اكثر من 40 الف سيدة مصرية متزوجات من عرب واجانب يواجهن مشاكل يومية بالاضافة الى ابنائهن البالغ عددهم اكثر من 150 الف ولد وبنت، تتعلق بظروف دراسة وعمل ابناء هؤلاء السيدات في مصر وهو ما دفع وزارة الخارجية المصرية الى تشكيل لجنة مساعي حميدة لفض النزاعات بين الزوجات المصريات وازواجهن حتى لا تصل الى الطلاق وتتفاقم المشاكل. عبد الوهاب الديب رصد أهم مشاكل زواج المصريات من عرب واجانب، فزار مكتب توثيق زواج الاجانب بوزارة العدل واستطلع المشروع الجديد لحل مشاكل هؤلاء الزوجات عن طريق العمل الدبلوماسي.
وزارة الخارجية تشكل لجنة لفض النزاعات بين الأزواج وزوجاتهن المصريات

القاهرة:


عبد الوهاب الديب



في البداية يرى السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون المصريين بالخارج ان تشكيل لجنة مساعي حميدة لفض النزاعات بين المصريات المتزوجات من عرب واجانب جاءت بعد ان تفاقمت المشكلات بين هؤلاء الازواج حول حضانة الاطفال والمشاكل التعليمية والعملية التي تواجه البعض اثناء الاقامة في مصر مشيرا الى ان اللجنة ستحاول من خلال اتصالاتها بالسفارات العربية والاجنبية التي ينتمي لها الزوج الى حل تلك المشكلات قبل ان تصل الى الطلاق واوضح ان عمل اللجنة يتضمن الصلح بين الازواج المتنازعين وفي حالة الاتفاق يتم ابلاغ الطرف الاجنبي من خلال سفارته بالقاهرة بالاتفاق ثم يتم اتخاذ الاجراء المناسب سواء بالصلح أو اللجوء للقضاء وفق القوانين المنظمة للزواج في بلد كل طرف.

وتعد أولى المشكلات الناجمة عن زواج المصريات من العرب والاجانب هي صعوبة تعليم الابناء في مدارس مصرية بعد رفض الزوج الانفاق على تعليمهم ويعامل هؤلاء الابناء في مصر على انهم اجانب مما يلزمهم الالتحاق بمدارس خاصة ذات مصروفات مرتفعة ما عدا ابناء الارامل والمطلقات حسب نص المادة "5" من لائحة تعليم الوافدين ويوجد تسهيل واحد في لائحة الوافدين خاصة بالطلبة الوافدين غير القادرين بعد بحث حالتهم الاجتماعية ودراستها والتأكد أنهم "فقراء".

واذا كان الاعفاء فقط لابناء المطلقات والارامل فإن ابناء المتزوجات يعانون اشد المعاناة من المصروفات الباهظة مما يؤدي لتسرب بعض الابناء عن التعليم ويرصد تقرير اعده مركز قضايا المرأة المصرية بالقاهرة ان ابناء المصريات المتزوجات من اجانب ليس من حقهم الالتحاق ببعض الكليات مثل الطب والهندسة الا بعد انتهاء الطلاب المصريين من ملء رغباتهم للتنسيق بالجامعات والمعاهد مما يؤخر التحاقهم بالجامعات كما ان ابناء المطلقات والارامل يسقط عنهم الاعفاء من المصاريف الدراسية اذا رسبوا في سنة من سنوات الدراسة وهذا ما حدث لنجل السيدة كريمة عبد اللطيف من محافظة الزقازيق ارملة فلسطينية حيث اعفي ابنها من مصروفات التعليم وعندما رسب في احدى سنوات الدراسة رفع عنه الاعفاء وحجبت بعد ذلك لحين سداده مبلغ 300 جنيه استرليني.

ويتجاهل قرار الاعفاء ابناء المتزوجات من اجانب اللواتي هجرهن ازواجهن ولا يعلمن عنهم شيئا كما في حالة المواطنة فوزية عبد المعز التي هجرها الزوج الفلسطيني الى العراق ولا تعلم عنه شيئا ولديها خمسة ابناء.
الملجأ أفضل وتقول "م. أ" أرملة ولديها ثلاثة ابناء يحملون الجنسية الاردنية انها اضطرت لوضع ابناءها في ملجأ لرعاية الايتام نظرا لعدم قدرتها على تحمل نفقاتهم وتضيف ان ذلك "اكثر رحمة" من أن يسافروا لابيهم في الاردن ولا تراهم ثانية.
وتقول طبيبة مصرية متزوجة من طبيب عراقي ولها ثلاثة ابناء: كنت اعمل وزوجي في السعودية حتى حدث الغزو العراقي للكويت فاضطررت للعودة الى مصر بعد سفر زوجي للعراق وانقطاع اخباره وفي مصر واجهتني مشكلة ارتفاع المصروفات خاصة انني في نظر القانون متزوجة من أجنبي فأضطررت ان اترك ابني الصغير في المرحلة الابتدائية مع خاله بالسعودية واعيش واولادي في حزن، فأولادي مفرقون والأب لا نعرف عنه شيئا.
ابناء بلا عمل اما مشكلة عمل ابناء المصريات المتزوجات من عرب واجانب فهي اسوأ من التعليم حيث تنص المادة 27 من قانون العمل المصري رقم 137 لسنة 1981 على أنه لا يجوز للاجانب ان يزاولوا عملا الا بعد الحصول على ترخيص بذلك من وزارة القوى العاملة وان يكون مصرحا لهن بالاقامة كما توجد مجموعة اجراءات وشروط اخرى لم يرد ذكرها في النصوص القانونية ولكن جاءت من خلال مقابلات شخصية لبعض ابناء المصريات المتزوجات من اجانب كحصوله على شهادة مميزة جدا أو يكون تخصصه نادرا وان يرسل ملفه للجهات الامنية للتأكد من عدم وجود مخالفات أمنية.
وتقول نجلاء علي "35 عاما" مقيمة بشارع قصر العيني بالقاهرة انها متزوجة من سوري الجنسية ولديها ولد وبنت وتقول ان المشكلة الرئيسية هي عمل الزوج حيث انه حاصل على ليسانس اداب ولم يستطع العمل كمدرس في وزارة التربية والتعليم المصرية رغم وجود مدرستين بجوار المنزل في حاجة لمدرسين بسبب جنسيته غير المصرية.
وتقول السيدة فاطمة محمود "51 عاما" ربة منزل : تزوجت من فلسطيني ومشكلتي الاساسية في عمل الابناء فاولادها وفاء 28 عاما وحسام 25 عاما ومحمد 23 عاما بعد تخرجهم جميعا في الجامعة فشلوا في الحصول على تصاريح عمل في مصر التي يقيمون فيها اقامة دائمة مما اضطرهم الى السفر الى فلسطين والعمل بها لكنها فضلت البقاء في مصر وزيارة ابناءها في الاراضي المحتلة كل عام مما شتت شمل الاسرة وتقول ان ابناءها يتعرضون لمضايقات امنية بعد عودتهم من فلسطين خشية استخدامهم لمصلحة اسرائيل.
أزمة الاقامة وتعد مشكلة الاقامة من أهم المشكلات التي يعاني منها ابناء المصريات المتزوجات من اجانب فإدارة الجنسية بمجمع التحرير تضع ضوابط معينة لمنح الاقامة فاذا كان الوافد ابنا لأم مصرية يحصل على اقامة من 3-5 سنوات وتنقطع اقامة ابن المصرية المتزوجة من اجنبي لظروف العمل بالخارج أو السفر العادي خارج القطر المصري اذا لم يحصل على تأشيرة عودة لمدة عام وغاب اكثر من 8 أشهر عن القطر.
وتقول السيدة فاطمة البسيوني ارملة لزوج سعودي ان عندها ثلاثة ابناء وبنت واحدة مطلقة من سعودي الجنسية وتعيش في مصر ولكن المشكلة الحقيقية ان الاولاد كانوا في زيارة لاهل والدهم بالسعودية وعند عودتهم للقاهرة فوجئوا بأن اقامتهم انتهت فرجعوا للسعودية بعد ايام لعدم وجود اقامة.