دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " حين خضع محمد وزار موسي في بيته "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    520

    02222255 من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " حين خضع محمد وزار موسي في بيته "

    حِينَ خَضَعَ مُحَمَّدٌ وَزَارَ مُوسَى فِي بَيْتِهِ


    جَلَسَ مُحَمَّدٌ فِي دَوَّارِهِ الْكَبِيرِ ، مُمَدِّدًا رِجْلَيْهِ الْمُتْعَبَتَيْنِ ، مُتَّكِئًا عَلَى سَاعِدِهِ الأَيْمَنِ ، سَانِدًا رَأْسَهُ الثَّقِيلَ فَوْقَ كَفِّهِ فِي انْتِظَارِ أَنْ يَأْتِيَ الشَّيْخُ مِفْتَاحٌ ، وَبَقِيَّةُ الإِخْوَانِ حَتَّى يَضَعُوا حَدًّا لِمَا يَقُومُ بِهِ مُوسَى فِي الْقَرْيَةِ الْمُجَاوِرَةِ مِنِ اعْتِدَاءَاتٍ وَحْشِيَّةٍ عَلَى الْفَلاحِينَ الْمَسَاكِينِ فِي الْحُقُولِ وَهُمْ يَحْصُدُونَ غِلالَهُمْ ، مُحَاوِلاً سَلْبَ مَا تَبَقَّى لَهُمْ مِنْ فَدَادِينِ الْقَمْحِ الْمُتَاخِمَةِ لِقَرْيَتِهِ ، مُسْتَغِلاً صِلَةَ النَّسَبِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُتُوَّةِ الْكَبِيرِ فِي الْبَرِّ الثَّانِي 000
    ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ
    ـ تَفَضَّلْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ
    ـ زَادَ اللهُ فِي فَضْلِكَ 000 مَعِي ضُيُوفٌ 000 إِخْوَانُكَ سَعْدٌ وَسَعِيدٌ وَمُسْعَدٌ 000
    ـ هُمْ أَهْلُ الْبَيْتِ 000 تَفَضَّلُوا 000
    ـ يَا سَاتِرُ
    ـ أَهْلاً وَسَهْلاً بِالشَّيْخِ الْبَرَكَةِ 000 يَا مَرْحَبًا بِالإِخْوَانِ 000
    ـ الشَّايُ يَا أَبِي
    ـ شُكْرًا يَا فَاطِمَةُ
    ـ مَا شَاءَ اللهُ كَبُرَتْ فَاطِمَةُ
    ـ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا
    000000
    000000
    000000
    يَسُودُ الْوُجُومُ الْبَهْوَ الْوَاسِعَ ، تَقْطَعُهُ مِنْ وَقْتٍ لآخَرَ كَلِمَاتُ التَّرْحِيبِ وَالْمُجَامَلَةِ فِي تَكْرَارٍ يَدْفَعُ إِلَى السَّأَمِ 000
    صَامِتِينَ يَنْظُرُونَ نَحْوَ الْجُدْرَانِ الْمُرْتَفِعَةِ ، يُدَقِّقُونَ فِي صُورَةِ وَالِدِهِ الْمُعَلَّقَةِ فِي أَقْصَى الْيَسَارِ 000
    ـ يَرْحَمُهُ اللهُ 000 كَانَ قَادِرًا عَلَى التَّأْثِيرِ فِي أَهْلِ الْقَرْيَةِ بِصَوْتِهِ الْحَادِّ الْمُجَلْجِلِ ، وَهَيْبَتِهِ الَّتِي لا تَلِينُ 000
    ـ يَرْحَمُهُ اللهُ
    ـ أَتَذْكُرُونَ كَيْفَ كَانَ يَرْتَعِشُ مُوسَى حِينَ يَرَاهُ ، مُرْتَعِدَةً فَرَائِصُهُ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ 000
    ـ يَرْحَمُهُ اللهُ
    ـ كَانَ آخِرَ الأَنْبِيَاءِ 000 رَجُلاً لا يَجُودُ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ 000 أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟
    ـ بَلَى بَلَى 000 يَرْحَمُهُ اللهُ 000
    ـ وَمَا رَأْيُ حَضْرَةِ الْعُمْدَةِ فِي مَا كَانَ يَصْنَعُهُ الْوَالِدُ غَفَرَ اللهُ لَهُ ؟
    ـ وَمَاذَا أَقُولُ ؟ هُوَ وَالِدِي ، وَقَدْ وَرِثْتُ عَنْهُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ بِفَدَادِينِهَا الْمُتَرَامِيَةِ ، وَقَدْ جَمَعَهَا بِكَدْحِهِ وَعَرَقِهِ ، وَأُحَاوِلُ الْحِفَاظَ عَلَيْهَا بِكُلِّ السُّبُلِ 000
    ـ لَكِنَّهُ بَشَرٌ يُصِيبُ وَيُخْطِئُ يَرْحَمُهُ اللهُ
    ـ تَقْصِدُ حِينَمَا تَرَبَّصَ بِهِ مُوسَى فِي الْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ ، وَأَحْرَقَ لَهُ أَجْرَانَ الْفُولِ ؟
    ـ الأَخْطَاءُ كَثِيرَةٌ ، وَلا نُرِيدُ أَنْ تَغِيبَ عَنَّا حَتَّى لا نَسْقُطَ فِي الْفِخَاخِ الَّتِي سَقَطَ فِيهَا ، وَلِهَذَا جَمَعْتُكُمُ الْيَوْمَ 000
    ـ خَيْرٌ إِن شَاءَ اللهُ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ
    000000
    000000
    000000
    مَفْزُوعًا حَوْلَ الأَبْرَاجِ الْعَالِيَةِ ، لا يَحُطُّ حَمَامُ الْبَيْتِ فَوْقَ أَعْشَاشِهِ ، عَائِدًا مِنْ حُقُولِ الزَّيْتُونِ الْبَعِيدَةِ 000
    يَخْشَى تِلْكَ الْحِدَأَةَ الْكَاسِرَةَ الْمُتَرَبِّصَةَ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ ، نَافِضَةً جَنَاحَيْهَا فِي قُوَّةٍ ، تَسْتَعِدُّ لِلَحْظَةِ أَنْ تَنْقَضَّ فَوْقَ السِّرْبِ الْمَذْعُورِ 000
    دَاخِلَ حَظِيرَةِ الدَّجَاجِ ، أَسْفَلَ سَلالِمِ الْبَيْتِ الرِّيفِيِّ الْعَرِيقِ ، تَبِيتُ الْحَمَائِمُ ، خَائِفَةً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ الطَّوِيلَةِ 000
    يُنْصِتُونَ لِهَدِيلِهَا الْحَزِينِ خَلْفَ الأَبْوَابِ فِي تَرَقُّبِ أَنْ تَهْبِطَ الْحِدَأَةُ خَاطِفَةً كَتْكُوتًا صَغِيرًا يَشْرِدُ خَارِجَ الْحَظِيرَةِ الْمُحْكَمَةِ 000
    000000
    000000
    000000
    ـ اسْمَعُوا يَا سَادَةُ ، لَقَدْ قَرَّرْتُ ـ بَعْدَ التَّشَاوُرِ مَعَ رِجَالِ الْقَرْيَةِ الْمُخْلِصِينَ ـ أَنْ أُنْهِيَ عَدَاءَنَا مَعَ مُوسَى حَقْنًا لِلدِّمَاءِ ، وَيَكْفِي مَا سَقَطَ مِنْ شَبَابِنَا فِي الْمَرَّاتِ السَّابِقَةِ 000
    وَقَرَّرْتُ مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ ، فَسَوْفَ أَزُورُهُ فِي دَوَّارِهِ الأُسْبُوعَ الْقَادِمَ 000
    ـ كَيْفَ هَذَا يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ؟
    ـ أَنَسِيتَ مَا فَعَلَهُ بِنَا ؟
    ـ وَقُرَانَا الَّتِي سَلَبَهَا ؟
    ـ وَحُقُولَنَا الَّتِي يَتَسَلَّلُ إِلَيْهَا سَارِقًا ثِمَارَهَا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ؟
    ـ اسْمَعُوا يَا سَادَةُ ، سَبَقَ السَّيْفُ الْعَذْلَ ، لَقَدْ أَبْلَغْتُ الْفُتُوَّةَ الْكَبِيرَ 000
    ـ تَكَلَّمْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ !!
    ـ يَقُولُ تَعَالَى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } 0
    ـ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَا شَيْخُ !!
    وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ : { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } 0
    وَالْيَوْمَ الْيَدُ الْعُلْيَا لَنَا عَلَيْهِمْ ، فَكَيْفَ نَضْعُفُ وَنَخْضَعُ وَنَزُورُهُ فِي بَيْتِهِ ؟
    ـ لَكِنَّ الْفُتُوَّةَ الْكِبِيرَ وَرَاءَهُمْ يَا رَجُلُ ، أَنَسِيتَ ذَلِكَ ؟
    ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ، اللهُ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } ، وَيَقُولُ : { وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } 0
    ـ وَهُوَ الْقَائِلُ يَا رَجُلُ : { وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ، وَالْقَائِلُ سُبْحَانَهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ، وَالْقَائِلُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } 0
    ـ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ، لَكِنَّ الْحَقَّ ـ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ ـ يَقُولُ : { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا } 0 أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟
    ـ اسْكُتْ يَا وَلَدُ يَا جَاهِلُ 000 لا تَتَكَلَّمْ فِي أُمُورِ الدِّينِ ، نَحْنُ أَدْرَى بِهَا مِنْ أَمْثَالِكَ 000
    فَاللهُ هُوَ السَّلامُ ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى 000
    وَنَحْنُ مَعَ حَضْرَةِ الْعُمْدَةِ فِيمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيٍ ، مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } 0
    ـ لَكِنَّكَ تُطَوِّعُ الْقُرْآنَ ، وَفْقًا لِهَوَى الْعُمْدَةِ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ 000
    يا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ لا تُصَالِحْ ، وَلَوْ مَنَحُوكَ الذَّهَبَ 000
    ذِكْرَيَاتُ الطُّفُولَةِ بَيْنَ أَخِيكَ وَبَيْنَكَ 000
    ـ يَا وَلَدُ يَا قَلِيلَ الأَدَبِ يَا فَاجِرُ ، لَقَدْ تَجَاوَزْتَ أَسْيَادَكَ ، وَنَسِيتَ قَوْلَهُ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } 0
    ـ أَكْمِلِ الآيَةَ يَا شَيْخُ { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } 0
    ـ يَكْفِي هَذَا ، يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَنْصَرِفُوا !! دَعْهُمْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ !!
    يَخْرُجُونَ مِنَ الدَّوَّارِ الْكَبِيرِ ، مُطَأْطِئِي الرُّؤُوسِ ، فِي انْكِسَارٍ تَجُرُّهُمُ الْهُمُومُ ، وَتَسْحَقُ أَرْوَاحَهُمْ أَوْجَاعُ الْمَخَاضِ الأَخِيرِ 000
    000000
    000000
    000000
    عَلَى مَوْعِدٍ يَلْتَقِيَانِ فِي دَوَّارِ مُوسَى ، يُبَارِكُهُمَا الْفُتُوَّةُ الْكِبِيرُ 000
    يَبْتَسِمَانِ 000
    يَتَعَانَقَانِ 000
    ـ أَرَأَيْتَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ مَا صَنَعَ صَاحِبُكَ حَضْرَةُ الْعُمْدَةِ ؟
    ـ لَقَدْ بَاعَنَا لِمُوسَى ، وَاسْتَسْلَمَ لأَطْمَاعِهِ الَّتِي لا تَنْتَهِي مُقَابِلَ الْفُتَاتِ الزَّائِلِ 00
    ـ يَا بَلَدُ 000 اتَّقُوا اللهَ فِي الرَّجُلِ الشُّجَاعِ 00
    ـ الشُّجَاعُ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟
    ـ لَقَدْ قَبَّلَ الْفُتُوَّةُ زَوْجَتَهُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ 000
    ـ قُبْلَةٌ بَرِيئَةٌ يَا أَخِي 000 تَحَضَّرُوا يَا بَقَرُ !! أَلا تَفْهَمُونَ ؟
    000000
    000000
    000000
    فِي الْمَسَاءِ يَأْمُرُ الْفُتُوَّةُ صِبْيَانَهُ أَنْ يَمُدُّوا مُوسَى بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، لِيَنْهَبَ قَرْيَةَ الْمَلاهِي ، وَالْقُرَى الْمُجَاوِرَةَ ، وَاحِدَةً بَعْدَ الأُخْرَى 000
    ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ، هَاجَمَ مُوسَى الْمَلاهِي ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مَحْصُولِ الْقَمْحِ ، وَيَسْتَعِدُ لِنَهْبِ الْقُرَى الْمُتَاخِمَةِ 000
    ـ وَمَاذَا أَصْنَعُ ؟
    ـ هُمْ أَبْنَاءُ عَمِّنَا وَإِخْوَانُنَا ، يَا حَضْرَةَ
    الْعُمْدَةِ 000

    ـ هُمْ يَسْتَحِقُّونَ بِفُجُورِهِمْ مَا يَصْنَعُهُ مُوسَى فَيهِمْ 000
    ـ كَيْفَ تَقُولُ هَذَا يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ؟
    ـ اذْهَبُوا وَتَحَصَّنُوا فِي بُيُوتِكُمْ !!
    عَلَى خِزْيِهِمْ يَتَّكِئُونَ ، عَائِدِينَ إِلَى النِّسَاءِ الدَّافِئَاتِ ، كَشُمُوعٍ ذَائِبَةٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ بَارِدَةٍ 000000
    000000
    000000
    فِي الصَّبَاحِ ، فِي وَسَطَ الْحُقُولِ ، بَيْنَ الْفَلاحِينَ الْبُسَطَاءِ ، تَجِيءُ طَلَقَاتُ مُسَدَّسٍ مِنْ وَرَاءِ أَشْجَارِ السَّنْطِ الْبَعِيدَةِ 000
    يَسْقُطُ مُحَمَّدٌ مُسَرْبَلاً فِي الدِّمَاءِ 000
    تَلُفُّهُ صَرَخَاتُ النِّسَاءِ الْبَاكِيَاتِ 000
    يُهَرْوِلُ الأَطْفَالُ مَفْزُوعِينَ 000
    تَهْدِلُ الْحَمَائِمُ فَوْقَ الأَبْرَاجِ 000
    تَرْتَجِفُ الْخُيُولُ خَائِفَةً فَوْقَ الْمُرُوجِ 000
    تَهْبِطُ الْحِدَأَةُ خَاطِفَةً الأَرْنَبَ العَّبِيطَ 000
    تَتَهَاوَى أَشْجَارُ النَّخِيلِ 000
    تَطِيرُ الْيَمَامَاتُ هَارِبَةً وَرَاءَ السَّرَابِ 000
    يَدْخُلُ مُوسَى دَوَّارَ مُحَمَّدٍ 000
    يُضَاجِعُ النِّسَاءَ 000
    تَتَأَبَّى فَاطِمَةُ شَامِخَةً لا تَلِينُ 000
    تَبْكِي صَارِخَةً
    يُحِيطُهَا الْفَلاحُونَ الْمُخْلِصُونَ بِالْفُؤُوسِ وَالْمَنَاجِلِ 000
    عَلَى جِرَاحِهِمْ يَتَرَاجَعُونَ 000
    يَتَقَدَّمُونَ 000
    يَنْزِفُونَ فِي صَلابَةٍ 000
    يَدْهَشُونَ فِي ذُهُولٍ
    مِمَّا أَصَابَ الْقُرَى حِينَ خَضَعَ مُحَمَّدٌ وَزَارَ مُوسَى فِي بَيْتِهِ 0


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي

    قصة رائعة ومفيدة
    جزاك الله كل الخير أيها الكاتب الرائع
    وفقك الله دائما وسدد خطاك
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    22

    افتراضي رد على قصة الدكتور عزت

    جواد الكلمة العربية يصهل حرا منطلقا فاتحا مدائن الاندلس الضائع عندما يمتطيه الفارس الدكتور عزت سراج .... انطلق كاتبي وشاعري الجميل الى مزيد من الفتوحات في كتابات جديدة أدام الله القلم وصاحبه .
    الدكتورة شيرين علي

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-03-2011, 10:23 AM
  2. كوى ، من روائع الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
    بواسطة وهبت عمري لك في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-16-2010, 07:56 PM
  3. من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " شرخ "
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-16-2010, 03:36 PM
  4. من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " اصطدام "
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-15-2010, 05:10 AM
  5. من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " موت "
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-20-2010, 08:10 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •