ورفضت روما شروط يوجورتا واقترح احد نقباء العامه تأليف محكمه خاصه لمحاكمه المسؤلين المرتشين المتواطئين مع يوجورتا ووافقت الجمعيه القبليه على هذا الاقتراح وتم بالفعل ادانه اربعه من زوى المرتبه القنصليه وحكم عليهم بالنفى مدى الحياه خارج البلاد

وفى عام 109 نفسه اسندت قياده الجيش الرومانى فى افريقيا الى القنصل متيليوس وهو قائد من الاشراف تتمتع اسرته بنفوذ كبير فى ذالك الوقت وقد استطاع ان يغزو نوميديا ويهاجم زاما الا انه لم يستطع انهاء الحمله لان يوجورتا التجاء الى حرب العصابات وهى حرب تتفق مع الطبيعه الجبيليه وهذه المنطقه ولم يعد هناك مناص من اسر يوجورتا نفسه او قتله لانهاء هذه الحرب
وكان بين ضباط متيليوس قائد شاب يدعى جايوس ماريوس وهو من اسره ايطاليه من طبقه الفرسان نشأت فى قريه اربينيوم تقع على بعد 60 ميل جنوب شرق روما وكان ماريوس (157_86) قد تولى الكويستوريه عام 121 وتريبيونيه العامه سنه 119 والبريتوريه سنه 115 وقمع بوصفه بريتورا بديلا ثوره بعض القبائل الاسبانيه عام 114 ثم اختير عام 109 قائد مساعد لمتيلوس قائد الحمله فى افريقيا والذى كانت لاسرته افضال عليه

وقد بداء ماريوس يحقد على الحزب الارستقراطى (السناتو) لانهم كانو ينظرون ايه شزرا لانه رجل عصامى او رجل جديد فى المجتمع ولكنه احس بضعف مركزهم بعد الهزام التى منى بها قوادهم فققر ترشيح نفسه للقنصليه وطلب من يتليوس ان يسمح له بالعوده الى روما لكى يقوم بالدعايا الانتخابيه ولكنه رفض مطلبه ساخرا منه

وقد اوغر ذالك صدر ماريوس عليه فأخذ يكيد له المكائد ويؤلب الجنود عليه وعندذ اضطر ميتيلوس الى ان يجيبه الى طلبه فعاد ماريوس الى روما وفاز بالانتخابات بسبب مسانده العامه والفرسان له فى سنه 107 وتقدم احد نقباء العامه باقتراح الى الجمعيه العامه باقتراح لاسناد الحمله فى افريقيا الى ماريوس فاقرت الجمعيه الاقتراح واذعن السناتو لمشيئه الشعب مستنكرا هذا الافتئات على حقه فى اطاله مده ميتيلوس فى القياده وفى توزيع القيادات

وفتح ماريوس باب التجنيد على مصراعيه للمتطوعين ورحل الى افريقيا عام 107 حيث تولى قياده الحرب ضد يوجورتا وكان من ضمن مساعديه كويستورا يدعى لوكيوس كورنيليوس سلا ................

وهو جندى كفء ينتمى كما ذكرنا سابقا الى احدى الاسر الشريفه ومع ان يوجورتا دعم مركزه بالتحالف مع حميه بوكوس ملك موريتانيا (مراكش الحاليهعلى وجه التقريب) الا ان ماريوس انتصر عليه وعلى حليفه فى معركتين منفصلتين عام 105 واخير جازف سلا وشق طريه الى موريتانيا حيث استطاع ان يقتع ملكها بالتخلى عن يوجورتا والغدر به وتسليمه الى روما
وقد سيق الامير الافريقى الى روما حيث سيق فى موكب انتصار ماريوس فى اول يناير سنه 104 ثم زج به فى السجن وقتل شر قتله.

ووجد ماريوس انه انتخب اثناء غيابه فى هذه الحرب قنصلا لعام 104 وهو امر مناقض للدستور ان ينتخب القنصل مرتين متتاليتين ولكن الشعب اصر على انتخابه لانه تخوف من خطر البرابره الالمان الذين يطرقون ابواب إيطابيا الشماليه ولانه يثق به وبكفايته العسكريه على اثر انتصارته فى افريقيا.

وقد احدثت حرب يوجورتا اثرا بعيدا الدمى فى روما نفسها اذ فقد السناتو جانبا كبيرا من هيبته ولا سيما بعد ان اتضح امر ارتشاء اعضائه وعجزهم الفاضح وانعدام المسؤليه بينهم.

كما ثبتت هذه الحرب ان فى امكان العامه والفرسان بتكوين جبهه واحدة ان يسيطرو على السياسه الخارجيه وبقى على ماريوس ان يدمج هذين الحزبين تحت لوائه حتى يستطيع ان يقف فى وجه السناتو.


الحرب ضد الكمبرى والتيوتون

ولكن سرعنا ما احدق بايطاليا خطر اشد من سابقه، فلو نظرنا الى خريطه ايطاليا لشاهدنا ذلك السور الهائل من سلسله جبال الالب الشاهقه الذى قد يحملنا مظهره على الاعتقاد انه سد منيع لايمكن اختراقه غير انه هذه السلاسل ليست دائما خطوط دفاعيه قويه فقد اثبت التاريخ القديم والحديث انه من السهل اختراقها وغزو ايطاليا من الشمال فقد اجتاز هنيبال واخوه الممرات الغربيه واما الطرف الشرقى حيث ينخفض الارتفاع تدريجيا مكان الدخول الى ايطاليا ميسورا.

وقد ساد الاضطراب وقت ذاك فى المنطقه الواقعه خلب الجبال عندما تحركت الجموع الغفيره من السكان الجائعين تدفعها جموع اخرى من الشعوب الجائعه ايضاللبحث عن اراضى خصبه تستقر فيها.

ففى عام 113 تدفقت ققبائل متنقله جرمانيه الاصل من منطقه جتلاند ونهر البا وانضمت اليها قبائل اخرى اثناء تقدمها تدفقت جميعها من المنطقه الضعيفه فى جبال الاب واوشكت ان تقتحمها.

حاول القنصل كاربو الذى كان مرابطا فى نوريكم (منطقه من مناطق الالب جنوبى الدانوب سويسرا الحاليه) على راس جيش رومانى ان يقف امام الزحف الكمبرى فى الاقليم المعروف باسم كرنيثيا ولكنه منى بهزيمه ساحقه على مقربه من نوريا (بالقرب من لوبليانا فى جمهوريه يوغسلافيا الحاليه) عام 113 ولو كان على راس هذه القبائل قائد نابغ لاقتحم ايطاليا لانه لم يكن هناك وقت ذاك كما حدث مرة اخرى منذ قرن ما يعوق زحفها (ايام هنيبال ) من الالب الى روما ولكن هذه القبائل تابعت لسبب مجهول مسيرها عبر سويسرا فى اتجاه الغرب وفى عام 109 /108 ظهرت هذه القبال مره اخرى فجاءه وراء جبال الالب الغربيه فى الولايه المعروفه باسم غاله الناربونيه على المقربه من طولوز (جنوب فرنسا) حيث مزقت جيش رومانى اخر كما اباد التيوجرينى الغاليون جيشا قنصليا ثالثا فى وادى الجارون فى معركه هلك فيها قائده كاسيوس لونجيوس قنصل عام 107 وفى عام 105 بينما كانت القوات الرومانيه تشق طريقها الى مرسيليا تحت قياده القنصل مالليوس والبروقنصل كايبيو متجهه نحو ايطاليا منيت بهزيمه عند اوراسيو (اورانج الحديثه ) على يد الكمبرى والتيتون وحلفاهم لا تقل فى فداحتها عن هزيمه كناى (مذبحه كناى او هزيمه كناى هى معركه كانت بين الرومان وهنيبال وكان جيش الرومان اربعه اضعاف جيش هنيبال ولكنه هزم هزيمه الساحقه اودت بالجيش الرومانى كله تقريبا ) واوشكن نصف الامبراطوريه ان يقع فى يد الغزاه الظافرين غير انهم تركو فريستهم للمره الثانيه متابعين سيرهم غربا سعيا وراء فتوحات ايسر منالا.