن اْدَعَى حقاً غائبا أو بينة فأضرب له أمداً ينتهي إلية ، فإن بينه أعطيته بحقه وإن أعجزة ذلك استحللت عليه القضية ، فإن ذلك أبلغ للعذر وأجلَىَ للعمى.
الفَهمُ.. الفَهمُ فيما أُدلِىَّ إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة.
ثم قِسْ الأمور عندئذ وأعرف الأمثال , ثم أعمد فيما ترى إلى أقربها إلى الله وأشبهها بالحق.
والمسلمون عُدُولٌ , بعضهم على بعض , إلا مجرباً عليه شهادة زوراً أو مجلوداً في حد أو ظنيناً في ولاء أو قرابة ، فإن الله تولى من عباده السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمَان .
وإياك والغضب , والقلق , والضجر , والتأذي بالخصوم , والتنكر عن الخصومات , فأن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ويحسن به الذكر ، فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ...
ومَنْ تَزَيَنْ بما ليس في نفسه شَانَهُ الله ، فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصاً ، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته ...
والسلام عليك ورحمة الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيها الناس : إنما أَهلَكَ مَنْ قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه , وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وأيم الله , لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها



منقول عن المركز القومى للدراسات القضائية