يقتضي تفريغ موضوع الزواج المختلط: اٍلإطلاع على نمط الزواج عند الأديان والمذاهب المختلفة فعندما تتجلى أمامنا صورة الزواج في الأديان نكون قد قطعنا شوطا ً مهما ً في تكوين الصورة عن الزواج المختلط في الإسلام 0 لأن المقصود بالزواج المختلط هو زواج المسلم من نساء الأديان والمذاهب الأخرى غير الإسلامية فبعض هذه الأديان تمنع في الأساس الزواج المختلط وبعضها الآخر تسمح ضمن ضوابط فالإحاطة التامة بهذه الحقائق تجعلنا قادرين على التوفيق بين صورة الزواج في الإسلام وصورة الزواج عند الأديان فتتضح أبعاد الزواج المختلط بين الطرفين من طرف الإسلام باتجاه الأديان ومن طرف الأديان باتجاه الإسلام 0
وسنتناول في إيضاحاتنا على الزواج في الأديان:
1-الزواج في المسيحية 0
2- الزواج في اليهودية 0
3- الزواج في الديانة الصينية 0
4- الزواج في الديانة الفارسية 0
5- الزواج في الديانة الهندية 0
ولم نعين أديان الصين وفارس والهند لأن هناك أديان عديدة وليس دينا ً واحدا ً 0


[glow=000000]
البحث الأول

الزواج عند المسيحية[/glow]



تقوم المسيحية على قاعدة الرهبنة فالأصل أن يترهبن الناس رجالا ًو نساء لأن فعل الإنسان في الدنيا هو الإنابة وطلب الغفران للخطيئة التي ارتكبها آدم على حد ما يعتقده المسيحيون، فكان لابد للإنسان أن يصرف وقته في التعبد ولا يخضع للشهوات ومنها الزواج، ولما كانت هذه الفكرة مخالفة للفطرة الإنسانية فقد أجيز الزواج خوفا ً من انتشار الزنا. وقد أبيح للرجل أن يتزوج بواحدة فقط ولا يجوز لأي من الزوجين أن يتزوج مرة أخرى إما إذا كان الفراق بالموت فإن الحي يجوز له أن يتزوج .
و المسيحية تخالف اليهودية في مسألة الطلاق فهي لا تجوز للزوج أن يطلق زوجته في حالة واحدة فقط يجوز المسيحيون الطلاق هي عندما يكون أحد الزوجين غير مسيحي فيصبح التفريق عند تهاجرهما وعدم الألفة.
ويهتم المسيحيون بكثرة النسل ويحاربون تحديده، ومما ينسب إلى البابا بولس الثاني عشر قوله في سنة 1958 :إن خصب الزواج شرط لسلامة الشعوب المسيحية ودليل على الإيمان بالله والثقة بعنايته الإلهية ومجلبة للأفراح العائلية.


[glow=000000]نظرة المسيحية إلى المرأة [/glow]


تنظر المسيحية إلى المرأة نظرة تشاؤمية فهي إنسان من الدرجة الثانية ويجب أن تكون تابعة تماما ًللرجل، فهي تعطي الأفضلية للجنس الذكري وتجعل ***** الأنثوي في المرتبة الثانية.
ففي رسالة بولس إلى أهل كورنتوس : ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل، ورأس المسيح هو الله، أجل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه , وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه , إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها وإن كان قبيحا ً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده 0 وأما المرأة فهي مجد الرجل لأن الرجل ليس من المرأة , بل المرأة من الرجل , ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل , ولهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة غير أن الرجل ليس من دون المرأة 0 ولا المرأة من دون الرجل في الرب لأنه كما أن المرأة هي من الرجل , هكذا الرجل أيضا ً هو بالمرأة ولكن جميع الأشياء هي من الله 0وقد حرم على المرأة التعليم أيضا ً.
ففي رسالة بولس إلى تيوثاوس: ولكن لست آذن للمرأة أن تتعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جبل أولا ً ثم حواء وآدم لم يغو ولكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي 0
وأجازوا ضرب المرأة فقد قدم اوغسطن في اعترافاته : لما أتى بعض صديقات أم القديسة مونيك يشكون إليها ضرب أزواجهن لهن فبدلا ً من أن ترق لهن وجدت ذلك أمرا ً طبيعيا ً وحكمت عليهن بأنهن استحققن هذا التأديب بردهن في وجه بعولتهن أو بقلة احترامهن لهم , هذا وجاء من بعد الفلاسفة الذين وصموا المرأة بأنها نكبة أنحس من الأفعى فسموها منبع الشر واصل الخطيئة (وحجر القبر) وباب جهنم ومآل التعاسة وان (ترتو للين) صرخ قائلا ً : أيتها المرأة يجب عليك دائما ً أن تكوني مغطاة بالحداد والفوانيس ولا تظهرين للأبصار إلا بمظهر الخاطئة الحزينة الغارقة في الدموع 0
من هنا نلاحظ أن الفكر المسيحي جعل المرأة هي المسؤولة عن الخطيئة الأولى عن خروج آدم من الجنة وقد لاحظنا أيضا ً كيف نسب بولس الخطيئة إلى المرأة وحدها دون الرجل طالبا ً منها الخضوع للرجال كما يخضعن للرب .



[glow=000000]الزواج عند المسيحيين:[/glow]

هناك دعوة قديمة في المسيحية للعزوبية يقول تيرتوليان:العزوبية أقصر الطرق للوصول إلى الملكوت من طريق الزواج، حتى أنه صدر قرار من المجامع المحلية المسمى ب(grngra)على أن الزواج يمنع المسيحي من الدخول في ملكوت الله، وقد ثار مارتن لوثر على هذه التعاليم في القرن السادس عشر مشيرا ًإلى خطأ هذه النظرة السوداوية إلى الزواج.



[glow=000000]إثبات الزواج[/glow]

يشترط المسيحيون لإثبات الزوجية رضا الزوجين كما ورد في المادة 72 من الإرادة الرسولية للكاثوليك والمادة 9 من الإنجيلين الوطنيين والمادة 16 من مجموعة الأقباط الأرثوذكس 1955 التي تنص بأنه لا زواج إلا برضا الزوجين.



[glow=000000]سن الزواج [/glow]

عند الأرثوذكس الأقباط سن الزواج هو 18 سنة للرجل وستة عشر للمرأة حسب المادة 15 وهو يحتاج إلى موافقة الولي حتى السن 21 حسب المادة 19 .
وفي المذهب الكاثوليك يكفي بلوغ الرجل سن 16 والبنت 14 سنة ويستقل الطرفان في زواج نفسيهما دون موافقة الوالي حتى لو كانا لا يزالان بعد قاصرين المادة57 في الإرادة الرسولية.



[glow=000000]ولاية الأب في الزواج:[/glow]

في المذهب الأرثوذكس يجعلون الولاية للأب حتى سن 21 سنة أما الإنجيلين البروتستانت فالفرد تحت ولاية أبيه حتى سن التكليف وهو سن ال18 للذكر والأنثى.
أما الكاثوليك فيرون أنه إذا بلغ الزوجان سن الزواج أمكنهما أن يستقلا بإبرامه دون ولاية أحد عليهما، وإن أوجبت الإرادة الرسولية مع ذلك على الكاهن أن يحرص على نصح الأولاد القصر بعدم عقد الزواج دون علم والديهم .



[glow=000000]الاستمتاع المشترك:[/glow]

الاستمتاع في الزواج أمر مشترك بين الرجل والمرأة فكلما للرجل حق الاستمتاع كذلك للمرأة الحق في الاستمتاع، جاء في رسالة بولس إلى تيموثاوس : ليوف الرجل المرأة حقها الواجب، ولذلك المرأة أيضاً، الرجل ليس للمرأة تسلط على جسد هابل للرجل، وكذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة