أهدي هذه القصيدة إلى الصديق العزيز الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج ، مواساة ومشاطرة له في وفاة شقيقته المغفور لها " هويداء " طيب الله ثراها .
وداع في الربيع
ــــــــ
عَلَى مِثْلِهَا تَبْكِي السَّمَاءُ وَتَجْزَعُ
فهذي النجوم الزاهرات مدامع
فقد بكر الناعي إلينا بموتها
فأذكي لهيبا أضرمته الأضالع
"هويداء " سهم الموت جاء مجلجلا
وبدرك قد ولى وهجرك صادع
أحقا أراك اليوم غيبك الثرى
وناداك هذا الرمس واللحد واسع ؟
" هويداء " قلبي واهن متمزق
عليل فقد هبت عليه الزعازع
وهذا الورى يبكيك مهجة بهجتي
وهذا الندى في وجنة الورد دامع
وخلفت في قلبي أنينا مروعا
أثيرا لكم دون التصبر مانع
أرى نار قلبي قد تضرم وجدها
أقضت له حزنا علي المضاجع
وإني أبيت الليل أشكو فراقكم
ولله كم أدعو وأرجو فهو سامع
وهذي الدموع الساخنات نواجع
وهيهات أسلوكم وهذا الوجد مانع
ولي مقلة قد أذهب الحزن نورها
ففي بينكم كل الأماني مصارع
ولم لا يصح الحزن فيكم وموتكم
يرجع في قلبي أنينا فهو قاطع ؟
ألا أيها الموت المروع فاتئد
رفيقا فللآمال أنت مخادع
وهذا حمام الأيك ينعى حبيبة
حكى الحسن منها منظرا فهو رائع
فقد كان بدرك في سمائي مشرقا
بلا غيبة للبدر وجهك ناصع
تعاظمت حسنا مذ خلقت وروعة
فأنت كبلقيس بل الفرق شاسع
فدتك نفوس غاليات ومهجة
تقول دنا التفريق والموت جامع
عليك سلام من حبيب مسلم
ومحتسبا أجرا إلى الله ضارع
فليس سوى التسليم منا لأمره
فلابد يوما أن ترد الودائع
شعر :
أ.د/ محمد عبد العزيز بسيوني
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
كلية التربية للبنات ـ جامعة الملك خالد
وداع في الربيع ـ شعر أ.د/ محمد بسوني ، في رثاء أخت الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
رد مع اقتباس
المفضلات