بِنْتٌ خَضْرَاءُ

كَانَتْ حُلْمًا ذَهَبِيًّا
يَكْبُرُ
فِي عَيْنَيَّ
وَيَنْمُو
كَالْغُصْنِ الأَخْضَرِ
كَانَتْ تِلْكَ الْبِنْتُ
عَرُوسًا
تَحْمِلُ فِي كَفَّيْهَا
أَغْصَانَ الزَّيْتُونِ وَتَجْرِي
تَجْرِي
كُنْتُ أَخَافُ عَلَيْهَا
مِنْ حَسَدِ الْحُسَّادِ
وَأَقْرَأُ
مِنْ سِوَرِ الْقُرْآنِ لَهَا
كَيْ تَحْمِيَهَا
مِنْ أَعْيُنِهِمْ
وَكَثِيرًا
يَوْمَ الْجُمْعَةِ
كُنْتُ أُعِدُّ عَرُوسًا
مِنْ وَرَقٍ
وَأُوَشْوِشُ فِي أُذُنَيْهَا
أَثْقُبُهَا
مِنْ عَيْنِ النَّاسِ
وَأَبْكِي
وَكَثِيرًا جِدًّا
كَانَتْ تَضْحَكُ
تَفْرَحُ إِذْ تَجِدُ النِّيرَانَ
وَتُطْفِئُهَا
تَحْتَ الْقَدَمَيْنِ
وَتَجْرِي
سَاخِرَةً
تَلْعَبُ فِي مَرَحٍ
وَتَدُوسُ عَلَيْهَا
كَانَتْ كَالْعُصْفُورِ
تُحِبُّ الْبَحْرَ
تُغَنِّي لِلأَمْوَاجِ
وَتَنْعَسُ هَادِئَةً
كَانَتْ كَالرِّيحِ
تُحِبُّ الْحُرِّيَّةَ
كَانَتْ حُلْمًا أَخْضَرْ
وَلِذَلِكَ مَاتَتْ 0