نعود الى ذكر مجموعه القوانين التى استصدرها نقباء العامه بهدف اضعاف السناتو.

واسترضاء لماريوس تبنى ساتورنينوس قانونا اخر بمنح حصص زراعيه فى ولايه افريقيا للحنود القدامى فى جيش ماريوس بمعد 100 فدان رومانى لكل واحد وصدر هذا القانون رغم اعتراض نقباء العامه عليه.

وترتب على هذه التشريعات ان تالفت جبهه شعبيه من ماريوس وجلاوكيا وساتورنينوس كان الغرض منها تاييد ترشيح ماريوس للقنصليه السادسه له فى عام 100 وترشيح جلاوكيا للبريتوريه وساتورنينوس للتربيونيه الثانيه ونجح الثلاثه فى الانتخابات ولكن لم يضعو برنامجا سياسيا محددا سوى السيطرة على الجمعية القبلية لاصدار مشروعات متطرفه تشبع نزوات الغوغاء
غير ان احد هذه المشروعات والخاص بانشاء مستعمرات للمحاربين القدامى لم يلقى اعتراضا من السناتو وحسب بل اعترض عليه من جمهور الناخبين ايضا لانه يسمح للحلفاء الايطاليين بالشتراك فيها ويخول لماريوس منح الجنسيه الرومانيه الكامله لبعض الافراد المشتركين فى المستعمرات المفتوحة.

ملحوظة هامة :

كانت الجنسية الرومانيه الكامله مازالت حكرا على الرومان فقط والمقصود بالرومان هم اهالى روما وما حولها اما بقيه الايطاليين والذين كانوا يشتركون فى حروب الرومان اينما كانت فكانت الجنسيه الممنوحه لهم من الدرجه الثانيه او الثالثه اى غير كامله مما سيؤدى بعد ذالك الى عواقب وخيمه على الرومان.

وتقدم ساتورنينوس بمشروع اخر يقتضى الى توزيع اراضى الكمبرى فى بلاد الغال على فقراء الرومان وكان هذه القانون يتضمن بندا يلزم اعضاء السناتو بحاف اليمين على اطاعطته خلال خمسه ايام بعد صدوره والا فقدوا مقاعدهم فى السناتو ودفعو غرامه قدره عشرين تالنت وهذا المشروع تم التصديق عليه وسط جو مشحون بالعنف وغياب النيات الحسنه حمل ميتيلوس قاهر نوميديا عن الرحيل عن روما واعقبه اقتراح اخر لساتور نينوس بمطالبه ماريوس بحرمان متيلوس النوميدى من الماء والنار ( اى نفيه مع تجريده من حق المواطنه ) ومصادره املاكه وتعرضه فى حاله عودته الى روما دون اذن الى حرمانه من الحمايه واستباحه دمه والسبب فى كل هذه القوانين ضد متيلوس انه حاول كرقيب عام 102 حذف اسم ساتورنينوس وجلاوكيا من قائمه اعضاء السناتو.

كما ان هذا النقيب (ساتور نينوس ) لجأ الى العنف اثناء الانتخابات الخاصه بالتريبيونيه ، واستغل المحاربين القدامى من جيش ماريوس فى القضاء على المعارضين له فى الانتخابات.

والواقع ان ماريوس نفسه لم ينظر بعين الارتياح الى تصرفات زميليه المشوبه بالعنف.

وعندما لم يستمعا الى نصحه توترت العلاقه بينهما فتصدعت الجبهه الشعبيه على ان هذه الاعتبارات لم تثن الزعيمين جلاوكيا وساتورنينوس عن عزمهم فى ترشيح انفسهم لانتخابات عام 99 وقد اعيد انتخاب الاول للتربيةنيه للمره الثالثه ، اما الثانى وهو جلاوكيا فانه الى جانب عدم شرعيه ترشيحه لم ينجح امام خصمه مميوس وهو منافسه فى القنصليه الا باغتياله مما اثار سخط الراى العام عليه، واشتدت مخاوف طبقه الفرسان فتخلت عن الحزب الديموقراطى وتالبت عليه.

نهايه جلاوكيا وساتورنينوس

كل هذه الاحداث جلت السناتو يستعيد قوته تدريجيا فوال ما قام به هو ان اتخذ القرار النهى ، ودعا ماريوس وزميله القنصل الاخر الى اقرار الامن والنظام وحمايه الدوله فحاصر الزعيمين وانصارهما المعتصمين فوق الكابيتول حتى استسلما وتحفظ ماريوس عليهما فى قاعه بمجلس الشيوح توطئه لمحاكمتهما ولكن الجماهير هاجمت المكان وقتلتهما فى العشر من ديسمبر عام 100 وقد دمرت منازلهما وصودرت ممتلكاتهما والغى من تشريعتهماماصدر غن طريق


اضعفت هذه الحوادث السابقه مركز ماريوس وادت الى افول نجمه فتره من الزمن فقد عجز عن السيطره على انصاره وعن حمايتهم من غضب الشعب عندما كانو تحت حراسته
واخفق القائد العسكرى القدير كزعيم سياسى ولم يعد السناتو يخشاه ولم تعد العامه تحترمه
وهكذا خرج السناتو من المعمعه ظافرا وانشق الحزب الديموقراطى على نفسه وساءت سمعته
واحتفل الحزب الارستقراطى بانتصاره بفدا بسلسله من المحاكمات ادانت بعض انصار الحزب الديموقراطى


سلا

الحرب الايطاليه

هذا الجيش الذى كان الجنود فيه يخدمون لفترات طويله (جيش ماريوس )خلق لروما مشكله ثانيه وعرضها بطريق غير مباشر الى خطر جسيم اخر
كانت المشكله تتمثل فى ان الجنود المسرحين وموقف الحكومه منهم وما ينبغى ان تصنع لهم عندما يعودون الى الوطن بعد سنوات من الخدمه فى جهات نائيه فالكثير منهم وربما معظمهم لم يكن لديهم ما يؤيهم وكان من البديهى ان يطالب المحاربون القدماء بمستعمرت يقيمون فيها بصفه دائمه ولكن السناتو لم يحرك ساكنا ولم يكن بقدور القاد بدون تعاون السناتو ان يفعل شيئا حيال هذه المشكله وترتب على ذالك ان نزح كثير منهم الى العاصمه المكتظه بالسكان سعيا وراء الزق بشتى السبل معتمدين على القمح التى كانت السلطات توزعه باسعار زهيده وكان بين هؤلاء الجنود بلا ريب نفر من غير المواطنين اعنى غير الرومان الذى لا يسمح لهم القانون بالتصويت فى الانتخابات ولا يكفل لاشخاص مثلهم الحمايه الكافيهوذلك على الرغم من خدمتهم الطويله فى الجيش وقد بداء هؤلاء يقحمون انفسهم كناخبين ويزاولون حقوق الجنسيه بالباطل ولم يكن سمه سبيل الى اكتشاف امرهم نظرا لما اكن يسود السجلات من الفوضى واخير اتضح ان جموع المواطنين اصبحت تضم عناصر غريبه فاصدر القنصلان الذان توليا الحكم عام 95 قانونا للفصل بين المواطنين وغيرهم وطرد الايطاليين المسطوطنين بروما الى بلادهم الاصليه
لكن الاوان قد فات لاتخاذ هذه الخطوه اذ ذاع نبأها فى جميع انحاء ايطاليا حيث فسرت بانهنا محاوله لمنع الايطاليين من الحصول على الجنسيه الرومانيه لكن سرعان ما وجد الايطاليون لهم نصيرا من الرومان فقد حدث انه كان بين الفزين بنقابه العامه سنه 91 رجل يدعى ليفيو دورسوس وكان ليفيو دوسوس هذا على الرغم من ارستقراتيه وثراءه وعجرفته واسع الافق ذا نزعه واضحه فى الاصلاح لذلك وضع برنامجا هادفا غرضه التوفيق بين الطبقات وكسب تاييدها له فاقترح عدة قوانيين هيا على التوالى

1- مشروع لتوزيع الاراضى على العامه واضعا نفسه عضوا فى لجنه التوزيع

2- اقتراح اضافه 300 عضو من طبقه الفرسان الى مجلس الشيوخ (السناتو)

3-اختيار هيئه المحلفين لمحاكم الابتزاز من المجلس (السناتو ) بعد توسيع دائرته على ان تشمل الهيئه عدد من اعضاء السناتو مساو لعدد الفرسان

4- بالاضافه الى بند يقضى بسريان قانون رفع الدعوى الرشوه على المحلفين من الفرسان

ولكن هذه المشوعات التقدميه لم يتحقق منها الا القليل وهذا القليل طعن فيه لمخالفته قانون اخر غير ان كل الطبقات خذلته وباء بالفشل الزريع مشروعه بمنح الجنسيه الرومانيه للايطاليين الذين توترت الشائعه انه متوطؤ معهم ضد الرومان
وفى ذات يوم اغتالت دورسوس يد عميل مجهول وهكذا انتهت اخر محاوله من رجل سياسى لا اصلاح الحكم بالطريقه السلميه واعقب اغتيال دورسوس مباشاره قيام الثوره الايطاليه التى لم يكن هناك محيص عنها

وقبل ان اخوض فى تفاصيل الحرب الايطاليه احب ان اوضح بحض الامور
اولا : من الوضاح ان دورسوس لم يكن يهدف الى تقويض نفوذ السناتو بقدر ما كان يريد تنبيه السناتو الى ضروره الاصلاح تفاديا للخطر قبل وقوعه والدليل على ذالك انه لقى مسانده كبيره من بعض اعضاء السناتو المحافظين من امثال لكينيوس كراسوس الخطيب الشهير واميليوس اسكاوروس رئيس السناتو ولكنه لقى معاضه شديده من جانب لوكيوس ماركوس فليبوس قنصل عام 91 ومن الفرسان وبعض الايطاليين وماريوس
ثانيا :لقد افشى دورسوس للقنلين سر مؤمره ايطاليه لمحاوله اغتيالهما مما يدل على عدم استعداد دورسوس لان يقود الايطاليين فى ثوره ضد بلده ولكنه يدل على مدى اتصال دورسوس بالايطاليين لدرجه انه كان يطلع على خططهم والحق يقال انه كان يستضفهم فى منزله
ثالثا :بعد موت دورسوس لم يترك اصحابه وشانهم فاستصدر نقيب العامه فاريوس هوبريدا فى اخر عام 91 قانون بتشكيل محكمه من الفرسان لمحاكمه كل من تثور حوله الشبهات فى التوطؤ مع الايطاليين واسفر التحقيق عن ادانه عدد من اقطاب الرومان

ومن سخريه القدر ان مقترح القانون نفسه وقع فى شراكه وادين بمقتضاه بتهمه الخيانه العظمى وحكم عليه بالنفى عام 89



الكويستور

وظيفه اشأت فى عهد الجمهوريه وهى من الوظائف العامه وكانت فى الاصل وظيفه قضائيه ثما اصبحت فيما بعد وظيفه تختص بالشؤن الماليه وشؤن الخزانه
وكانو اربعه اثنان يبقيان فى المدينه لااشراف على الخزانه العماه واثنان يخرجان مع القنصلان للاشراف على نفقات الجيوش او يرسلان للاشراف على الشؤن الماليه فى الاقاليم
والكويستوريه مرتبه اقل من الايديليه والتريبيونيه اى ان الكويستور يترقى او له الحق فى ان يرشح للتريبونيه او الايديليه الفرسان

هم رجال من الطبقه المتوسطه الذين كونو رؤوس اموال من العمل فى مجال التجاره وفى جمع الضرائب ولكنهم كانو محدودى المناصب ومن ثم فكانو يتوقون الى مساواه انفسهم باعضاء السناتو الذين كانو ينظرون اليهم على انهم اكنو رجال وضعاء جشعين لا ينحدرون من اصول نبيله مثلهم
ولهذا السبب نجد الفرسان دائما متزعمين الطبقه الشعبيه من اجل مقاومه نفوذ السناتو مستغليين اموالهم من اجل تمويل الاضطرابات والمؤمرات من اجل اسقاط النظام القديم (السناتو) ووضع نظام جديد منهم
وهناك من يطلق على طبقه الفرسان طبقه رجال الاعمال...

منقول