اصلاحات ماريوس العسكريه

واتيحت فرصه ثلاث سنوات تقريبا لروما لتتنفس فيها الصعداء ووجدت فيها ايضا الرجل القادر على انقاذها فقد اعاد ماريوس تنظيم الجيش لرومانى وغير طريقه تسليحه وتدلايبه واسلوب قتاله ونظامه التاديبى تغييرا جوهريا واهم من ذالك انه غير نظام التجنيد حتى يستطيع ان بعبئ القوات الازمه وكانت الحكومه الرومانيه تجد صعوبه فى تجنيد العدد الكافى من الرجال بقتضى القانون القديم وذالك لنقص عدد من يملكون النصاب المالى الكافى وضعف الروح العسكريه بين القادريين واقامه كثير من المواطنين خارج ايطاليا ففتح ماريوس باب التجنيد على مصرعييه للفقراء فى جميع انحاء الامبراطوريه والذين كان عدم استيفاء النظام المالى لا يؤهلهم واعتمد على التطوع اكثر منه على التجنيد لعدد معين من الحملات وترتب على هذه الخطوه نتائج خطيره بعيده المده اذ تحولت الخدمه العسكريه من التزام نحو الدوله الى شبه حرفه تعيش منها اعداد غفيره من المواطنين المعدمين او المتعطلين عن العمل ولم يعد المجندون على هذا الاساس فيما يبدو يتوقون الى تسريحهم بعد انتهاء الحملات العسكريه بل كانو يفضلون ان يبقو تحت امره قائدهم المظفر.

ووجد ماريوس متسعا من الوقت للتدريبهم تدلايبا حسنا، وافضت اصلاحات ماريوس العسكريه الى احراز انتصار رائع على قبائل التيوتون فى اكواى سكستاى (اكس ان بروفانس الحاليه على مقربه من مرسيليا فى عام 102 وانتصار اخر فى عام 101 بالتعاون مع كاتولس زميله السابق فى القنصليه عام 102 على قبائل الكمبرى فى فركللاى عند حوض البو فى الطرف الشرقى الذى كان الغزاه قد تسللو منه وهكذا نجت ايطاليا من الخطر مره اخرى
ولننظر الان كيف ادى هذا الخطر الى تغيير بالغ الاهميه فى السلطه الحكوميه ونظام الدوله الرومانيه.

لقد انقذت ايطاليا لا الحكومه او الجيوش بل على يد ماريوس والجيش الذى انشاءه وتولى ماريوس القنصليه خمس سنوات متتاليه (104-100) وهو امر يناقض جميع السوابق وكان الجيش الذى انشاءه يتطلع اليه لا الى روما للحصول على رواتبه او ترقيته او تسريحه.

وفى وسعنا ان نعتبر ان الجمع الغفير الذى انضوى تحت لواء ماريوس الرجل الايطالى الاصل اشبه بجيش هنيبال منه بالجيوش الرومانيه الاخرى وكان جيشا شبه محترف يدين بالولاء لقائده وليسه عنده عن الدوله الا فكره غامضه التى كان من المفروض انه خادمها ومنذ ذالك الحين ظلت الجيوش الرومانيه تتالف من اتباع ماريوس وسلا وبومبى وقيصر مما جعلها مصدر الخطر المستمر على الدوله وفى نفس الوقت اجهزه رائعه للقتال كفيله بتامين حدود



القنصل الرومانى
وجد هذا النظام بعد طرد الملك المتغطرس وكان ينتخب قنصلان لمده عام واحد وكان اختيارهم يتم بالانتخاب المباشر بواسطه الشعب ممثلا فى تنظيماته القبليه المعروفه بالجمعيه المؤيه وفى الحقيقه كانت سلطات القناصل محدوده الا فى حاله الحرب فقد كانا يعطيان سلطات استثنائيه وهى الامبيروم المتمثل فى حقهما فى تجنيد جيش من الشعب وقيادته خارج البلاد السناتو
الهيئه التى كانت تدير الشؤن اليوميه والتشريعيه والسياسيه والعسكريه فى البلاد والتى ورثت سلطاتها من المجلس الملكى السابق الاستشارى
وكان شغل السناتو فى باد الامر هو سن القوانين ولكن بمرور الزمن ازدادت كفائته عن طريق ضم القناصل السابقين اليه وكبار الموظفين العسكرين واصبح اشبه ببيت الخربه الرومانى واذداد عدد اعضائه من مائه فى العصر الملكى الى ثلاثمائه فى العصر الجمهورى وظل هذا العدد ثابتا الى وقت طويل وكانت عضويه السناتو وفقا على طبقه الاشراف والنبلاء فقط فى باد الامر ثم اصبح من حق رجال الاعمال من الطبقه الوسطه المشاركه فى السناتو بنسبه معينه
وحرمت الطبقه العامه من الاشتراك فى الوظاف ولكن اعطى لهم حق التصويت فى الانتخابات مما ادى الى التذمر من الطبقه العامه ضد طبقه الاشراف فاضر الاشراف فى التنازل عن بعد الحقوق ووافقو على ان يتخبو للعامه نقيبين
نقباء العامه

او التربيونيه وهذه الوظيفه كانت تعادل وظيفه القنصليه وتتمتع بسلطات قويه مثل حق الاعتراض وحق التشريع وسن القوانين وحق منح المساعد وحق الحضانه البدنيه من اجل حمايه العامه وهى سلطات هامه لدرجه ان زعماء روما واباطرتها فيما بعد حرصو على الحصول على سلطات التريبيون باى وسيله
وفيما بعد زيد عدد الترابنه الى عشره وحصل الموطنين ايضا على حق انتخاب موظفين ماليين وهم الايديل او المحتسب من اجل الاشراف على المعابد والمهرجانات الـــــخ

البريتور

وتخفيفا للعبء الذى يقع على كاهل القنصلين ابتكر المشرعون الرومان وظيف جديده الا وهى البريتور القضائى لان القنصلين لم يكن لهم القدره على تصريف الشؤن العسكريه والقضائيه فى نفس الوقت فعين البريتور المدنى او القضائى لتصريف العداله داخل العاصمه وقد زادت سلطاته فيما بعد للاشراف على تطبيق القضاء داخل المقاطعات والولايات داخل ايطاليا وخارجها بوسطه وكلائه
ولان البريتور جزء من وظائف القنصليه فقد منح حق الامبريوم او النيابه فى ان ينوب القنصل فى عمله اثناء غيابه وكان البريتور ينتخب ايضا سنويا
الايديليه

منصب للمعاونه فى الاشراف على شؤن الاقاليم التابعه لروما وباغ عددهم اربعه لثنان فى الاشراف لهم سلطات الزاميه واثنان من العامه لهم سلطات اشرافيه


قد اسأت الحرب مع يوجورتا الى سمعه حزب السناتو الذى عرف باسم الحزب الارستقراطى وقللت من هيبته وزاد من تزعزع مركزه الهزائم التى مني بها قواده اثناء حرب الكمبرى والتيوتون وقد شجع هزا زعماء الحزب الشعبى الديموقراطى الى شن سلسله من الهجمات على حزب السناتو مستندين الى مسانده ماريوس والتفاف الشعب حوله والفرسان فاستصدر جلاوكيا وهو احد نقباء العامه المتطرفين سنه 104 او 101 قانون يقضى بالغاء اخر قانون قد صدر بايعاز من القنصل كيبو تحت ضغط السناتو باحلال محلفين من طبقه السناتو محل محلفين من طبقه الفرسان فى المحاكم المختصه بجرائم الابتزاز واستصدر نقيب اخر قانون يهدف الى اضعاف سيطره الاشراف على المجالس الكهنوتيه وذالك بجعل انتخاب الكهنه يتم عن طريق القبائل لا طريق المجالس الدينيه وفى سنه 103 استطاع نقيب ثالث وهو ساتور نينوس ادانه كابيو وملليوس وهما من اصار السناتو المسؤلين عن هزيمه اوراسيو وذاللك بتاليف محكمه لمحاكمه الاشخاص المتهمين بالخيانه


هزيمه اوراسيو

السبب فى هذه المحاكم التى تمت ضد كيبو وماليوس يرجع الى هزيمه اوراسيو التى تكلمنا عنها الحلقه السابقه والسبب فى ذالك هو انه عندما كان كابيو قنصلا عام 106 وماليوس قنصل عما 105 وقد رفض الاول ان يتعاون مع الثانى بوصفه رجلا جديدا مما ادى الى الزهيمه النكراء السالف ذكرها فى اوراسيو ولكن كابيو استطاع ان يسترد طولوز من الاعداء وعاقب المدينه ونهب كنوز معبدها الضخم وقد حوكم كابيو بناء على القانون الذى استصدره ساتورنينوس وادين بالاختلاس لهذه الغنائم التى اختفت فى ظروف غامضه واصبحت عباره ذهب طولوز يضرب بها المثل فيما يختفى فجأه ، وصدر قرار شعبى من من الجمعيه القبليه بتجريد كايبو من الامبريوم وطرده من السناتو وسجنه ثم نفيه باعتباره مسؤلا هو مالليوس عن ضياع الجيش وكارثه اوراسيو وكذالك حكم على مالليوس بتهمه الخيانه وذالك بايعاذ من النقيب ساتورنينوس كما تقد ذكره ، والقرار المذكور الذى اصدرته الجمعيه القبليه المنعقده بدعوه من نقيب العامه ولا يحضرها الا العامه.