المرضى فى الطوابير

المرضي في الطوابير‏!‏
كتب : محمود القنواتي
منذ البدايه الفعليه لزراعه الكبد في مصر عام‏2001‏ تحققت عده خطوات ناجحه في هذا المجال اذ اصبح لدينا عدد من الفرق الجراحيه والطبيه ذات القدره العاليه في اجراء عمليات الزرع الجزئي من متبرع حي وهو الاسلوب الصعب في الزرع وتم الزرع لنحو الف عمليه نحو‏35%‏ من العمليات بايد مصريه دون مساعده اجنبيه خلال عمر البرنامج المصري الذي بدا بشكل حقيقي من‏9‏ سنوات‏,‏ وبلغت نسبه الاحياء‏60%‏ لمن اجريت لهم جراحات منذ اكثر من‏5‏ سنوات وتبلغ نسبه نجاح جميع العمليات حتي الان‏70%,‏

وان كانت تقل عن النسبه العالميه بفارق ضئيل‏,‏ كما ان الاكباد المصريه لها خصوصيه اضطرت الجراح المصري للتوصل لتعديلات لتلافي العيوب‏,‏ وقد اخذت اليابان بها في الحالات المشابهه‏..‏ وقد تمت هذه الانجازات بجهود ذاتيه‏,‏ ولذا فالمطلوب سرعه ايجاد منظومه لجراحات زرع الكبد في مصر وسرعه اصدار القانون الذي يسمح بالحصول علي الاكباد من المتوفين بجذع المخ وان المتبرعين الاحياء لا يكفون‏..‏ وفي ظل القانون المنظم لهذه المسائل ستقل بعض السلبيات التي حدثت في اختيار بعض الحالات التي توثر علي نسب النجاح‏.‏

وكان لابد من توضيح الانجازات والاراء وعرضها بامانه من خلال الجراحين المصريين الذين برعوا مع زملائهم المشاركين في الفرق الطبيه‏,‏ فيقول الدكتور ابراهيم مروان ـ استاذ ومدير وحده زرع الكبد والعميد السابق لمعهد الكبد القومي ورئيس الجمعيه العربيه لزراعه الكبد وصاحب اطول تجربه وعدد مشاركه في العمليات ـ ان عمليات الزرع الجزئي من حي لمريض في مصر تقترب من الف عمليه منذ بدء البرنامج الفعلي لها منذ‏9‏ سنوات واجريت العمليات في نحو‏12‏ مركزا ومستشفي وبعضها توقف بعد موت اول حالاتها

وهناك مراكز نجحت وتكونت بها فرق جراحيه وطبيه علي مستوي عال وبنتائج مرتفعه‏,‏ وتم اجراء اكثر من ثلث العمليات بايد مصريه تماما دون تدخل اجنبي وهذا موشر جيد ومبشر وتعدي عدد العمليات اي عدد تم اجراوه في اي دوله في الشرق الاوسط وافريقيا‏,‏ اما من ناحيه الزرع الجزئي من حي للمريض فقد توفي اثنان من المتبرعين المصريين ضمن‏37‏ متبرعا ماتوا في العالم‏,‏ الي جانب وفاه نسبه‏40%‏ من المنقول لهم الاكباد خلال‏5‏ سنوات وفقا للارقام العالميه‏.‏

ويشير الدكتور طارق ابراهيم‏,‏ رئيس قسم جراحه الكبد‏,‏ الي ان عدد الحالات التي اجري لها الجراحه في المعهد ـ تحت اشراف الدكتور ابراهيم مروان ـ‏70‏ حاله منذ عام‏2003‏ ونسبه الحياه بين الاطفال بعد‏5‏ سنوات‏60%‏ و‏57%‏ في الكبار‏,‏ وبعد اول عام من الزرع تكون النسبه اعلي من‏70%‏ وسبب قله العمليات بالمعهد عدم قبول متبرعين خارج نطاق العائله بشرط الا تتعدي قرابه الدرجه الثالثه‏,‏ ويمكن للمعهد استيعاب‏60‏ حاله سنويا‏,‏ وتعيش‏3‏ بنات من اول اربع حالات تم زرعها بالمعهد بصحه جيده وتم الزرع لنحو‏24‏ حاله اطفال‏.‏

وفي اغسطس من عام‏2001,‏ تم زراعه اول حاله كبد توالت الزراعه بعدها نقلا من الاحياء ووصل عدد المراكز الحاليه‏10‏ مراكز منها مركز واحد خاص كما يوكد الدكتور رفعت كامل استاذ جراحه وزراعه الكبد بطب عين شمس الذي شارك في نحو‏250‏ حاله زرع‏,‏ وبدات جميع العمليات بخبره اجنبيه حتي عام‏2005‏ عندما اصبحت الخبره المصريه قادره وحدها علي التعامل مع جميع الحالات ومضاعفاتها واقتربنا من النسب العالميه في النجاح‏,‏

وهذا يحسب لاطباء مصر والاطقم المساعده حيث تمكنوا وبشكل شخصي من تكوين فرق طبيه متكامله وصلت لخبره متميزه وزاد الوعي نحو الزرع وكثير من الاسر تطالب حاليا بزرع الكبد لمرضاها دون تخوف وتساولات‏,‏ ومن هنا ياتي دور الطبيب في الاختيار الامثل للحالات التي تستحق الزرع وهي الحالات التي تعاني من فشل كبدي وتمثل‏5%‏ فقط من مرضي الكبد‏,‏

وليس مجرد تليف والذي لا يتطلب زرعا بالضروره فالمرض يمكن العيش به لسنوات طويله بحاله طيبه مع المتابعه الطبيه والالتزام مما يوخر حدوث حاله الفشل الكبدي الذي تتكرر فيه الغيبوبه والقيء الدموي والالتهاب البريتوني‏,‏ اما في حاله اورام الكبد فهي تخضع لقواعد صارمه‏,‏ ودور الطبيب كما يوكد الدكتور رفعت كامل اقتراح عمليه الزرع كحل للمريض في الوقت المناسب دون تبكير او تاخير لرفع نسبه فرص الشفاء وهذا الاختيار يتم بناء علي تقييم ملد‏,‏

ويجب ان تكون باقي اعضاء الجسم سليمه وتقوم بوظيفتها‏,‏ ويجب تجنب اي اخطاء حدثت في الماضي عند تقويم واختيار الحالات فالاسر تضحي ماديا ومعنويا واتخاذ كل الوسائل للحفاظ علي سلامه المتبرع‏.‏

ويوجد قائمه انتظار من المرضي لاجراء الزرع ويستلزم هنا اصدار قانون زرع الاعضاء ولائحته لان تاخر هذه الحالات يودي لسوء الحاله وموت بعض المرضي وزرع الاكباد من الاحياء لا تكفي فيجب النقل من المتوفي دماغيا والاحتياج المتوقع خلال السنوات العشر القادمه من‏50‏ الي‏100‏ الف حاله‏,‏ ومن هنا تتضح الفجوه الكبيره التي يجب سدها بالتبرع من المتوفين حديثا‏,‏ ووضع القواعد الصارمه للتطبيق‏,‏

فاقصي امكانات لعمليات الزرع حاليا الف حاله سنويا ولذلك مطلوب مضاعفه المراكز مع مراعاه التجهيزات والقوي البشريه خاصه تعويض النقص الشديد في التمريض‏,‏ ولا تجوز زياده المراكز علي‏25‏ مركزا في انحاء الجمهوريه‏,‏ مع غلق المراكز الصغيره غير المجهزه والتي تفرز العديد من الاخطاء التي يتحملها الجميع فيما بعد‏,‏ وتوثر علي نسب النجاح‏,‏ وسمعه الطب في مصر‏.‏

ويشير الدكتور رفعت كامل الي انه حدث تطور في زراعه الكبد في السنوات الاخيره‏,‏ وتستغرق عمليه الزرع حاليا من‏8‏ ـ‏10‏ ساعات فقط مقابل اكثر من‏15‏ ساعه في السنوات الاولي للتجربه ويقل الاحتياج للدم بشده مع تحسن النتائج‏,‏ حيث يعود المريض للحياه اقرب للطبيعي‏,‏ وتتراوح التكلفه لعمليه الزرع في مصر من‏250‏ الفا الي‏350‏ الف جنيه للحاله‏,‏ ولا يتحملها المريض بالكامل فالدولهوبعض الجهات تتحمل اكثر من‏50%‏ وهناك بعض المستشفيات الحكوميه تغطي التكلفه بالكامل‏.‏



مشروع تجريبي للكشف المبكر عن مرضي الكبد‏:‏
من يدفع فاتـــوره العـــــلاج؟
كتب : نادر محمود طمان

ماهي تكلفه علاج مريض الكبد في مصر؟ وهل تتحمل الدوله هذه التكلفه؟ ومن هم مستحقو العلاج علي نفقه الدوله؟
اولا يجب ان نشير الي انه لا توجد احصائيات دقيقه او رسميه لاعداد مرضي الكبد في مصر‏,‏ لكن المتخصصين يوكدون ان حالات الاصابه بامراض الكبد في زياده مستمره‏,‏ سواء الاصابه بفيرس بي او سي مرورا بسرطانات الكبد‏,‏ وحتي التليف الجزئي او الكامل‏,‏ ويحتاج كل نوع من الاصابه الي طريقه معينه في العلاج ومعها تختلف تكلفه العلاج التي تقترب من ارقام فلكيه‏.‏

في البدايه يوكد ـ الدكتور محمد عابدين رئيس المجالس الطبيه والمسئول عن نظام العلاج علي نفقه الدوله ـ ان جميع المرضي تتحمل الدوله تكلفه علاجهم‏,‏ سواء من خلال التامين الصحي او يكون العلاج عن طريق استخراج قرار علاج علي نفقه الدوله‏,‏ وتصدر هذه القرارات لمن ليس لهم تامين صحي حكومي او خاص‏,‏ ومرضي الكبد يصدر لهم قرار علاج بقيمه الف جنيه ويكون العلاج من خلال‏12‏ مركزا منتشرا في الجمهوريه ومن خلال فحص المريض يتم اقرار نظام العلاج علي حسب نوع المرض ونسبته‏,‏ وفي حالات فيرس سي يتم اصدار قرار علاج علي نفقه الدوله لمده ثلاثه اشهر وبعدها يخضع المريض لفحوصات تحدد مدي استجابته للعلاج ويقرر علي اساسها علاجه مره اخري‏.‏

ويضيف‏:‏ بدات وزاره الصحه منذ شهر اغسطس الماضي مشروعا جديدا للكشف المبكر عن سرطان الكبد‏,‏ وبدات التجربه في محافظه اسوان تمهيدا لانتقالها تدريجيا الي باقي المحافظات‏,‏ والمشروع يمكن ان ينقذ بالفعل الاف المرضي من الموت‏,‏ خاصه ان عدد مرضي الكبد في زياده مستمره‏,‏ والكشف المبكر عن سرطان الكبد هو مساله حياه او موت بالنسبه لمريض سرطان الكبد‏,‏ وللاسف فان‏90%‏ من حالات سرطان الكبد يتم اكتشافها متاخرا ولا يجدي معها العلاج‏,‏ لان العلاج الجراحي او الكيماوي او الاشعاعي له شروط في حاله سرطان الكبد اهمها حجم الورم وان تكون حاله الكبد جيده وكذلك حاله المريض‏,‏

وللاسف فان سرطان الكبد ليس له اي اعراض مبكره‏,‏ ويمكن ان يصاب احد فصوص الكبد وتظل الاخري تعمل بكفاءه ولا تظهر الاعراض الا بعد ان تصاب معظم الفصوص وتتدهور الحاله‏,‏ ويكون المريض قد وصل لحاله متاخره يصعب معها العلاج‏,‏ وفي حالات تليف الكبد يعرض المريض علي لجنه طبيه متخصصه تحدد نوع العلاج‏,‏ وفي حالات سرطان الكبد يعرض المريض علي لجنه الجراحين ويتم علاجه بالكامل علي نفقه الدوله ويكون العلاج اما كيميائيا او بالتردد الحراري‏.‏

اما الدكتور سمير قابيل رئيس الجمعيه المصريه لامراض الكبد والجهاز الهضمي‏,‏ فيوكد اهميه الاكتشاف المبكر لامراض الكبد وكلما كان الاكتشاف مبكرا كانت النتائج العلاجيه افضل‏,‏ والاهم من ذلك ان علاج مرض الكبد يحد من انتشار الفيروسات الكبديهمن الشخص المريض الي اخر سليم‏,‏ وفيرس سي هو الاكثر انتشارا لدينا وعلاجه صعب ومكلف جدا‏,‏ وقمنا منذ ثلاث سنوات بانشاء الجمعيه المصريه لامراض الكبد والجهاز الهضمي وتوصلنا من خلال الجمعيه الي تخفيض سعر جرعه الانترفيرون من‏140‏ جنيها الي‏500‏ جنيه ومن وقتها بدا العلاج المخفض في مصر ونحاول التوصل الي تخفيض العلاج لاكثر من ذلك‏,‏

وعلاج المريض الواحد لا يقل عن‏20‏ الف جنيه في العام والعلاج بالانترفيرون هو العلاج الوحيد المعترف به من قبل وزاره الصحه‏,‏ ولكننا نحتاج الي علاج بشكل اوسع لان حالات المرضي في زياده ونعالج كل سنه نحو ثمانيه الاف مريض فقط‏.‏ ويوجد لدينا زرع جزئي للكبد في مصر وتبدا تكلفه الزرع من‏250‏ الف جنيه في المستشفيات الحكوميه‏,‏ ولو تم تشريع قانون زراعه الاعضاء سينخفض هذا المبلغ بشكل كبير‏,‏ ومن هنا كانت مطالبتنا باباحه الزرع من المتوفين حديثا لان ذلك من شانه ان يقضي علي السوق السوداء لزراعه الاعضاء او بدلا من اللجوء الي الزراعه في الخارج‏.‏

ويري الدكتور يحيي الشاذلي رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس ان المهم لمريض الكبد تحديد سبب المرض ونتيجته علي الكبد نفسه‏,‏ فمثلا في حالات الالتهاب يكون العلاج هو الراحه التامه فقط وفي حالات فيروس بي يكون العلاج غالبا بالاقراص ومنها الرخيص ويتكلف‏300‏ جنيه في الشهر ومنها ما يتكلف الفي جنيه في الشهر‏,‏ وهذا العلاج ياخذه المريض مدي الحياه لانه حتي الان لم يوجد علاج يقضي علي فيروس بي‏,‏ وفي حالات الاصابه بفيرس سي ياخذ المريض علاجا للقضاء علي الفيروس مباشره وياخذ علاجا ثنائيا بالانترفيرون طويل المفعول بالاضافه الي الاقراص‏.‏

وعلاج فيروس سي يكلف الدوله للمريض الواحد‏24‏ الف جنيه من خلال وزاره الصحه ويرتفع ليصل الي‏72‏ الف جنيه اذا كان علي نفقه المريض الخاصه‏,‏ وهذا هو العلاج الوحيد المتاح لفيروس سي وتوجد بعض الشركات نتيجه لعدم وجود علاج اخر له تقوم بطرح ادويه اخري غير مصرح بها تكون ارخص بكثير من علاج الانترفيرون ولمجرد انه ارخص من الدواء المصرح به‏.‏