#مقالي_هاهنا_بعنوان

"أيهما أسبق المسخة أم النسخة؟"

🤏🤏🤏🤏🤏🤏🤏🤏

تجد في أي مكان وفي أي بيئة وفي أي مؤسسة أو منشأة أشخاصاً لهم فكر ومنطق يتبع ويحتذى به نظراً لمساهمتهم في تطوير المكان. وهؤلاء كالنجوم المضيئة تتبع خطاهم نظراً لنجاحاتهم في ما أضافوه للمكان. فلا تبقى سوى مدرستهم وفكرهم في ما أبرزوه من تطوير وما أحدثوه من إنجازات. وهؤلاء لا يقف عندهم التطوير أو التحديث لأنهم بطبيعتهم يعدوا جيلا جديدا لتحمل المسئولية واستلام الراية من بعدهم سعياً لمزيد من التطوير والتحديث في المستقبل.. وهكذا مقولة علماء الإدارة. القوي بيجيب أقوياء جنبه. والضعيف بيجيب الضعفاء جنبه.
.........

وتجد أيضاً في نفس المكان وفي أي بيئة وفي أي مؤسسة أو منشأة أشخاصاً لا رأي لهم ولا مقال سوى الموافقة. أو ماعرف بالعامية في الأفلام المصرية " كله تمام حاضر نعم جنابك".
......

حتى لو كان هذا الشخص يعلم أن ما يوافق عليه دون مناقشة أو إبداء رأي سوى أنه يتجنب أن يوصف بأنه معارض. وشتان الفرق بين المعارضة وإبداء الرأي. فالمعارضة معناها عدم الموافقة ولكن إبداء الرأي معناها إستخدام وسيلة أفضل لتحقيق النتائج تتفق ومستجدات التطوير والحداثة.
......

كنا دوما نتعلم أن رأيان خير من رأي. أما مقولة كله تمام؛ مقولة تثير تساؤلات مهمة!!! منها لماذا تصل بعض الأماكن إلى التردي الذي يشهده الجميع ويلمسه القريب والبعيد؟ من يوافق بدون مناقشة على أمور يعلم أنها خاطئة على سبيل أنه في يوم من الايام سوف يغير المشهد. نسى أمرا مهماً.
.......

أن النفس البشرية ذات طباع. ومن يقبل السكوت تارة لن يقبل بغير رأيه رأيا ٱخر إذا ما تولى زمام الأمور. لأن نفسه تطبعت بعدم النقاش والطاعة العمياء. هذه النفس التي ألفت الصمت والسكوت دون نقاش أو مجرد إبداء لوجهة النظر الخاصة به أصبحت في بادئ سكوتها والتزامها الصمت مسخة. لا يحترم قيمة رأيه الصحيح أمام الآراء والأفكار غير الصحيحة. الأمساخ موجودة بشكل كبير. وبعد فترة قصيرة تتاح لهم الفرصة بعد صمت السنين. أن يتحدثوا
........

وهنا تأتي مرحلة النسخة فيكون فيها الشخص الذي تعود على أن يكون مسخة في داخل المكان لا رأي له ولا مقال. يصبح نسخة من أسلافه الذين مسخوا شخصيته فلا يقبل رأيا آخرا. ولا يستطيع أن يتخلص من عقدة كونه في يوم من الأيام كان مسخة لا رأي له يعتبر.
.......

دائماً تسبق مرحلة المسخة مرحلة النسخة. فاحذر 🤔 لأنك ستسير في هذه المنطقة بخطى ثابتة ستشكل وجدانك. والصدمة كل الصدمة حينما تجد شخصاً ٱخر له رأيا معتبرا ولا يستقيم معه الأمر في تحويله لمسخة يطيع دونما رأي أو فهم. حينها سيجن جنون النسخة. وتثور تساؤلات في نفسه. كيف لا ينصاعوا لي مثلما انصعت أنا من قبل؟
......

من سيبدأ بمرحلة المسخة سينتهي بمرحلة النسخة. وهكذا تقتل المؤسسات والأماكن وبيئات العمل في جانب التطوير والتحديث المستمر. عود نفسك أن يكون لك رأيا. وقد روي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا) رواه الترمذي
واسمع ما يمكن أن يفيدك.

https://youtu.be/CjezIMwcp98
........

إياك وأن تكون في البداية مسخة.
لأنك ستصبح في النهاية نسخة.
فكليهما ............
أوصيكم ونفسي

دكتور/ أكرم الزغبي
مدرس القانون الدولي العام
كلية الحقوق- جامعة الزقازيق