القضية الأولى:


بسبب مظهر الثراء الفاحش الذي يبدو على إحدى الفيلات التي كان زيد يمر عليها في طريق ذهابه وعودته من العمل، فقد قرر هذا الأخير السطو على هذه الفيلا وسرقة محتوياتها.وحتى يتمكن زيد من تنفيذ مخططه الإجرامي فقد أعد سلما وحبلا لتسلق سور الفيلا ومفاتيح مصطنعة لفتح الأبواب والخزائن،وظل يراقب تحركات سكان الفيلا ويحوم حولها ليحدد أنسب وقت للتنفيذ.

في مساء أحد الأيام تأكد زيد من خلو الفيلا من سكانها فأحضر عدته التي جهزها وثبت السلم على سور الفيلا وتمكن من اجتيازه إلى داخلها وقام بفتح الباب الداخلي المغلق، وبينما يجمع زيد ما خف وزنه وغلا ثمنه سمع أصواتا ووقع أقدام تقترب من باب الفيلا،فترك ما جمعه وفر هاربا.

هل يعتبر زيد بما باشره من سلوك في الواقعة قد شرع في جريمة السرقة؟

الإجابة:


الأسانيد القانونية:

تثير وقائع هذه القضية الشروع في الجريمة وهو البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جناية أو جنحة إذا أوقف أو خاب أثره لسبب لا دخل لإرادة الفاعل فيها.وعلى ذلك فإن الشروع في الجريمة يقوم على ركنين:

الركن المادي:

ويتمثل في فعل يأيته الجاني يعد بموجبه قد بدأ في تنفيذ الجناية أو الجنحة ، مع تخلف النتيجة الإجرامية ، إما بسبب عدم اكتمال سلوك الجاني (الجريمة الموقوفة )وإما بسبب إفلات النتيجة رغم اكتمال السلوك (الجريمة الخائبة).

الركن المعنوي:

ويتمثل في إتجاه قصد الجاني إلى إتمام الجريمة التي بدأ في تنفيذها.

التطبيق:

ولما كان الثابت في الواقعة المطروحة أن المتهم زيد قد دخل إلى الفيلا قاصدا السرقة وكسر بابها الداخلي وبدأ يجمع ما خف وزنه وغلا ثمنه وكان هذا السلوك يدلل على مقصده النهائي في إرتكاب السرقة بلوغا إلى نهايتها، فإن هذا السلوك يعد بدءا في تنفيذ السرقة يتحقق به الشروع المستوجب للعاقب قانونا.