ليـــــــــــــــــل


ذلك الليلُ تنهد
وعلى الكون تمدد

أبدي الخطو يحيا
في ضُلُوع الغيب سرمد

في جنون البحر يصحو
وعلى الأنواء يرقد

يهبطُ الوديان تلا
بعد تل ثم يصعد

مد رجليه وأرخى
فوق ظهر المنحنى يد

ساكبا في الكون رُعبا
في صهيل الريح يمتد

طارد الغزلان في
السفح فُلُولا تتأود

وجهُ هذا الليل خوف
ومنايا تتجسد

ينسج الأشباح خيلا
وعيونا تترمد

علم الماء خضوعا
ومع النيران ألحد

سرق النار جنونا
وعلى الخلجان أرعد

احتسى الموج حليبا
وعلى الشطآن أزبد

ذلك الليل مُخيف
أحمر العينين أسود

كلما قلتُ سيهدا
دمدم الليلُ وعربد

فإذا أطفأ نجما
هازئا أشعل فرقد

وتهادى الليل سرا
في البراري يترصد

وتمطى فوق أحزان
القُرى وهو مُصفد

دخل الحجرة زحفا
وتراخى فوق مقعد

أغبر الوجه حزينا
مُتعب العينين مُجهد

وعلى الجدران أقعى
فاغر الفاه مُسهد

يُطلقُ الأنفاس كلمى
مُشعل الصدر مُقيد

واحدا – كان الدجى – في
حُزنه الفرد تعدد

ذلك الليلُ قديم
ومع الصبح تجدد