محيط ـ عادل عبد الرحيم

إحدى اللافتات التي تعبر عن غضب المحامين



أعلن د. احمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المصري "البرلمان"، فشل جهود الوساطة التي قام بها على مدار الأيام الماضية لحل الأزمة المشتعلة بين القضاة من جانب والمحامين من جانب آخر، على خلفية قيام رئيس نيابة طنطا بالاعتداء على أحد المحامين بعد ربطه بأحد كراسي مكتبه وإصدار أوامر للحرس بتلقينه علقة ساخنة، مما أثار حفيظة مئات المحامين الذين حاصروا مكتب رئيس النيابة، سلطة قضائية، وقام اثنان منهم بالاعتداء عليه أخذا بثأر زميلهم.

وقدم المحاميين للمحاكمة العاجلة فصدر ضدهما حكم بالحبس لمدة 5 سنوات بتهمة الاعتداء على قاض، وهو الحكم الذي اعتبره المحامون قاسيا ومتحيزا ضد المتهمين، مما دعا عددا من المحامين لمطالبة سرور بفصل سلطة الادعاء عن سلطة التحقيق، مشيرين إلى عدم منطقية التحقيق معهم من جانب وكلاء النيابة بصفتهم خصم وحكم في ذات الوقت.

وفي خطوة تصعيدية هدد حمدي خليفة، نقيب المحامين، بدعوة الجمعية العمومية لنقابة المحامين واتخاذ إجراءات أكثر خطورة تفوق الامتناع عن حضور الجلسات إذا لم يتم تقديم تسوية مرضية للمحامين، في إشارة إلى ضرورة تمتعهم بالحصانة أسوة بالقضاة، مما اعتبره المراقبون دخول الأزمة إلى نفق مظلم وبدء حرب تكسير العظام بين الطرفين.

وفى السياق ذاته استبعد سرور في تصريح لصحيفة الأهرام المسائي التوصل لأي حل قريب للازمة بين القضاة والمحامين بعد لقاءه بكل من المستشار احمد الزند رئيس نادي قضاة مصر وحمدي خليفة نقيب المحامين، رافضا التصريح بأي تفاصيل أو التعليق على ما يحدث، مشيرا إلى إنه يجب احترام سيادة القانون ، موضحا أن العدالة ليست سلعة تتداول في الأسواق.

الأمن يحاصر مقر نقابة المحامين بطنطا



وارجع الزند اشتعال الأزمة إلى الصراعات الداخلية في نقابة المحامين، موضحا أن من يشاركون في تلك الأحداث في مواجهة القضاة يمثلون نسبة ضئيلة من الكم الهائل من أعداد المحامين الذين تربطهم بالقضاء والقضاة علاقات احترام متبادل.

من جانبه هدد نقيب المحامين حمدي خليفة باتخاذ إجراءات جديدة للرد على تصريحات المستشار الزند الذي وصف المحامين بأنهم قلة مارقة وإرهابيون، وطالب بضرورة إيجاد وسيلة لاحتواء الأزمة الناشبة بين القضاة والمحامين، مؤكدا أن النقابة لن تتنازل عن حصول المحامين على الحصانة أسوة برجال القضاء من خلال تعديل قانونها .

وأكد خليفة عقب لقائه مع د. سرور أنه حتى هذه اللحظة لم يكن هناك تصعيد من جانب المحامين، ونحن ملتزمون بالإطار الذي رسمه القانون، وهناك سيطرة من جانب النقابة على المحامين، ولكن لا يستطيع أحد أن تنبأ بما سيصل إليه الأمر في حالة عدم احتواء الموقف، ويستعد خليفة إلى دعوة الجمعية العمومية لنقابة المحامين لاجتماع عاجل واتخاذ القرار المناسب، في مواجهة التصريحات الأخيرة للقضاة.


المصدر هنا