🌹"الحياة تحمل"🌹

تتسع الحياة للكثير من المواقف ، ولكن لا تتسع للكثير من الناس. فأقبل على الأولى ولا تقبل بالثانية، فكل منا يتعرض كل يوم لمواقف قد تخرجه عن سمته الأخلاقي، ورونقه الإنساني، ومنا من يلقى أناس يعيشون حولنا وهم يتنفسون الكذب ويريدون المغانم دون رهق، لذا تأتي تصرفاتهم على غير سمتك الأخلاقي. بما يدفعك دفعا للرد عليهم.
إلا أن الالتزام بضبط النفس يكون كابحا لجماح الرد بلجام من تقوى الله والخوف منه.

هناك من يدعي وهناك من ينقل وهناك من يصدق والكل ذو صدر يلقي فيه الشيطان ما يروق له.
الحياة أن تتحمل وتصبر ، ومصداقا لقوله تعالى في الآية الكريمة التي وردت في سورة الأعراف الآية ١٩٩ بسم الله الرحمن الرحيم
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)
صدق الله العظيم

فاعتمدها سبيلاً للعمل والإخلاص فيه ، ولا ترد الصاع صاعين ، وإنما أترك رب العزة يدفع عنك مكر الماكرين ، فقل اللهم إني وكلتك أمري وأنت خير وكيل ، فدبر اللهم أمري إني لا أحسن التدبير.
فقد قال الله تعالى في سورة الأنفال الآية ٣٠

بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)
صدق الله العظيم
لا تمكر فالله خير الماكرين، فالحياة تحمل. وإياك أن تبتئس بفعل خسيس، فلا تعلم قد تكون تلك الخسة مصدر خير وفرحة لك، فقد قال الله تعالى في الخير والشر قوله تعالى في سورة البقرة الآية ٢١٦
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
صدق الله العظيم

واختتم مقالتي هنا بما حدث مع الأنبياء والرسل ، فهم أولو صبر وأصحاب عزم، وقد نبهنا الله لذلك في آيات عديدة ، تدلل على أن الصبر والتحمل في هذه الحياة أجره كبير عند الله.
فقد قال الله تعالى في الصبر.

بسم الله الرحمن الرحيم
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) الأحقاف
صدق الله العظيم
وقال تعالى أمرا بالصبر على المصائب

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) لقمان
وقال تعالى مدللا على عاقبة المكذبين والظالمين ومن قبلهم.

بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف
وقال تعالى عن مكافأة الصابرين

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)
صدق الله العظيم
فلا تملك من مثل هذه الآيات إلا أن تفوض الأمر كله لله، ولا تحزن ولا تك في ضيق مما يمكرون ، فالله يعلم مستقرهم ومستودعهم، وكل في كتاب مبين.
فالحياة تحمل ، هكذا نحياها
ولمتابعة سلسلة مقالاتي العامة
يمكنكم 👇 ذلك من خلال
#مقالي_هاهنا_بعنوان

دكتور/ أكرم الزغبي