المؤتمر الدولي الاول حول
"حماية أمن المعلومات والخصوصية في قانون الإنترنت"
القاهرة
2 : 4 يونيو 2008
ورقة عن
العوامل الفاعلة في انتشار جرائم الإرهاب عبر الانترنت
إعداد
محمد محمد الألفي
رئيس المحكمة
ماجيستير القانون
عضو مجلس ادارة الجمعية الدولية لمكافحة الإجرام السيبيري بفرنسا
نائب رئيس الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الانترنت
عضو مجلس ادارة الاتحاد العربي للتحكيم الالكتروني
moelalfy@yahoo.com


المصدر





مقدمة([1])

تمهيــد
شهدت البشرية عبر القرون الماضية ثورتين غيرتا وجه التاريخ و طبيعة الحياة و هما الثورة الزراعية و الثورة الصناعية ، فالأمر المؤكد أن العالم يعيش اليوم الثورة الثالثة أو الموجة الثالثة كما يسميها البعض و هى ثورة تكنولوجيا المعلومات ، فالثورة الجديدة قوامها المعلومات و المعرفة التى أصبحت أساسآ للتنمية و زيادة الإنتاج و سرعة أتخاذ القرار الصحيح.
وهذا الانفجار المعلوماتى الذى نشهده الآن ما هو الا ثمرة المزاوجة بين تكنولوجيا الأتصالات وتكنولوجيا الحاسب الآلى أدى إلى ميلاد علم جديد هو علم Telematiqueوهو مصطلح مركب من المقطع الأول لكلمة أتصال عن بعد Tele communicationوالمقطع الثانى من كلمة المعلوماتية informatique وهو يعنى بذلك علم إتصال المعلوماتية عن بعد أو من مسافة أو بالأحرى موت المسافات.
وازاء هذه الطفرة بدت الطرق التقليدية لجمع و تنظيم المعلومات عاجزة عن تلبية إحتياجات المستفيدين من المعلومات بكفاءة و فاعلية ، وأصبح محتمآ أستخدام تقنيه علميه متطورة لمواجهة فيض المعلومات المتدفق و التعامل معه .
وعلى مدى الثلاثين أوالأربعين عامآ الماضية، أتخذ السعى لإيجاد حلول مناسبة للتغلب على مشكلة تزايد حجم المعلومات في مسارين رئيسيين تمثل:
أولهما: فى تركيز العديد من دراسات علم المعلومات على تطوير عملية فهم طبيعة المعلومات ومكوناتها وكيفية حصرها وتجميعها وتبويبها وتصنيفها وتحليلها بهدف الأستفادة منها بفاعلية عظمى
ثانيهما: تتمثل فى ظهور وتزاوج مستحدثات تقنيه متقدمه للتحكم فى المعلومات وتجميعها ومعالجاتها وأختزانها واسترجاعها وتحسين الأنتفاع بها ، كالحاسبات وتقنيات المصغرات الفيلمية والأقراص الليزيرية ووسائط الأتصال والأنتقال من بعد ،التى يشكل تزاوجها واندماجها معآ، ما يسمى بتكنولوجيا تقنية المعلومات Information Tecnologyالتي حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة، وقد انتهت الى ظهور شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" وتحول إنسان القرن الحادى والعشرين إلى ما يمكن أن يطلق عليه المواطن العالمى.
فعقيدة الإنترنت تتمثل فى حماية حرية الحديث وحق الجميع فى التعبير عن آرائهم مما يجعل أصوات الناس من مختلف العالم مسموعه دوليآ.
بيد أن البعض من نشطاء الانترنت اساءوا التعامل معه واستغلاله ، و تم تركيزهم على الإستخدامات السلبيه غير المقبولة أو غير المشروعه أحيانآ .
فبعض هؤلاء النشطاء أما من الجواسيس الذين يحاولون التلصص على الدول أو الهيئات أو البنوك أو الأفراد بغية أنتهاك الامن او الخصوصية او الحرمات واما من الإباحيين الذين يريدون عرض بضاعتهم المشبوهة من صور و موضوعات مثيرة على الشبكة أو من أصحاب العقائد الهدامة أو الأفكار المنحرفة الذين يحاولون نشرها بإستخدام الشبكة أو من قراصنة القرن العشرين الذين وجدوا فى الشبكة ضالتهم .
ونشير فى هذا المقام كلمحة سريعة إلى واقعتيين أحداهما عالمية و الأخرى محلية ، أما العالمية حيث أستطاع أحد المهووسين في أقناع طائفة من الشباب بمعتقدات غريبة أدت فى النهاية إلى إقتناعهم بالأنتحار جماعيآ . أما الأخرى المحلية فقد حدثت فى مصر فى القضية المعروفة "بعبدة الشيطان " فقد أثبتت تحقيقات النيابة عن استخدام شبكة الانترنت فى الترويج لخروج قلة من الشباب عن التقاليد الأجتماعية الراسخة فى وجدان الشعب المصرى ومعتقداته ، و بدأ العلماء و الأطباء يحذرون من الآثار النفسية و الصحية لمشكلة الإنترنت..
وهي كلها امور تستوجب التصدي لهذه الظاهرة بالبحث والدراسة لاستيعاب هذه التقنية ورصدها للوقوف على مخاطرها وإمكانية مواجهتها تشريعياً، فإن تحقق هذا الهدف بتمامه فهذا توفيقاً من الله، وإن تحقق بعضه فما لا يدرك كله لا يترك كله.