من شعر "فاروق جويدة"
باريس‏..‏
الآن أجـلس في ربوعك‏..‏
دون همس أوكلام

قـطـعوا لساني
إنـي فـقـدت النـطـق يا باريس من زمن بعيد
قـالـوابأن النـاس تـولـد‏..‏

ثـم تنـطق‏..‏ ثـم تـحـلـم ما تـريد
وأنـا أعيشوفي فـمي قـيد عنيد
قـطـعوا لساني‏..‏

قـطـعوه يوما عنـدما سمعوه
يصرخفي براءته القـديمة
عنـد أعتاب الكبار

'
‏إنــي أحب‏'..'‏ ولاأحب‏'‏
صاحوا جميعا‏..‏
كـيف‏'‏ لا‏'‏ دخلـت لقـاموس الصغار

صلـبوالساني علـقـوه علي الجدار
قـطـعوه في وضح النـهار
من يومها وأنا أقـول‏..‏ولا أقـول

وأري لساني جثــة خرساء تنظر في ذهول
وأخاف منـه فـربما يومايصيح
ويثور في وجهي القبيح

فلقد رأيت دماءه كالنـهر‏..‏
تـغرق وجهأيامي‏..‏ ويسقـط كالذبيح
وخشيت من غضب الكبار

مازلـت ألـمح طيفهالدامي‏..‏ علي صدر الجدار
في كـل وقـت أمضغ الكلمات في جوفي‏..‏وأبلعها
وتنزف بين أعماقي‏..‏ وتصرخ في شراييني

ويحملني الدوار‏..‏ إليالدوار
كلماتـنـا‏..‏ جثث تنام بداخلي
فأنا أقـول‏..‏ ولا أقـول

وأناأموت‏..‏ ولا أموت
كلماتنـا قتلـي‏..‏
ودماؤها السوداء في صدريتـسيل

لا تـعجبي باريس من صمتي
فـصوتي بين أعماقي قتيل

من قصيدة تأملات باريسية سنة‏1989‏