سَحَابَةٌ


كَانَتْ هُنَا
لَيْلَى
تُرَاقِبُ النُّجُومْ
تَخَافُ
أَنْ يَشَمَّ طِيبَهَا السَّحَرْ
تَمُرُّ
بَيْنَ رَوْضَةٍ وَرَوْضَةٍ
وَتَعْبُرُ الشِّعَابَ مُسْرِعَهْ
وَتَصْعَدُ الْجِبَالَ وَالْوُدْيَانَ
فِي جُنُونْ
تَخَافُ
أَنْ يَفْضَحَ عِشْقَهَا الْقَمَرْ
تَبُوحُ
كَالنَّسِيمِ مُوجَعَهْ
مِثْلَ غَزَالٍ
قَدْ أَصَابَتْهَا السِّهَامُ
وَهْيَ تَمْضِي
فِي انْكِسَارْ
تَحْمِلُ جُرْحَهَا
وَتَكْتُمُ النَّزِيفْ
تُسْرِعُ
خَلْفَ حُزْنِهَا خَائِفَةً
تَرُوحُ
فَوْقَ جُثَّةِ الطَّرِيقْ
وَلَيْسَ ثَمَّ قَادِمٌ
سِوَى مَرَاجِلِ الْحَرِيقْ
فَتُطْفِئُ الرَّبِيعَ فِي الْمَدَى
وَتُشْعِلُ الْخَرِيفْ
وَكَانَ
مِثْلَ الْبَدْرِ
قَيْسٌ
يَرْقُبُ الْمَدَى
يَبْحَثُ
عَنْ ثَانِيَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْرِقَهَا
مِنْ ذَلِكَ الدَّهْرِ الطَّوِيلْ
حَاصَرَهُ جُوعٌ
وَعِشْقٌ وَاشْتِهَاءْ
وَعِزَّةٌ
لا الْمَوْتُ
قَدْ أَرَاحَهَا
وَلا خُيُولُهَا تَنَامْ
يَحْمِلُ سَيْفَهُ وَيَمْضِي فَارِسًا
يُحَارِبُ الأَشْبَاحَ وَالرِّيَاحْ
وَيَمْضُغُ السَّاعَاتِ
يَمْتَطِي ظِلالَ نَخْلَةٍ
لَعَلَّهُ يُغَالِبُ الْجِرَاحْ
لَعَلَّهُ
لَعَلَّهُ .