#مقالي_هاهنا_بعنوان

"أما العفو فقد عفونا وأما الود فلن يعود"

تعلمت منذ الصغر جملة "الله يسامحك" أقولها لمن يتجاوز في حقي، وإذا اشتد التجاوز أو تمادى المتجاوز تعلمت قول "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وما ألفيت أردد هذه الكلمات إلا وأجد نصر الله يصاحبني.
أحياناً كثيرة تجد نفسك غاضباً من شئ أو شخص ما، وتريد أن تقتص منه وتحول بينه وبين أدوات الظلم التي يستخدمها، ولكن تجد من يعاونه، ومن يسعى لمصلحته الشخصية ولا يهمه من يظلم ممن يعتدى عليه.
العجيب أن يتركوا الظالم وينظروا للمظلوم قائلين ألا ترون أنه قد تجاوز في حق فلان وفلان مع علمهم بظلم الظالم.

وفي خضم هذا المعترك تجد نفسك قد اقتنعت بسياسة التجاهل التي يصحبها العفو وينفر منها رجوع الود.
فإضعاف موقف الظالم يكون بتجاهله، وعدم الالتفات إلى صنيعه وهذا حتى يأمر الله فيه بأمره مع المداومة على قول حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالم ومن عاونه
فضلاً عن ذلك الاحتياط من أعوان الظالم لأنهم لن يرتاحوا حتى يروك في مشهد يشمتون فيه.

وجدت أن الحل مع هؤلاء وهؤلاء يتلخص في النقاط التالية:
١- مداومة قول حسبنا الله ونعم الوكيل.
٢- مداومة النجاح والتقدم وتحقيق الانجاز.
٣- إبراز دور الفشلة كي تذل وجهوهم في محيطهم الزائف.
٤- العفو عن كل ما فعلوه لأن القلب لا يحمل الضغينة، ولا يحتمل الظلم لأحد.
٥- عدم عودة الود مع هؤلاء لأن طبعهم الخيانة والغدر والفساد، فمتصنع الود تفضحه الشدائد.
٦- توخي الحذر لأن استئصال الفساد ليس معناه إزالة الفاسد وإنما أيضا قطع كل ذيوله، وهذا لن يحدث.

وانصح هنا دوماً بتعلم العفو ولكن بحذر مفاده ألا تعود الثقة أو الود مرة أخرى مع هؤلاء لأن فسادهم الأخلاقي والسلوكي والذي يصل لمرحلة الإجرام هو مجرد انتظار للفرصة السانحة للانقضاض عليك مرة أخرى.
إذا المعادلة التالية تلخص النقاط السابقة:

العمل والنجاح+ عدم الود+ العفو+ توخي الحذر+ كشف الفشلة + حسبنا الله ونعم الوكيل.