النافذة


اتفقنا بالأمس أن تزورني في الرابعة صباحا قبل أن يستيقظ أحد . كنت أنام وحدي في الطابق الأرضي بينما أسرتي في الطابق العلوي . لم أنم طوال الليل وظللت أرسم اللقاء المرتقب في وجداني المشبوب ساكبا في اللوحة ألواني المتأججة . في تمام الرابعة تحركت الرغبة مشتعلة في أوصالي مع طرقها فوق شباك النافذة . سبقني قلبي إلى باب الحجرة وفي توتر شديد دخلنا وأغلقت الأبواب . أضأت الحجرة . أطفأتها وارتمت فوق صدري في عناق باك لم أفهم معناه . هدأت . قبلتها فوق جبينها في تودد . غيرت ملابسها وألقت جسدها جواري . أحسست بالدفء يسري في عروقي . استسلمت للنوم . غير أنني أفقدت على يديها تضمني إليها في عناق مستميت . ارتبكت مع ذلك الطرق العشوائي فوق شباك النافذة . فزعت إلى ثيابها . كان جاري الطيب عائدا من المسجد . ارتدينا ملابسنا وخرجنا إلى الطريق . الطريق طويل . أوقفنا سيارة متجهة إلى البحر . ركبت في ارتباك شديد . ودعتني في ألم عدت إلى المنزل وحدي أحمل نفسي لأصعد الطابق العلوي في نقاء الملائكة .