دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: " ذكرى " لنزار قباني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    520

    02222255 " ذكرى " لنزار قباني

    اسحريني بفتونك

    و أغرقيني في بحار عيونك

    فأنا قيس بجنونك

    وأنا هاجسك وشجونك

    وأنا من أحببتك

    حتى فقدت نفسي

    وظننتها يا سيدتي أنت

    فأنقذيني قبل الموت بلحظات

    لأجد حلاوة الحب بالعودة للحياة

    فعبر برودة شتاؤك

    أقاسي لوعة عذابك

    وعبر حرارة صيفك

    أنكوي بهجير نارك

    اذكريني

    عندما أتمدد جثة من كيد سنيني

    وهبيني من النظرات


    دمعة تطفئ لظى أنيني

    وأعتقيني من جور الحرمان

    إلى فسيح الحب والحنان

    و اجعليني أميرا للرومانسية

    بين كل الشبان

    أطوعها كيف أشاء

    وأهبها لك مشكلة كبساتين من الجنان خضراء

    وأجعلها ذكرى وأمل

    وتلقائية تصرف طفل

    صدقيني

    لا حاجة لي بكل ما في الدنيا من حوائج

    فأنت كل حاجتي

    وأنت كل حجتي

    ودونك تتثاقل علي همومي ووحدتي

    فتضيع أفكاري

    بدوامة لاشيء وتتبلد أحاسيسي لتغدو لا شيء

    أتذكر

    نعم

    أتذكر

    تلك اللحظات من المر

    عندما فارقتك وقلبي يتقطع من الألم

    ويتقد نارا وحمم

    ويصطلي على ميقات فراقنا

    كانخراط الروح عن الجسد

    وضياع أملى للأبد

    قدر لنا الفراق

    ولكني معك

    يا طيفي الراحل على تلاق

    ففي كل ليلة أتذكرك

    وأحمل شعلة الذكرى

    لتنير لي جانب من النسيان

    قد غطي بدثار الهجران

    فأنفض عنه غبار اليوم

    ليعود مشرقا كل يوم

    أعيش لحظاته وافطر عليه و أصوم

    واستجمع طاقتي لأواصل الحياة

    كما تعلمت منك فن العيش بهذه الحياة

    وكما وأدت في كياني

    ما ظننته لن يفارق مكاني

    ولكن سقطت

    في تقديري للأمور بأنك كغيرك

    ستهجريني وستتركيني قربانا للهموم

    وذكرى رجل عطشان

    حطمته سحابة من غيوم

    تفاءل منها خيرا وانتظر منها أملا وحبا وكرما

    وإذا بها تذهب بعيدا

    هناك إلى عالم ليس بعالمه

    وأرض لا تمت بصلة لأرضه

    ورغم هذا رفع لحظيه إلى السماء

    وأبتسم ابتسامة إعياء

    تحمل بطياتها المعنى بجلاء

    رب حبيب لا يفقه من حبه

    شيئا سوى اللعب والأهواء .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    90

    افتراضي

    أكثر ما يعذبني في حبك..

    أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر..

    وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس..

    أنها بقيت خمساً.. لا أكثر..

    إن امرأةً إستثنائيةً مثلك

    تحتاج إلى أحاسيس إستثنائيه..

    وأشواقٍ إستثنائيه..

    ودموعٍ إستثنايه..

    وديانةٍ رابعه..

    لها تعاليمها ، وطقوسها، وجنتها، ونارها.

    إن امرأةً إستثنائيةً مثلك..

    تحتاج إلى كتبٍ تكتب لها وحدها..

    وحزنٍ خاصٍ بها وحدها..

    وموتٍ خاصٍ بها وحدها

    وزمنٍ بملايين الغرف..

    تسكن فيه وحدها..

    لكنني واأسفاه..

    لا أستطيع أن أعجن الثواني

    على شكل خواتم أضعها في أصابعك

    فالسنة محكومةٌ بشهورها

    والشهور محكومةٌ بأسابيعها

    والأسابيع محكومةٌ بأيامها

    وأيامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهار

    في عينيك البنفسجيتين...

    2

    أكثر ما يعذبني في اللغة.. أنها لا تكفيك.

    وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك..

    أنت امرأةٌ صعبه..

    كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك..

    ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيه..

    معك لا توجد مشكلة..

    إن مشكلتي هي مع الأبجديه..

    مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة

    واحدةٍ من مساحات أنوثتك..

    ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك

    الجميل...

    إن ما يحزنني في علاقتي معك..

    أنك امرأةٌ متعدده..

    واللغة واحده..

    فماذا تقترحين أن أفعل؟

    كي أتصالح مع لغتي..

    وأزيل هذه الغربه..

    بين الخزف، وبين الأصابع

    بين سطوحك المصقوله..

    وعرباتي المدفونة في الثلج..

    بين محيط خصرك..

    وطموح مراكبي..

    لاكتشاف كروية الأرض..

    3

    ربما كنت راضيةً عني..

    لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال

    ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس..

    ولكني لست راضياً عن نفسي..

    فقد كان بإمكاني أن أرسمك بطريقة أفضل.

    وأوزع الورد والذهب حول إليتيك.. بشكلٍ أفضل.

    ولكن الوقت فاجأني.

    وأنا معلقٌ بين النحاس.. وبين الحليب..

    بين النعاس.. وبين البحر..

    بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..

    بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمه..

    ربما كنت قانعةً، مثل كل النساء،

    بأية قصيدة حبٍ . تقال لك..

    أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتك..

    فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..

    ولا أقابلها..

    وهناك مئاتٌ من القصائد..

    تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..

    فأعتذر لها..

    إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..

    لإمرأةٍ ما..

    ولكنني أبحث عن "قصيدتك" أنت....

    4

    إنني عاتبٌ على جسدي..

    لأنه لم يستطع ارتداءك بشكل أفضل..

    وعاتبٌ على مسامات جلدي..

    لأنها لم تستطع أن تمتصك بشكل أفضل..

    وعاتبٌ على فمي..

    لأنه لم يلتقط حبات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد

    شواطئك بشكلٍ أفضل..

    وعاتبٌ على خيالي..

    لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق،

    وأقواس قزح..

    من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر..

    بصورة رسميه...

    ولكن.. ماذا ينفع العتب الآن..

    بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،

    سقطت في البحر..

    لقد كان جسدك مليئاً باحتمالات المطر..

    وكان ميزان الزلازل

    تحت سرتك المستديرة كفم طفل..

    يتنبأ باهتزاز الأرض..

    ويعطي علامات يوم القيامه..

    ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..

    لألتقط إشاراتك..

    ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...

    لأقرأ أفكار الموج والزبد

    وأسمع إيقاع دورتك الدمويه....

    5

    أكثر ما يعذبني في تاريخي معك..

    أنني عاملتك على طريقة بيدبا الفيلسوف..

    ولم أعاملك على طريقة رامبو.. وزوربا..

    وفان كوخ.. وديك الجن.. وسائر المجانين

    عاملتك كأستاذ جامعي..

    يخاف أن يحب طالبته الجميله..

    حتى لا يخسر شرفه الأكاديمي..

    لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليك..

    عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتك إياها..

    يوم كنت تأتين إلي..

    مليئةً كالسنبله..

    وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحر..

    6

    أعتذر إليك..

    بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،

    ومحي الدين بن عربي..

    عن كل التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..

    والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي، في

    غرفة الحب..

    يوم كان المطلوب مني..

    أن أكون قاطعاً كالشفرة

    وهجومياً كفهدٍ إفريقي..

    أشعر برغبة في الإعتذار إليك..

    عن غبائي الذي لا مثيل له..

    وجبني الذي لا مثيل له..

    وعن كل الحكم المأثورة..

    التي كنت أحفظها عن ظهر قلب..

    وتلوتها على نهديك الصغيرين..

    فبكيا كطفلين معاقبين.. وناما دون عشاء..

    7

    أعترف لك يا سيدتي..

    أنك كنت امرأةً إستثنائيه

    وأن غبائي كان استثنائياً...

    فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامه

    عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني..

    فقد تأكد لي..

    بعدما خسرت السباق..

    وخسرت نقودي..

    وخيولي..

    أن الحكمة هي أسوأ طبقٍ نقدمه..

    لامرأةٍ نحبها....
    نزار قبانى
    /////

المواضيع المتشابهه

  1. " أطفال الحجارة " قصيدة لنزار قباني
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-17-2012, 07:11 PM
  2. " متى يعلنون وفاة العرب ؟ " قصيدة لنزار قباني
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-10-2010, 10:37 PM
  3. " قصيدة اعتذار لأبي تمام " لنزار قباني
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2010, 02:09 PM
  4. " كل عام وأنت حبيبتي " قصيدة لنزار قباني
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2010, 11:39 PM
  5. " مهما تعددت النساء ، حبيبتي" قصيدة لنزار قباني
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-24-2010, 10:44 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •