مجلة "صباح الخير" عام 1956 كتب المفكر الدكتور مصطفى محمود مقالا عن ماهية السعادة قال فيه:


"السعادة ليست في المال ولا الصحة ولا القوة ولا المعرفة ولا الجاه والسلطان.. والسعادة لا تأتى بالطلب.. السعادة حالة من الانسجام والهارمونى الذي يشيع في النفس حينما تكون كل مسارب النفس حرة ومفتوحة على الضياء.. وكل أعضاء الجسد مشغولة بأداء وظائفها على وجه كامل.. السعادة راحة يحس بها رجل بعمل عملا اختاره وأحبه".


وتابع: "حينما يكون المال له وظيفة يمكن أن يكون سببا للسعادة..وحينما تكون الصحة لها استخدام عند صاحبها تسعده، وحينما تكون المعرفة طريقا لعمل منتج تكون باعثة على اللذة.. السعادة ليست في أشياء بعينها..ولكن في استخدام هذه الأشياء لأهداف سليمة.. السعادة معناها أن كل شئ منتظم في النفس..كل شيء في مكانه".


وأضاف الدكتور مصطفى محمود:" المال الذي ليس له وظيفة عند صاحبه يتحول إلى عبء..والصحة التى لا تنصرف من صرفها الطبيعى تتحول إلى خمر وسهر وعربدة،،والمعرفة التي لا تجد لها طريقا قويما تتحول إلى خبث ولؤم وخساسة..والسلطة التي تتجاوز حدودها تتحول إلى طغيان.. وهكذا يمكن أن تتحول ادوات السعادة إلى أدوات تعاسة..لأن السعادة لم تكن في الأدوات وإنما كانت في تنظيم هذه الأدوات تنظيما طبيعيا لبلوغ أهداف سليمة".


واختتم المفكر الكبير مقاله قائلا:" السعادة في العمل..ونصيحتى لك أن تبحث في هدف كبير توظف فيه مواهبك..ولا تجعل من السعادة هدفك..فمن خلال العمل المخلص سوف تصل إلى فردوسك.. إلى السعادة".