حق النقض الفيتو



منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، استخدم الاتحاد السوفيتي وروسياحق الفيتو (النقض) 120 مرة، والولايات المتحدة 76 مرة وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18مرة، بينما استخدمته الصين خمس مرات.

يذكر أن كلمة "فيتو" غير موجودة أصلافي ميثاق الأمم المتحدة.

وينص الميثاق على أنه لا يمكن أن يصدر قرار منمجلس الأمن إلا بعد أن يكون هناك تسعة أصوات من بين الأعضاء الخمسة عشر في المجلس،بينهم 5 أعضاء دائمين.

غير أن حق الفيتو الذي يمتلكه الأعضاء الدائمونتعرّض لانتقادات واسعة.

فالاستخدام الواسع لهذا الحق من قبل الاتحادالسوفيتي والولايات المتحدة قد ساهم كثيرا في إضعاف مصداقية نظام الفيتو.

خلال الحرب الباردة، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو باستمرار وبشكلروتيني.

وفي السنوات الأخيرة استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو باستمرارلحماية الحكومة الإسرائيلية، من الانتقادات الدولية أو من محاولات الحد من أعمالالجيش الإسرايلي.

الفيتو ومنتقدوه

ويقول منتقدو نظام الفيتو إنه منبين القرارات التي يقرها المجلس وتصبح قوانين، فإن الكثير منها لا ينفذ.

ومن الانتقادات الأخرى هي أن الأعضاء الدائمين الخمسة، أو بالأحرى الفائزونفي الحرب العالمية الثانية، لا يعكسون الحقائق الجيوسياسية الحالية. فالمملكةالمتحدة وفرنسا لم تعودا بين القوى الخمس العسكرية أو الاقتصادية الرئيسية فيالعالم.

وإذا ما ألغي حق الفيتو فإن رأي الأغلبية في المجلس سوف يسود، وقدنرى المزيد من القرارات التي يصدرها المجلس، وبالنتيجة تحديد المزيد من الحلوللمشاكل العالم الأمنية والمزيد من فرض العقوبات على بعض الدول أو فرض الحلول علىدول أخرى.

هذا إذا افترضنا ، مجلسا جديدا للأمن الدولي يمتلك صلاحيات واسعةقابلة للتنفيذ وأموالا لتنفيذ قراراته.

ويقدم الأعضاء الخمسة الدائمون فيمجلس الأمن حاليا حوالي نصف الميزانية الإجمالية للأمم المتحدة.

ولم يعلنأي من الأعضاء الخمسة الدائمين الحاليين استعداده للتخلي عن حق الفيتو الذي يتمتعونبه.

يذكر أن أي تغييرات لميثاق الأمم المتحدة يجب أن يقرها الأعضاءالدائمون في مجلس الأمن.

روسيا

وكان استخدام الاتحاد السوفيتي لحقالفيتو واسعا جدا في الفترة بين عامي 1957 و1985، إلى درجة أن وزير الخارجية،أندريه غروميكو، أصبح يعرف بـ "السيد نيت"، أو "السيد لا".

وخلال السنواتالعشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة،في الفترة نفسها، استخدمت الصين الحق نفسه مرة واحدة، وفرنسا مرة واحدة، والدولالأخرى لم تستخدمه حتى الآن.

إلا أن الاتحاد السوفيتي بدا يستخدم هذا الحقاقل فأقل في الفترات اللاحقة.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، فإن روسيا لم تلجأ إلى حق الفيتو إلا مرتين، الأولى لمنع قرار ينتقد قوات صربالبوسنة، لعدم سماحها للمفوض الأعلى للاجئين بزيارة بيهاك في البوسنة، ومرة أخرىلعرقلة صدور قرار حول تمويل نشاطا الأمم المتحدة في قبرص.

الولايات المتحدة

إلا أن سبعة من مجموع تسع مرات استخدم فيها الفيتو في الفترة الأخيرة، كانتمن قبل الولايات المتحدة، وستة منها ضد قرارات تنتقد الحكومة الإسرائيلية.

وكان أحدث فيتو استخدم في ديسمبر 2002 ضد مشروع قرار ينتقد القواتالإسرائيلية لقتلها عددا من موظفي الأمم المتحدة وتدمير مخزن تابع لبرنامج الغذاءالعالمي في الضفة الغربية.

وقد بلغ عدد مشاريع القرارات التي تنتقد إسرائيلوالتي أعاقت الولايات المتحدة صدورها باستخدام الفيتو 35 قرارا.

وكانتواشنطن قد استخدمت حق الفيتو لأول مرة عام 1970، إذا صوتت إلى جانب بريطانيا ضدمشروع قرار حول روديسيا التي أصبحت في ما بعد زيمبابوي.

كما صوتت الولاياتالمتحدة ضد 10 قرارات تنتقد جنوب أفريقيا، وثمانية حول ناميبيا، وسبعة حولنيكاراغوا، وخمسة حول فيتنام.

وكانت الدولة الوحيدة التي أعاقت صدور 53قرارا.

بريطانيا

ومن بين مشاريع القرارات الاثنين والثلاثين التيصوتت ضدها بريطانيا، هناك 23 مشروع قرار صوت إلى جانبها الولايات المتحدة، و14 صوتتضدها فرنسا أيضا.

وكان آخر فيتو استخدمته بريطانيا عام 1989، عندما صوتتالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد مشروع قرار ينتقد التدخل العسكري الأمريكي فيبنما

ولم تستخدم بريطانيا حق الفيتو منفردة إلا سبع مرات، كان آخرها عام 1972 وهو قرار يتعلق بجنوبي روديسيا.

فرنسا

من مجموع 18 مرةاستخدمت فيها غرنسا حق الفيتو، 13 مرة كانت ضد مشاريع قرارات صوتت ضدها كل منبريطانيا والولايات المتحدة أيضا.

أما فرنسا فقد صوتت إلى جانب بريطانيامرتين أثناء أزمة السويس عام 1956.

وهناك مشروعا قرارين صوتت ضدهما فرنسافقط، أحدهما عام 1976 حول خلاف بين فرنسا وجزر القمر، والآخر حول إندونيسيا عام 1947.

وفي عام 1946 صوت كل من الاتحاد السوفيتي وفرنسا حول الحرب الأهليةالأسبانية.

الصين

وفي الفترة بين عام 1946 و1971، احتل مقعد الصينفي مجلس الأمن، جمهورية الصين (تايوان حاليا) التي استخدمت حق الفيتو لإعاقة عضويةمنغوليا في الأمم المتحدة.

وقد استخدمت الصين حق الفيتو مرتين عام 1972،الأولى لإعاقة عضوية بنغلادش، ومرة أخرى مع الاتحاد السوفيتي حول الوضع في الشرقالأوسط.

كما استخدم حق الفيتو عام 1999 لأعاقة تمديد تفويض قوات الأممالمتحدة الوقائية في مقدونيا وفي عام 1997 لإعاقة إرسال 155 مراقبا من مراقبي الأممالمتحدة إلى غواتيمالا.
منقول للفائدة As