يبدو أننا الآن في آخر الزمان ...فعجلة الحوادث في التاريخ قد تسارعت، بدرجة لا تبشر بزمن طويل باق.


في الماضي كان التاريخ يسير ببطء سلحفاتي، وكانت عجلة الحوادث بطيئة متراخية.. بين العصر الحجري وعصر اكتشاف المعادن، والتعدين عدة ألوف من السنين.. ثم أسرعت العجلة بعض الشئ، فرأينا بين عصر الحديد وعصر البخار حوالي ألف سنة.. ثم عادت العجلة فأسرعت فإذا بين عصر البخار، وعصر الكهرباء حوالي مائة سنة.. ثم عادت العجلة فأسرعت أكثر، فإذا بعصر الذرة ثم عصر الالكترونيات، ثم عصر الفضاء تتلاحق في بضع عشرة سنة..ثم انطلقت العجلة تجري في سرعة جنونية، فإذا بنا ننزل الى القمر، ثم نطلق إنسانا الياًالى المريخ، ثم نسقط سفرنا على الزهرة.. ثم إذا بأكتشاف جديد في كل يوم وليلة وساعة.


وإذا تصورنا هذة السرعة تتضاعف، فإننا سوف نفجر انفجارا في أمطار الكون الاربعة، في خلال بضع عشرة سنة قادمة.
وسوف تضيق الأرض بسكانها، فعجلة النسل والتكاثر هي الاخرى تتسارع بلا ضابط، وفي مائة سنة قادمة سوف يتضاعف عدد السكان عدة مرات..ولايوجد حولنا كوكب قريبا يصلح للاستعمار...إنما كلها ينقصها الهواء والماء والضغط الجوي المناسب للسكن.


ومعنى ذلك أننا سوف نعود لنتصارع على هذة الأرض التي سوف تضيق بنا، وسوف نتقاتل بأنياب ذرية ومخالب إلكترونية.


والغلاء الذي يتفاقم في العالم كله، يشير الى قلة الموارد المتاحة مع كثرة الطلب، وكمثال بسيط لننظر الان ماذا تكلف شقة متواضعة، أو غرفة في فندق بالنسبة لما كانت تكلف طالبها منذ عشر او خمس سنوات فقط !!!


د/ مصطفى محمود .
.رحمه الله.

كتاب/ عصر القرود.