بحث (مواجهة جرائم الإستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنت) كاملاً

[د.شيماء عطاالله]

مواجهة جرائم الإستغلال الجنسي
للأطفال عبر شبكة الإنترنت
"دراسة تحليلية مقارنة"

المؤلف

د/ أسامة حسين محي الدين عبد العال
وکيل شئون التعليم والطلاب بمعهد الألسن العالي للسياحة والفنادق والحاسب الآلي

ملخص البحث:

شهد العالم في الربع الأخير من القرن الماضى ، جملة من الاختراعات الهامة المؤثرة في حياة الإنسان، إلا أن أحد أهم هذه الاختراعات، وأکثرها تداولًا في أيامنا هذه يتمثل في الإنترنت([1])، کعالم إفتراضي مأهول بساکنين شغوفين بما استِحدث من مزايا وخدمات عج بها هذا العالم؛ ليکسب الإنسان أداة ووسيلة إتصال وتواصل حقيقية من حيث الأثر، إفتراضية من حيث التعايش والوجود التکويني.
وعلى الرغم من الإيجابيات الجمة لشبکة الإنترنت التي تتطور دومًا، ولم تکف عن التطور والنمو، وأن الوصول إليها متاحًا للجميع، بحيث باتت توفر حرية للمستخدم، إنما غير منضبطة، ويروق لنا القول أنها "فوضوية"، إذ أصبحت هذه الشبکة ساحة مفتوحة لممارسة جميع أنواع الإجرام الممکنة والمحتملة، وضمنها جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال، ذلک النوع الذي يعد هو الأخطر والأقبح من غيره، إذ يشکل إعتداء على البراءة والطهر لأبناءنا فلذات أکبادنا التي تمشي على الأرض أطفال اليوم رجال الغد قادة المستقبل.

ولاشک أن الإنترنت عندما ساد کل مناحي الحياة، بات جزءًا لا يتجزأ من حياة وإهتمامات الأطفال، ورغم ما قد يعود على الأطفال من فوائد متعددة في التعلم والتعليم وتطورهم الشخصي جراء استخدامهم للإنترنت، إلا أنه قد يعرضهم لمخاطر کثيرة کالوصول إلى محتويات غير لائقة، والتواصل مع غيرهم من الأطفال والبالغين على نحو يضيرهم، ويعرضهم لممارسات عدوانية وإستغلال جنسي، کما أن تعامل الأطفال الدائم مع الإنترنت، قد يجعل نظام الکمبيوتر الخاص بهم عرضة للخطر، فضلًا عن نشر بياناتهم الشخصية دون إدراک العواقب طويلة المدى لهذه الخصوصية.
وثمة حقيقة لا أحد يستطيع أن ينکرها، ألا وهي أن شبکة الإنترنت تعمل على تنمية مهارات الأطفال الذهنية والعقلية، وتنمية ملکات الإبداع والإبتکار، ليس هذا فحسب إنما تعمل أيضًا على إکسابهم المهارات التي تعينهم على التعامل مع البيئة والمجتمع المحيط بهم، ومعظم الدراسات التي أجريت بخصوص تأثير شبکة الإنترنت على الأطفال، تؤکد أنها أداة تعليمية مهمة؛ لأن الطفل يتعرف على طرق جديدة في التعلم، وعلى نصوص إلکترونية جديدة، ومعظم مستخدمي الخدمات المباشرة يؤکدون على أهمية الإنترنت للأطفال([2]).

وعلى الوجه الآخر تظهر لنا حقيقة أخرى تفرض نفسها علينا وبقوة، آلا وهي أن شبکة الإنترنت بإنتشارها الواسع في کافة أرجاء المعمورة، وسرعتها الهائلة على نقل المعلومة المقروءة والمسموعة والمرئية، وسهولة التعامل معها، تصبح أشد ضررًا إذا ما وظفت لصالح الأغراض الشريرة، حيث إن لمسة مفتاح من مفاتيح الکمبيوتر، تجد أمامک بحرًا وطوفانًا هائلًا من المواقع، فيجد کل شخص فيها ضالته المنشودة، وهنا تکمن الخطورة حيث بسهولة شديدة أصبحت هذه المواقع تتسلل إلى أطفالنا وأبنائنا في داخل حجراتهم، وقد تدفعهم الرغبة الجامحة للخوض في خضم هذه المواقع؛ وقد يقع المحظور، ويدفع المجتمع کله وليس الطفل فقط الثمن الغالي، فالأطفال هم أساس المجتمع، وبصلاحهم تستقيم الأمم وتزدهر وتتقدم، وبإنحرافهم يصاب المجتمع بالإضطراب والفوضى والضياع، ويکون مهددًا في بنائه وتکوينه ووحدته الثقافية.

للاطلاع على البحث كاملا انظر المرفق