المواجهة الأمنية لجرائم الإنترنت

الأستاذ الدكتور/ محسن العبودي

يشهد العالم المعاصر ثورة جديدة وهي ثورة تكنولوجيا المعلومات، كما شهد بالأمس القريب ثورتان غيرتا وجه التاريخ وهما الثورة الزراعية والثورة الصناعية .وليس خافياً، أن لكل ثورة جديدة تداعياتها المتباينة، ونتائجها السلبية، مردها إلى حداثة الثورة، وما يصاحبها من أخطاء في التطبيق، أو على الأقل عدم القدرة على التوافق مع متطلباتها أو القصور في التعامل ما تفرزه من مستجدات .وهذا النظر يصدق على ثورة تكنولوجيا المعلومات، وتتجلى مظاهر هذه الثورة في ظهور مستحدثات تقنية حديثة للتحكم في المعلومات وتجميعها ومعالجاتها واختزانها واسترجاعها وتحسين الانتفاع بها، وتعتبر شبكة الانترنت من أبرز مظاهر هذا المجتمع المعلوماتي، بما لها من أهمية في نشر المعلومات بين الأفراد في جميع أنحاء العالم، هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى، إذا كان الانترنت يعتبر خزينة المعرفة وسيل المعلومات المتدفق فإنها تعد أداة رفيعة المستوى لارتكاب الجريمة، ففي هذه البيئة الضخمة المزدحمة تضعف قبضة الأمن والمراقبة والتحكم، وتزدهر ظاهرة ارتكاب جرائم الانترنت (1), ومما يزيد من خطورة ذلك أيضاً صعوبة اكتشاف هذه الجرائم . وحاصل ما سلف، أن التقدم التقني والعلمي رغم إيجابياته التي لا تنكر، فله العديد من السلبيات التي لا تخفي على أحد ، وتتبدى في إساءة البعض استخدام الإمكانيات التي تقدمها شبكة الانترنت في ارتكاب أفعال مما ينطوي تحت طائلة قانون العقوبات (2). ومن هذا المنطلق، تولدت فكرة هذا المؤتمر " مؤتمر الأمن والتكنولوجيا " بمحاوره المتعددة بهدف مناقشة التحديات الجديدة في مجال الأمن لمواجهة الجرائم المستحدثة التي أفرزتها التكنولوجيا المتقدمة، والوقوف على أهم المستجدات والأساليب الحديثة في مواجهتها .







لقراءة البحث كاملا اضغط للتحميل

هنا