1000 مريض يطلبون زراعة الكلى سنوياً فى مصر
‏1000‏ مريض يطلبون زرع الكلي سنويا في مصر
جيل جديد من مثبطات المناعة لإطالة
عمر الكلي المزروعة وحماية شرايين القلب
سهير هدايت
صورة كلى قبلزرعها
يواجه مريض الكلي الذي يصل إلي مرحلة زرع الكلي عدة متاعب أخري كارتفاع دهنيات الدم والضغط والسكر‏,‏ بالإضافة إلي ارتفاع الإصابة بفيروس سي في مرحلة عمليات الغسيل الكلوي قبل زرع الكلي‏..‏ هذه الضوابط كانت محور مناقشات مؤتمر عقد بالقاهرة‏,‏ أظهر من خلال المناقشات والإحصائيات أن نسبة انتشار الفشل الكلوي تتزايد بشكل سريع وصل إلي‏4000‏ في المليون سنويا‏,‏ وتقول بعض التقارير أن هناك‏35‏ ألف مصري تجري لهم عمليات غسيل كلوي و‏17‏ ألف طفل يصابون بالفشل الكلوي سنويا‏.‏

ومن الحقائق الأكثر مدعاة للقلق هي الارتفاع الضخم في تكاليف عمليات زرع الكلي التي تتراوح بين‏80‏ إلي‏100‏ ألف‏,‏ وفي بعض الأماكن تصل إلي‏250‏ ألف جنيه للعملية الواحدة يتحملها المريض أو الدولة‏,‏ بل أن أكثر من‏30%‏ من عمليات زرع الكلي يحتاج المريض فيها إلي إعادة زرع كلية جديدة بعد‏4‏ أو‏5‏ سنوات‏.‏

ويوضح الدكتور ماهر فؤاد أستاذ أمراض الكلي بقصر العيني ورئيس المؤتمر أنه تمت مناقشة التحديات التي تواجه مرضي الكلي في مصر والاتجاهات العالمية الحديثة‏,‏ التي اعتمدت علي الأساليب العلاجية الحديثة بالاستعانة بجيل جديد من مثبطات المناعة التي تمنع طرد الجسم للكلية المزروعة‏,‏ تعتمد علي فسيولوجية تكاثر الخلايا وتمنع هذه الخلايا من التكاثر‏,‏ لأن تكاثرها يسبب تلفيات بالكلي والشرايين‏,‏ وهي من أهم الأسباب التي تؤدي لفشل الكلي أو الوفاة حتي في مرحلة استمرار عمل الكلي المزروعة‏,‏

وإصابة المريض بانسداد بشرايين القلب‏,‏ مشيرا أن الجيل الجديد من مثبطات المناعة يمنع تليف الكلي المزروعة وتصلب شرايين القلب‏.‏

ووضحت مناقشات المؤتمر أن مثبطات المناعة في السنوات الماضية نجحت في تقليل فرص حدوث رفض حاد للكلي حتي‏10%‏ وتمديد صلاحية عمر الكلي في العام الأول حتي‏80%,‏ لكنها لم تنجح في إطالة عمر الكلي المزروعة مما تسبب في فقد الكلي في حوالي‏30‏ ـ‏40%‏ من المرضي الذين أجريت لهم عمليات زرع كلي علي المدي الطويل‏,‏ يضاف إلي ذلك أن نسبة حدوث مشاكل شرايين القلب بلغت‏50%‏ في مرض زرع الكلي‏,‏ في حين يتغلب الجيل الجديد من المثبطات علي هذه المشكلات‏.‏

واستعرض الدكتور بونيل روستوجي من مستشفي تولوز بفرنسا خبراته في استخدام الجيل الجديد من مثبطات المناعة‏,‏ أثبت من خلال أبحاثه قلة المضاعفات منه مقارنة بعلاج مثيل سابق‏,‏ مشيرا إلي عدم زيادة حالات الرفض الحاد مع بداية استعمال هذا العلاج الحديث‏,‏ وأوصي بضرورة استعمال أنواع معينة من أدوية الضغط في حالة الاحتياج لها مع الجيل الجديد من مثبطات المناعة‏.‏ وأشار الدكتور ماهر فؤاد إلي إحصائيات المرضي الذين تقدموا إلي نقابة الأطباء للحصول علي تصاريح لإجراء زرع الكلي بلغت حوالي‏1000‏ مريض سنويا‏,‏

بخلاف ما لا يتقدم للحصول علي موافقات في بعض الأحيان‏,‏ مشيرا إلي أن وزارة الصحة تتقدم بالمشاركة في تكاليف زرع الكلي في المستشفيات الحكومية بحوالي‏10‏ آلاف جنيه وصرف العلاج والمتابعة من‏18‏ ـ‏20‏ ألفا في السنة الأولي و‏15‏ ألفا في العام الثاني و‏10‏ آلاف في السنة الثالثة‏,‏ أما بالنسبة لمن يتم علاجهم علي نفقة التأمين الصحي فتجري لهم العملية ويصرف لهم العلاج مجانا مدي الحياة‏.‏ وأكد الدكتور هاني حافظ أستاذ أمراض الكلي بقصر العيني الأهمية الشديدة للحفاظ علي الكلي المزروعة بجميع الوسائل‏,‏

موضحا أن الدراسات أثبتت أن العمر الافتراضي لهذه الكلي لن يطول بالبروتوكولات المناعية الحالية‏,‏ لذا بدأ التفكير في إيجاد بروتوكولات تستخدم أدوية حديثة لا تؤدي إلي تليف الكلي المزروعة وتقلل من تسبب الإصابة بالفيروسات وبنسب الإصابة بارتفاع الضغط وأمراض القلب التي قد تؤدي إلي الوفاة‏,‏ رغم أن الكلي المزروعة مازالت تعمل والأكثر من ذلك أنه لوحظ زيادة مضطردة في نسبة الإصابة بالأورام‏,‏ خاصة سرطان الجلد والغدد الليمفاوية والأمعاء والكلي وغيرها بعد عدة سنوات من استخدام الأدوية التقليدية المثبطة للمناعة‏,‏ مشيرا إلي أن المجموعات الجديدة المتطورة تقلل من تكاثر الخلايا‏,‏ وبالتالي لها ميزة إضافية في تقليل معدلات الإصابة بالأورام وزيادة العمر الافتراضي للمريض الذي نقلت له الكلي مما يتناسب مع الزيادة العالمية الملحوظة في المعدلات العمرية للوفاة‏.‏