#مقالي_هاهنا_بعنوان

🌹" تاخد حاجة تسيب حاجة" 🌹



يلتفت المرء منا في هذه الحياة الصاخبة بالمغريات، ويجد نفسه محاطا بالكثير منها ، وهذه المغريات تتنوع بين مغريات مادية ومغريات معنوية، وأيا كان نوعها ، لن يستطيع المرء كبح جماحه نحوها إلا بأحد ثلاثة طرق:

١- الزهد فيها.

٢- السعي لنيلها.

٣- التوازن على المدى الطويل.

وهنا يتجلى للإنسان فحوى هذه المقالة، فإذا اتبعت الطريق الأول وزهدت فيها، ستحافظ بذلك على ما بين يديك والذي لم تكن تلتفت إليه مرة من المرات، فتقر عينك به، وهنا تصبح تاركاً لهذه المغريات محافظاً على ما بين يديك.

والمثال الواضح في هذا السياق من يجلس مع أسرته ويشاركهم وجدانيات الحياة وتحدياتها، ولا يشغل نفسه بمنصب أو سيارة فارهة أو منزل فخيم عال الطراز. فهو قد قدر وقته مع أولاده وانتفع به، وترك في سبيل ذلك العمل

المضني الذي من الممكن أن يتمكن من خلاله من جني الأموال التي تمكنه من إقتناء أحد هذه المغريات، ولكن أنت على المدى الطويل خسرت هذه المغريات إلا ما رحم ربي، وبذلك يكون قد حقق مأرب هذه المقالة تاخد حاجة تسيب حاجة.

وقد يسعى الإنسان سعيا دؤوبا لنيل أحد هذه المغريات وينتهج الطريق الثاني، وهو الطريق الشاق الذي من خلاله يترك كل ما بين يديه كي ينال إحداها ، ومن يقع في شرك هذه المغريات ، يجد نفسه يحقق الواحدة تلو الأخرى،

وينسى نفسه وأهله وبيته، ويكاد لا يعلم شيئاً عن مجريات حياة أسرته ، فهو يسعى دائماً لنيل المغريات ، وينتهي به المطاف فاقداً لذة الحياة ، مغمور في مادياتها، لا سبيل لمشاعره سوى المادة ولا سعادة يلوذ بها إلا إذا أغرته أحد

المغريات الجديدة ، وهو بذلك أيضا تنطبق عليه فحوى المقالة تاخد حاجة تسيب حاجة.

أما إذا قصد المرء الطريق الثالث وهو الطريق الأسلم والأيسر، فهو بذلك يسعى لنيل أحد المغريات محافظاً على ما بين يديه، ولن يستطيع المرء الوصول لهذه القدرة والمهارة من التوازن بين السعي والحفاظ إلا بحكمة بالغة.

واسمع معي لقول الله عز وجل في الحكمة ومن يؤتى إياها في الآية ٢٦٩ من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)

صدق الله العظيم

وهذه الآية أيضا متعلقة بأحد المغريات والخاصة بكيفية الإنفاق والمفاضلة بين المنع والعطاء.

علينا جميعاً أن نتعلم كيف نوازن بين السعي لنيل تلك المغريات والحفاظ على ما وهبنا الله إياه من النعم، وأن نتمسك بهذا التوازن لأن عدم إتباع الطريق الثالث سيدفعنا إلى التأثر بعنوان وفحوى المقالة دون أن نشعر.

🌹" تاخد حاجة تسيب حاجة "🌹

دكتور/ أكرم مصطفى الزغبي

مدرس القانون الدولي العام
كلية الحقوق - جامعة الزقازيق