لفاروق جويدة ......

هذي الوجوه العابثـات
علي ضفـاف النـهر
تحرق كـل يوم ألـف بستـان ظليل
يتـرنـحون علي الكـراسي كـالسكـاري
بينما الطـرفـان يزأر حولنـا
وعلي رفـات الأمة الثـكـلي
يفيض الدمع‏..‏ يرتفع الـعـويل
ومواكب الـكـهان تـرقـص في المزاد
وكـلـما مالت قـوي الطـغيان
في سفه نميل
زمن يبيع الضوء في عين الصغـار
يقايض الأحلام بالأوهام
يلهث عاريا
وإذا سألت تثاءب الـكـهان
في ضجر‏..‏ وقالـوا‏..‏ ما الـبديـل ؟‏!‏
موتـوا علي ظهر الخيول
ولا تموتـوا خـلـف وهم مستـحيل
واخـتـرت ضوء الـفـجر
آخر ما تـراه عيونـك الحيري
من الزمن الـبخيل
كانت صلاة الفجر
آخر لحظة في الـعمر
كانت سورة الرحمن
آخر ما تلوت‏..‏ وأنـت تهفـو للرحيل
أتـري رحلـت
لأن آخر أمنيات العمر شاخت
فاستراح النـبض في القلـب الـعليل
أتـري رحلـت
لأن شطآن الجداول
في الظـلام تآكـلـت واسود ماء النـيل
أتـري رحلت
لأن جرذان الشوارع
ينخرون الآن في الجسد النـحيل
في آخر المشوار تحمل ما تبقـي
من صلاة الـفـجر‏..‏ والشـهر الـفـضيل
من قصيدة واخترت أن تمضي وحيدا سنة‏2002