قَدْ نَلْتَقِي
رَغْمَ الْمَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ
بَيْنَنَا
قَدْ نَلْتَقِي
فِي رَجْفَةِ الأَشْوَاقِ
وَالدَّمْعِ الْبَرِيءْ
فِي صَرْخَةِ الأَلْوَانِ
وَالْمَدِّ الْجَرِيءْ
فِي هَمْسَةٍ مِنْ خَاطَرَيْنَا
تَشْتَعِلْ
عِنْدَ انْشِطَارِ الرُّوحِ
وَالْحُلْمِ الْجَرِيحْ
عِنْدَ انْصِهَارِ الأُغْنِيَاتْ
قَدْ نَلْتَقِي
وَيَحُطُّ رَأْسُكِ فَوْقَ صَدْرِي
فِي انْتِشَاءْ
فَأَضُمُّهُ
كَالطِّفْلِ
بَيْنَ جَوَانِحِي
كَيْ يَسْتَرِيحْ
وَيَدَاكِ تَرْتَعِشَانِ
فِي كَفَّيَّ
كَيْ يَسْتَنْشِقَا فَجْرَ الْحَنِينْ
وَيَذُوبُ دَمْعُكِ
فِي جُنُونْ
فَيَدُقُّ قَلْبِي فِي هَدِيلْ
قَدْ نَلْتَقِي
رُوحَيْنِ
يَعْتَصِرَانِ حُلْمًا
فِي شَجَنْ
وَيُمَزِّقَانِ عَلَى الطَّرِيقِ
بِطَاقَةً
وَيُعَرْبِدَانِ
بِلا مَلامِحَ أَوْ وَطَنْ
قَدْ نَلْتَقِي
وَالْوَجْدُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
وَالْغُرْبَةُ الْوَحْشُ الْعَجُوزُ
تَمُدُّنَا بِالْوَقْتِ
وَالْوَصْلِ الْمُحَالْ
فَالزَّيْتُ فِي الْقِنْدِيلِ
يَشْتَعِلُ الْفَتِيلُ بِهِ
وَيَصْرُخُ
فِي سُكُونْ
وَالشَّمْعَةُ الْخَضْرَاءُ تَبْكِي
كَيْ تُضِيءْ
وَكَذَاكَ نَحْنُ
سَنَحْتَرِقْ
وَنَشُقُّ دَرْبًا فِي الْخَرِيطَةِ
مُسْتَحِيلْ
قَدْ نَلْتَقِي
وَنَعُودُ
مِنْ سَفَرٍ طَوِيلْ
فِي صَوْتِ فَيْرُوزَ الشَّجِيْ
فِي آهَةِ النَّايِ الْحَزِينْ
فِي صَوْتِ رِفْعَتَ
وَالصِّيَامُ يَضُمُّنَا
رُوحَيْنِ
فِي زَمَنٍ سَجِينْ
قَدْ نَلْتَقِي
رَغْمَ الْمَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ
بَيْنَنَا
كَيْ مَا نُضِيءْ 0