للظاهرة جوانب عديدة وعوامل قاهرة تساعد على تزكيتها ورواجها، منها
أولا: الاتجار بالبشر على مستوى الدول أو المستوى الدولي والاقليمى.
ثانيا: الاتجار بالبشر على مستوى الوحدات الاجتماعية الصغيرة، من القبيلة حتى الأسرة.
وفى الحالتين، يقع الفريصة ضحية الأعمال غير المشروعة (غالبا)، وربما الأعمال المشروعة دون أن ينال الضحية حقوقه الإنسانية الدنيا، والتي يمكن أن توفر له حياة إنسانية كريمة.
أما العوامل التي تساعد عدد على ميلاد وانتشار الظاهرة في المجتمعات المختلفة:
أولا: الفقر، والحاجات الاقتصادية الملحة للأفراد.
ثانيا: عدم الوعي وقلة الخبرة لبعض الأفراد، وهو ما يوقع بهم في براثن عصابات الاتجار بالبشر، وربما دخولهم في دائرتها دون فهم أو وعى بأبعادها.
ثالثا: فيما يرى البعض أنّ (البيئة المحيطة بالطفل، يمكن أن تسمح بزيادة نسبة الاستغلال ****** للأطفال، لاسيّما مع غياب التربية الجنسية، إذ إنه ووفقاً لمبادئ التنشئة الاجتماعية السائدة لا يمتلك الطفل أدنى معرفة بالنواحي الجنسية).
رابعا: التقنيات الالكترونية الجديدة، وظواهر سلبية العولمة.
خامسا: البعد القانوني، القاصر في مواجهة الظاهرة.. إما لعدم كفاية الجانب القانوني، وإما لعدم تطبيقه في حالة توافر بعض عناصره.
سادسا: الهجرة غير الشرعية وغير المنظمة والمهاجرين.

كما نضيف أنه تتمثل بعض ظواهر الاتجار في البشر في العالم العربي في الآتي:
1- أوضاعالعمالة المهاجرة, التي تمثل نسبة كبيرة من قوة العمل, في بعض البلدان العربية، مما يفرز ظواهر سلبية فيمجال حقوق هذه العمالة مثل نظام "الكفيل"، وعدم شمول الضمانات القانونية الواردة فيقانون العمل لعاملات الخدمة المنزلية وعمال الزراعة.
2-تتعرض النساء للتمييزبموجب قوانين يلزم استحداثها, بما في ذلك قانون الجنسية الذي يحرم المرأةالمتزوجة من أجنبي أن تمنح جنسيتها لأطفالها, ونتيجة لذلك يعاني هؤلاء الأطفال منقيود شديدة على حقوقهم في الإقامة والتعلم والعمل, حيث يلتزمون بدفع مصروفات عاليةللتعليم العالي, كما يعتبرون بمثابة عمال أجانب.
3- تعاني بعض البلاد من ظاهرة "الاتجارفي البشر" حيث جذبت الطفرة الاقتصادية عصابات الجريمة المنظمة للقيام بأنشطة تقع فينطاق هذه الجريمة، من بينها استقدام فتيات للبلاد تحت مبررات مختلفة لاستغلالهنجنسياً.
4- في 5 فبراير/شباط 2007 طرح علىشبكة الانترنت مشروع قانون جديد للعمل للنقاش العام، وقد خلصت منظمة "هيومان رايتسووتش" في تحليل مسهب لمشروع القانون إلى أنه يخالف المعايير الدولية في بعض أحكامه،حيث يخلو من أي أحكام تتعلق بحق العمل في التنظيم والمفاوضة الجماعية، ويعاقبالعمال المضربين، ولا يكفل حماية لعمال الخدمة المنزلية، وعمال القطاع العام، وعمالالحراسة، ومعظم عمال الزراعة والحدائق بما يجعلهم عرضة للاستغلال. ولم يعكس القانونقرار محكمة النقض الصادر في العام 2000، والذي يقضي بمنع أرباب العمل من مصادرةجوازات سفر مستخدميهمحيث يتم سحب جوازات السفر من العاملين الأجانب ببعض البلدان.
*الاستغلال ****** للأطفال
*تعريف الاستغلال ******:"اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماًالقوة والسيطرة عليه" ، ومعنى التحرش ****** أوسع من مفهوم الاستغلال ****** أوالاغتصاب البدني فهو يقصد به أشياء كثيرة منها : "كشف الأعضاء التناسلية" .. "إزالة الملابس والثياب عن الطفل .." "ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة".."التلصصعلى طفل"" ..تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام".."أعمال شائنة، غير أخلاقيةكإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة".. "اغتصاب".

ولنبدأ بتعريف الطفل أولاً قبل الخوض في موضوع التحرش الجنسي،من الناحيةالقانونية أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليها دولها عام 1990،وحددت هذه الوثيقة الطفل بأنه: "كل إنسان لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة، ما لم تحددالقوانين الوطنية سناً أصغر للرشد" (الأمم المتحدة، اتفاقية حقوق الطفل ص2)
والمعتدي أو المتحرش حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقلوله علاقة ثقة وقرب للضحية، وقد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممنلهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية ويتم الاعتداء عن طريقالتودد أو الترغيب: من خلال استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، أو الترهيبوالتهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء: وذلك عن طريق الضرب،التهديد بالتوقف عن منح أشياء للطفل اعتاد عليها كالخروج لنزهة أو شراء حلويات،والخطير في الأمر هو أن هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أوترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه، ونادراً ما يستخدم المعتدي القوةمع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها؛ الأمر الذي يثير شكوكاً حول ذلك، وهو فيالغالب يلجأ لذلك عندما يضطر خوفاً من افتضاح أمره.

لعل أسباب انتشار التحرش ****** فيما يلي:
1- نقص التوعيةالجنسية المطلوب توفيرها للأطفال في مختلف الأعمار .
2- التكتم على هذا الجانبمن قبل أولياء الأمور .
3- حب الاستطلاع الذي يتميز به الأطفال مما يدفعهم إلىممارسة تلك السلوكيات.
4 - العامل الاقتصادي الذي يدفع العائلات أن ينامأفرادها في غرفة واحدة.
ويرى الأطباء النفسيون طرق حمايةالطفل فيما يلي :
1- توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال .
2- أنتكون التوعية حسب عمر الطفل وتكون مبسطة جداً مع الصغار وبتوضيح أكثر مع الكبار.
3- عدم السماح للأطفال أن يناموا بفراش واحد.
4 ينبغي مراقبة الأطفال عنداللعب، خاصة عندما يختلون بأنفسهم فقد يفعلون أشياء تعتمد على التقليد للكباروببراءة.
5- لا يسمح للأطفال اللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحظورعن طريق الاستغلال والاعتداء والانحراف وهذه هي الطامة الكبرى.6- ينبغي علىالوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطراعلى كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لان حب الاستطلاع لدى الأبناءبهذا الخصوص شديد جداً . 7- تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة الجنسية مهماكان نوعها.
8- بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لأعضائه الجنسية وهو صغير كيتثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل فيمابعد.
9-لتشجيع الطفل على التصريح والكشف عن أي تحرش جنسي يحدث له على الأبوينأن يحيطا الطفل بالحنان والحب ويزرعا الثقة بينهما وبين أطفالهما ،ويجب الابتعاد عنزرع الخوف في نفوس الأطفال بحيث لا يستطيع الطفل أن يكون صريحاً مع والديه نتيجةلذلك الخوف، وأن تكون ألام قريبة لبنتها كي تساعدها على حل مشاكلها فليس هناك فتاةبدون مشاكل وقد تكون بين تلك المشاكل مشكلة التحرش ****** بكل أنواعه من الكلام إلىالفعل عندها تستطيع الأم أن تقدم النصائح لابنتها، ويجب أيضاً أن يكون الأب قريباًلأبنه كي يفصح له عما يجول بخاطره .
وقد نبهت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" السيدة "كارول بيلامى" بإعلانها التحذير المباشر إن ارتباط فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز بالانتشار الواسع النطاق للاستغلال ****** للأطفال يعتبر واحداً من أكثر الموضوعات تعقيداً وإثارة للقلق.
كما قالت بيلامي أيضا: "إن الأطفال الذين يجبرون على الانخراط في تجارة الجنس، والذين يقدّر عددهم بحوالي مليون طفل سنوياً، يعتبرون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز وانتشاره. ودعت إلى المزيد من العمل المباشر للوقوف بوجه السلوكيات الجنسية المقبولة اجتماعياً، فضلا عن العمل على حماية الأطفال من تجارة ***** في الأساس."
وتأتي تصريحات "بيلامي" في الوقت الذي تستعد فيه اليونيسف للمؤتمر العالمي الثاني لمناهضة الاستغلال ****** التجاري للأطفال الذي عقد في يوكوهاما باليابان خلال المدة من 17 إلى 20 ديسمبر/كانون الأول عام 2007م، والذي تشارك اليونيسيف في تنظيمه، إلى جانب منظمة الحملة الدولية للقضاء على دعارة الأطفال واستخدامهم في الإعمال الإباحية والمتاجرة بهم «إيكبات»، وتآلف المنظمات غير الحكومية لدعم اتفاقية حقوق الطفل وحكومة اليابان.
لقد أظهرت الدراسات والاجتماعات التحضيرية التي عقدت استعداداً لمؤتمر يوكوهاما مدى الحاجة إلى حماية الأطفال ضحايا الاستغلال ****** التجاري، وكذلك تقليص حجم الطلب فيما بين عملاء الاستغلال، وغالبيتهم من الذكور. وخلافاً للمعتقدات الشعبية السائدة، تظهر البحوث إن غالبية المستغلّين لانطبق عليهم خصائص «المتحرِّشين بالأطفال»، فهؤلاء المستغلون رجال يتّجهون إلى بيوت الدعارة، وبدواعي الفحولة أو اللامبالاة وعدم الاهتمام يختارون دوماً الأطفال الأصغر سناً لممارسة ***** معهم.

ويقدر عدد اليافعين واليافعات المصابين بهذا الفيروس (الايدز)، مِمِّن تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً، بحوالي 13 مليون شخص، ويصاب به يومياً أكثر من 000. 7 يافع ويافعة.
وفي اجتماع تحضيري عُقد في الرباط بالمغرب في أكتوبر الماضي استعداداً لمؤتمر يوكوهاما، تحدّثت الوفود الإفريقية عن وجود علاقة أخرى بين فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز وبين الأطفال المستغلين جنسياً، إذ فقد اثنا عشر مليوناً من الأطفال في دول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى آباءهم وأمهاتهم بسبب هذا الفيروس، ومن المتوقع إن يصل هذا الرقم إلى أكثر من الضعف خلال العقد القادم، ويتم استدراج هؤلاء الأطفال إلى تجارة الجنس، فقد فقدوا أسرهم ويعانون من فقر اشدّ وطأة، ويُحرمون من فرص التعليم ويُدفعون إلى العيش في الشوارع ثم ينخرطون في عمل الأطفال.. وكلها أوضاع وظروف تضاعف فرص تعرضهم للاستغلال ****** عدة مرات.

*الآثار النفسية والاجتماعية للاعتداء ****** على الأطفال
لعل تفسير الاعتداء ****** على الأطفال، أرجعه البعض إلى أمراض نفسية، فبحسب "فرويد" يوجد لدى بعض الراشدين ميول مخفية لإدراك الأطفال، كمواضيع للإثارة الجنسية. وإن نظام القيم الاجتماعية يفرض على مثل هذه الميول الحظر التام، مما يؤدي إلى كبت معظم هذه الميول. فيما يفسره البعض الآخر بأن الفاعل هو مريض نفسياً (سيكوباتي)، لأن في ذلك خرق لكل القيم والقوانين الاجتماعية والمعايير النفسية