دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج يرثي أخته هويدا

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    44

    02222255 الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج يرثي أخته هويدا

    إلى أختي هويدا
    زهرة الروح التي قطفت قبل أوانها
    ولما تزل تفوح بالعبير
    ـــــــ
    عَلَى مِثْلِهَا تَبْكِي السَّمَاءُ وَتَجْزَعُ




    وَتَبْكِي عَلَيْهَا الأَرْضُ حُزْنًا وتُفْجَعُ


    وَتَرْنُو وَرَاءَ النَّعْشِ ثَكْلَى شَوَارِعٌ




    تَئِنُّ عَلَى الصَّفَّيْنِ وَجْدًا وَتَدْمَعُ


    وَيَبْكِي جِدَارٌ مِنْ وَرَاءِ جِدَارِهَا




    وَيَهْذِي رَصِيفٌ فِي الطَّرِيقِ وَيَهْرَعُ


    وَيَغْفُو عَلَى الأَحْزَانِ خَلْفَكِ مَسْجِدٌ




    يَظَلُّ وَيُمْسِي فِي الضَّرَاعَةِ يَشْفَعُ


    يُحَلِّقُ عُصْفُورٌ أَمَامَ حَمَامَةٍ




    وَخَلْفَهُمَا سِرْبٌ يَحُطُّ وَيُقْلِعُ


    يَرُوحُ وَيَغْدُو جَانِحًا فَوْقَ قَبْرِهَا




    وَللهِ سِرْبٌ فِي السَّحَابَةِ مُسْرِعُ


    يَطِيرُ بَعِيدًا ثُمَّ يَهْبِطُ قُرْبَهُ




    عَلَى دَوْحَةِ الأَشْوَاقِ يَدْعُو وَيَهْجَعُ


    يَحِنُّ إِلَيْهَا الدَّوْحُ وَهْيَ بَعِيدَةٌ




    وَتَهْلَكُ أَرْوَاحٌ عَلَيْهَا وَتَصْدَعُ


    فَلا الصَّبْرُ يُخْفِي مِنْ عَذَابَاتِ أَهْلِهَا




    وَلا هُوَ يُبْدِي سُلْوَةً حِينَ تَفْزَعُ


    وَلِلصَّبْرِ غَايَاتٌ وَلِلْمَوْتِ رَاحَةٌ




    وَلَيْسَ إِلَى الْغَايَاتِ بَعْدَكِ مَطْمَعُ


    فَنِعْمَ مَمَاتٌ بَعْدَ طُولِ مَشَقَّةٍ




    وَبِئْسَ حَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتِكِ تُمْتِعُ


    وَهَيْهَاتَ أَنْ نَحْيَا وَوَجْهُكِ غَائِبٌ




    وَنُورُكِ لا يَمْحُو الظَّلامَ وَيَقْشَعُ


    فَلا طَابَتِ الدُّنْيَا وَحُلْوُ مَذَاقِهَا




    وَعُودِيَ صَبَّارٌ وَكَأْسِيَ مُتْرَعُ


    تَسَاقَطُ مِنَّا أَنْفُسٌ فَوْقَ أَنْفُسٍ




    وَتَهْوِي رُؤُوسٌ تَحْتَهَا وَهْيَ تَخْضَعُ


    فَكَمْ مِنْ صَغِيرٍ بَاتَ فِي اللَّيْلِ صَارِخًا




    وَكَمْ مِنْ كَبِيرٍ يَسْتَعِيذُ وَيَرْكَعُ


    فَلِلَّهِ هَذَا الْمَوْتُ لَيْسَ بِرَاحِمٍ




    أَبًا بَاكِيًا ضَعْفًا وَأُمًّا تُرَجِّعُ


    إِذَا كَانَ مَوْتُ الشَّيْخِ قَدْ يُوجِعُ الْفَتَى




    فَمَوْتُ حَبِيبٍ فِي الثَّلاثِينَ أَوْجَعُ


    أَتَغْرُبُ شَمْسٌ مِنْ ضُلُوعِي عَزِيزَةٌ




    وَيُشْرِقُ نُورٌ فِي الْقُبُورِ وَيَطْلُعُ ؟


    ثَقِيلٌ عَلَيْنَا الْمَوْتُ حِينَ يَجِيئُنَا




    وِلِلْمَوْتِ أَنْيَابٌ تَعَضُّ وَأَذْرُعُ
    يَمُرُّ عَلَيْنَا الْيَوْمُ لَسْنَا نُعِيدُهُ




    وَإِنَّا ـ وَإِنْ شِئْنَا الْخُلُودَ ـ لَنُصْرَعُ


    يُطَافُ عَلَيْنَا بِالْكُؤُوسِ مَلِيئَةً




    فَتَشْرَبُ إِنْ شِئْتَ وَإِنْ شِئْتَ تَمْنَعُ
    وَيَأْتِي الرَّدَى مُرَّ الْمَذَاقَةِ بَغْتَةً




    فَنَشْرَبُ كَأْسَ الْمَوْتِ حَتْمًا وَنَجْرَعُ


    فَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا تُحِيطُ بِبَهْجَةٍ




    فَتَضْحَكُ أَرْوَاحٌ وَيَسْعَدُ مَرْبَعُ


    وَيَبْسُمُ وَرْدُ الرَّوْضِ حِينَ تَفَتُّحٍ




    فَتَطْرَبُ أَكْوَاخٌ وَيَهْنَأُ مَسْمَعُ


    وَنَقْطِفُ زَهْرَ الْقُطْنِ وَهْوَ مُنَوِّرٌ




    فَتَنْعَسُ أَهْدَابٌ وَتَرْتَاحُ أَضْلُعُ


    وَكُنَّا صِغَارًا لا نُفَارِقُ بَعْضَنَا




    تُسَابِقُنِي لِلْبَيْتِ لَهْوًا وَتُسْرِعُ


    وَنَصْعَدُ صَفْصَافًا وَنَقْتَاتُ تُوتَةً




    عَلَى جِذْعِهَا الْوَانِي تُهَفْهِفُ أَفْرُعُ


    وَتَضْحَكُ مِلْءَ الثَّغْرِ حِينَ أَشُدُّهَا




    وَأَحْمُلُهَا غَصْبًا وَلِلسَّقْفِ أَرْفَعُ


    تَرُدُّ يَدِي مَكْرًا وَتُبْعِدُ شَعْرَهَا




    وَتُلْوِي بِرَأْسِي جَانِبًا ثُمَّ تَدْفَعُ


    وَتَمْضِي تَحُثُّ الْخَطْوَ نَحْوِي تَشَوُّقًا




    وَتَرْجِعُ مِنْ خَلْفِي إِلَى حَيْثُ أَرْجِعُ


    فَكَانَتْ حَبِيبًا لا يُفَارِقُ مُهْجَتِي




    وَكُنْتُ أَخَا وُدٍّ يَصُونُ وَيَمْنَعُ


    فَمَا بَالُهَا صَمَّتْ عَنِ النَّاسِ أُذْنُهَا




    فَلا نَطَقَتْ حَرْفًا وَلا هِيَ تَسْمَعُ


    تَبَدَّلَ حُسْنُ الأَرْضِ حُزْنًا وَغَيَّرَتْ




    سماءٌ فضاءً وَالْحَدَائِقُ بَلْقَعُ


    تَفَرَّقَ شَمْلُ الأَهْلِ بَعْدَ تَوَحُّدٍ




    وَكَانَتْ تَضُمُّ الأَبْعَدِينَ وَتَجْمَعُ


    تُقَرِّبُ مَظْلُومًا وَتُبْعِدُ ظَالِمًا




    وَتُطْعِمُ مِسْكِينًا تَصُومُ وَيَشْبَعُ


    وَتَحْنُو عَلَى طِفْلٍ يَتِيمٍ تَضُمُّهُ




    إِلَى صَدْرِهَا الْحَانِي تَرِقُّ وَتُرْضِعُ


    وَتَأْوِي الأَيَامَى حِينَ تُغْلِقُ بَابَهَا




    رِجَالٌ عَلَى ضَيْمٍ تَعِيشُ وَتَقْنَعُ


    فَيَا لَكِ مِنْ أُخْتٍ يَعِزُّ وُجُودُهَا




    عَلَى زَمَنٍ فَيهِ الذَّلِيلُ مُمَنَّعُ


    يَفِرُّ ضَعِيفٌ ، وَالْجَبَانُ مُؤَمَّنٌ




    وَكَرَّ قَوِيٌّ ، وَالشُّجَاعُ مُرَوَّعُ


    يَصُونُ الذَّلِيلُ الْمُسْتَرِيحُ لِبَاطِلٍ




    وَمِنْ تَعَبٍ حَقُّ الْعَزِيزِ مُضَيَّعُ


    فَأَنْتِ ـ وَإِنْ حَنَّ الْفُؤَادُ ـ وَدِيعَةٌ




    يَجُودُ بِهَا رَبٌّ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ


    أَرَاحَكِ مِنْ هَمِّ الْحَيَاةِ وَجَوْرِهَا




    وَفُزْتِ بِرِضْوَانٍ وَوَجْهُكِ أَنْصَعُ


    يَطُوفُ عَلَيْكِ الصَّابِرُونَ بِجَنَّةٍ




    وَكَفُّكِ مَخْضُوبُ الْبَنَانِ مُرَصَّعُ


    فَطُوبَى لِعَبْدٍ فِي مَنَازِلِ رَبِّهِ




    يُمَازِجُ حُورًا فِي الْجِنَانِ وَيُمْتَعُ


    وَلَسْنَا ـ وَإِنْ شِئْنَا الْحَيَاةَ ـ خَوَالِدًا




    وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَ الْفَرَاقِ يُوَدَّعُ


    فَلَيْسَ امْرُؤٌ يَسْطِيعُ رَدَّ قَضَائِهِ




    إِذَا جَاءَ مَنْظُورًا عَلَى الْبَابِ يَقْرَعُ


    يَدُقُّ عَلَيْهِ الرُّوحَ حِينَ يَرُدُّهَا




    إِلَيْهِ سَرِيعًا فِي يَدَيْهِ ، فَتُنْزَعُ


    وَإِنْ طَالَ عُمْرُ الْمَرْءِ أَوْ قَلَّ عُمْرُهُ




    فَلا بُدَّ أَنْ يَأْتِي رَحِيلٌ وَيُسْرِعُ


    تَجِيءُ مَنَايَانَا عَلَى حِينِ غِرَّةٍ




    وَتَضْرِبُ مِنَّا مَنْ تَشَاءُ وَتَصْرَعُ


    وَتَنْشِبُ فِي الأَرْوَاحِ مِنَّا أَظَافِرًا




    وَيَدْخُلُ نَابٌ فِي الْعُرُوقِ وَإِصْبَعُ


    وَتَخْرُجُ رُوحٌ فِي إِبَاءٍ عَزِيزَةٌ




    تَذَلُّ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَتَخْشَعُ


    وَتَلْتَفُّ سَاقٌ فَوْقَ سَاقٍ وَتَرْتَقِي




    إِلَى اللهِ نَفْسٌ تَسْتَغِيثُ وَتَضْرَعُ


    وَيُحْمَلُ جُثْمَانٌ وَيُلْقَى بِحُفْرَةٍ




    يُوَارَى عَلَيْنَا بِالتُّرَابِ وَنُقْمَعُ


    وَيَحْثُو عَلَيْنَا فِي بُكَاءٍ صَدِيقُنَا




    وَيَنْأَى بَعِيدًا ثُمَّ يَسْلُو وَيَرْجِعُ


    يَضِيقُ عَلَيْنَا الْقَبْرُ حِينَ يَضُمُّنَا




    وَكُنْا نُغَنِّي فِي الرُّبُوعِ وَنَرْتَعُ


    فَإِمَّا إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانِ جَنَّةٍ




    وَإِمَّا إِلَى نَارٍ نُسَاقُ وَنُسْفَعُ


    فَلَيْسَ مِنَ الأَهْوَالِ لِلْمَرْءِ مَهْرَبٌ




    وَلَيْسَ لَنَا إِلا إِلَى اللهِ مَفْزَعُ


    فَلا تَحْزَنِي يَا أُمِّ إِنْ يَغْلِبِ النَّوَى




    وَإِنْ غَابَ نَجْمٌ أَوْ تَبَاعَدَ مَطْلَعُ


    سَتَطْلُعُ شَمْسٌ مِنْ دَيَاجِيرِ قَبْرِهَا




    وَتُشْرِقُ بِالأَنْوَارِ يَوْمًا وَتَسْطَعُ


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
    شعر الدكتور /عزت سراج
    أستاذ الأدب والنقد المساعد
    كلية التربية ـ جامعة الملك خالد
    20/10/2009م
    إلى أختي هويدا
    زهرة الروح التي قطفت قبل أوانها
    ولما تزل تفوح بالعبير
    ـــــــ
    عَلَى مِثْلِهَا تَبْكِي السَّمَاءُ وَتَجْزَعُ




    وَتَبْكِي عَلَيْهَا الأَرْضُ حُزْنًا وتُفْجَعُ


    وَتَرْنُو وَرَاءَ النَّعْشِ ثَكْلَى شَوَارِعٌ




    تَئِنُّ عَلَى الصَّفَّيْنِ وَجْدًا وَتَدْمَعُ


    وَيَبْكِي جِدَارٌ مِنْ وَرَاءِ جِدَارِهَا




    وَيَهْذِي رَصِيفٌ فِي الطَّرِيقِ وَيَهْرَعُ


    وَيَغْفُو عَلَى الأَحْزَانِ خَلْفَكِ مَسْجِدٌ




    يَظَلُّ وَيُمْسِي فِي الضَّرَاعَةِ يَشْفَعُ


    يُحَلِّقُ عُصْفُورٌ أَمَامَ حَمَامَةٍ




    وَخَلْفَهُمَا سِرْبٌ يَحُطُّ وَيُقْلِعُ


    يَرُوحُ وَيَغْدُو جَانِحًا فَوْقَ قَبْرِهَا




    وَللهِ سِرْبٌ فِي السَّحَابَةِ مُسْرِعُ


    يَطِيرُ بَعِيدًا ثُمَّ يَهْبِطُ قُرْبَهُ




    عَلَى دَوْحَةِ الأَشْوَاقِ يَدْعُو وَيَهْجَعُ


    يَحِنُّ إِلَيْهَا الدَّوْحُ وَهْيَ بَعِيدَةٌ




    وَتَهْلَكُ أَرْوَاحٌ عَلَيْهَا وَتَصْدَعُ


    فَلا الصَّبْرُ يُخْفِي مِنْ عَذَابَاتِ أَهْلِهَا




    وَلا هُوَ يُبْدِي سُلْوَةً حِينَ تَفْزَعُ


    وَلِلصَّبْرِ غَايَاتٌ وَلِلْمَوْتِ رَاحَةٌ




    وَلَيْسَ إِلَى الْغَايَاتِ بَعْدَكِ مَطْمَعُ


    فَنِعْمَ مَمَاتٌ بَعْدَ طُولِ مَشَقَّةٍ




    وَبِئْسَ حَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتِكِ تُمْتِعُ


    وَهَيْهَاتَ أَنْ نَحْيَا وَوَجْهُكِ غَائِبٌ




    وَنُورُكِ لا يَمْحُو الظَّلامَ وَيَقْشَعُ


    فَلا طَابَتِ الدُّنْيَا وَحُلْوُ مَذَاقِهَا




    وَعُودِيَ صَبَّارٌ وَكَأْسِيَ مُتْرَعُ


    تَسَاقَطُ مِنَّا أَنْفُسٌ فَوْقَ أَنْفُسٍ




    وَتَهْوِي رُؤُوسٌ تَحْتَهَا وَهْيَ تَخْضَعُ


    فَكَمْ مِنْ صَغِيرٍ بَاتَ فِي اللَّيْلِ صَارِخًا




    وَكَمْ مِنْ كَبِيرٍ يَسْتَعِيذُ وَيَرْكَعُ


    فَلِلَّهِ هَذَا الْمَوْتُ لَيْسَ بِرَاحِمٍ




    أَبًا بَاكِيًا ضَعْفًا وَأُمًّا تُرَجِّعُ


    إِذَا كَانَ مَوْتُ الشَّيْخِ قَدْ يُوجِعُ الْفَتَى




    فَمَوْتُ حَبِيبٍ فِي الثَّلاثِينَ أَوْجَعُ


    أَتَغْرُبُ شَمْسٌ مِنْ ضُلُوعِي عَزِيزَةٌ




    وَيُشْرِقُ نُورٌ فِي الْقُبُورِ وَيَطْلُعُ ؟


    ثَقِيلٌ عَلَيْنَا الْمَوْتُ حِينَ يَجِيئُنَا




    وِلِلْمَوْتِ أَنْيَابٌ تَعَضُّ وَأَذْرُعُ
    يَمُرُّ عَلَيْنَا الْيَوْمُ لَسْنَا نُعِيدُهُ




    وَإِنَّا ـ وَإِنْ شِئْنَا الْخُلُودَ ـ لَنُصْرَعُ


    يُطَافُ عَلَيْنَا بِالْكُؤُوسِ مَلِيئَةً




    فَتَشْرَبُ إِنْ شِئْتَ وَإِنْ شِئْتَ تَمْنَعُ
    وَيَأْتِي الرَّدَى مُرَّ الْمَذَاقَةِ بَغْتَةً




    فَنَشْرَبُ كَأْسَ الْمَوْتِ حَتْمًا وَنَجْرَعُ


    فَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا تُحِيطُ بِبَهْجَةٍ




    فَتَضْحَكُ أَرْوَاحٌ وَيَسْعَدُ مَرْبَعُ


    وَيَبْسُمُ وَرْدُ الرَّوْضِ حِينَ تَفَتُّحٍ




    فَتَطْرَبُ أَكْوَاخٌ وَيَهْنَأُ مَسْمَعُ


    وَنَقْطِفُ زَهْرَ الْقُطْنِ وَهْوَ مُنَوِّرٌ




    فَتَنْعَسُ أَهْدَابٌ وَتَرْتَاحُ أَضْلُعُ


    وَكُنَّا صِغَارًا لا نُفَارِقُ بَعْضَنَا




    تُسَابِقُنِي لِلْبَيْتِ لَهْوًا وَتُسْرِعُ


    وَنَصْعَدُ صَفْصَافًا وَنَقْتَاتُ تُوتَةً




    عَلَى جِذْعِهَا الْوَانِي تُهَفْهِفُ أَفْرُعُ


    وَتَضْحَكُ مِلْءَ الثَّغْرِ حِينَ أَشُدُّهَا




    وَأَحْمُلُهَا غَصْبًا وَلِلسَّقْفِ أَرْفَعُ


    تَرُدُّ يَدِي مَكْرًا وَتُبْعِدُ شَعْرَهَا




    وَتُلْوِي بِرَأْسِي جَانِبًا ثُمَّ تَدْفَعُ


    وَتَمْضِي تَحُثُّ الْخَطْوَ نَحْوِي تَشَوُّقًا




    وَتَرْجِعُ مِنْ خَلْفِي إِلَى حَيْثُ أَرْجِعُ


    فَكَانَتْ حَبِيبًا لا يُفَارِقُ مُهْجَتِي




    وَكُنْتُ أَخَا وُدٍّ يَصُونُ وَيَمْنَعُ


    فَمَا بَالُهَا صَمَّتْ عَنِ النَّاسِ أُذْنُهَا




    فَلا نَطَقَتْ حَرْفًا وَلا هِيَ تَسْمَعُ


    تَبَدَّلَ حُسْنُ الأَرْضِ حُزْنًا وَغَيَّرَتْ




    سماءٌ فضاءً وَالْحَدَائِقُ بَلْقَعُ


    تَفَرَّقَ شَمْلُ الأَهْلِ بَعْدَ تَوَحُّدٍ




    وَكَانَتْ تَضُمُّ الأَبْعَدِينَ وَتَجْمَعُ


    تُقَرِّبُ مَظْلُومًا وَتُبْعِدُ ظَالِمًا




    وَتُطْعِمُ مِسْكِينًا تَصُومُ وَيَشْبَعُ


    وَتَحْنُو عَلَى طِفْلٍ يَتِيمٍ تَضُمُّهُ




    إِلَى صَدْرِهَا الْحَانِي تَرِقُّ وَتُرْضِعُ


    وَتَأْوِي الأَيَامَى حِينَ تُغْلِقُ بَابَهَا




    رِجَالٌ عَلَى ضَيْمٍ تَعِيشُ وَتَقْنَعُ


    فَيَا لَكِ مِنْ أُخْتٍ يَعِزُّ وُجُودُهَا




    عَلَى زَمَنٍ فَيهِ الذَّلِيلُ مُمَنَّعُ


    يَفِرُّ ضَعِيفٌ ، وَالْجَبَانُ مُؤَمَّنٌ




    وَكَرَّ قَوِيٌّ ، وَالشُّجَاعُ مُرَوَّعُ


    يَصُونُ الذَّلِيلُ الْمُسْتَرِيحُ لِبَاطِلٍ




    وَمِنْ تَعَبٍ حَقُّ الْعَزِيزِ مُضَيَّعُ


    فَأَنْتِ ـ وَإِنْ حَنَّ الْفُؤَادُ ـ وَدِيعَةٌ




    يَجُودُ بِهَا رَبٌّ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ


    أَرَاحَكِ مِنْ هَمِّ الْحَيَاةِ وَجَوْرِهَا




    وَفُزْتِ بِرِضْوَانٍ وَوَجْهُكِ أَنْصَعُ


    يَطُوفُ عَلَيْكِ الصَّابِرُونَ بِجَنَّةٍ




    وَكَفُّكِ مَخْضُوبُ الْبَنَانِ مُرَصَّعُ


    فَطُوبَى لِعَبْدٍ فِي مَنَازِلِ رَبِّهِ




    يُمَازِجُ حُورًا فِي الْجِنَانِ وَيُمْتَعُ


    وَلَسْنَا ـ وَإِنْ شِئْنَا الْحَيَاةَ ـ خَوَالِدًا




    وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَ الْفَرَاقِ يُوَدَّعُ


    فَلَيْسَ امْرُؤٌ يَسْطِيعُ رَدَّ قَضَائِهِ




    إِذَا جَاءَ مَنْظُورًا عَلَى الْبَابِ يَقْرَعُ


    يَدُقُّ عَلَيْهِ الرُّوحَ حِينَ يَرُدُّهَا




    إِلَيْهِ سَرِيعًا فِي يَدَيْهِ ، فَتُنْزَعُ


    وَإِنْ طَالَ عُمْرُ الْمَرْءِ أَوْ قَلَّ عُمْرُهُ




    فَلا بُدَّ أَنْ يَأْتِي رَحِيلٌ وَيُسْرِعُ


    تَجِيءُ مَنَايَانَا عَلَى حِينِ غِرَّةٍ




    وَتَضْرِبُ مِنَّا مَنْ تَشَاءُ وَتَصْرَعُ


    وَتَنْشِبُ فِي الأَرْوَاحِ مِنَّا أَظَافِرًا




    وَيَدْخُلُ نَابٌ فِي الْعُرُوقِ وَإِصْبَعُ


    وَتَخْرُجُ رُوحٌ فِي إِبَاءٍ عَزِيزَةٌ




    تَذَلُّ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَتَخْشَعُ


    وَتَلْتَفُّ سَاقٌ فَوْقَ سَاقٍ وَتَرْتَقِي




    إِلَى اللهِ نَفْسٌ تَسْتَغِيثُ وَتَضْرَعُ


    وَيُحْمَلُ جُثْمَانٌ وَيُلْقَى بِحُفْرَةٍ




    يُوَارَى عَلَيْنَا بِالتُّرَابِ وَنُقْمَعُ


    وَيَحْثُو عَلَيْنَا فِي بُكَاءٍ صَدِيقُنَا




    وَيَنْأَى بَعِيدًا ثُمَّ يَسْلُو وَيَرْجِعُ


    يَضِيقُ عَلَيْنَا الْقَبْرُ حِينَ يَضُمُّنَا




    وَكُنْا نُغَنِّي فِي الرُّبُوعِ وَنَرْتَعُ


    فَإِمَّا إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانِ جَنَّةٍ




    وَإِمَّا إِلَى نَارٍ نُسَاقُ وَنُسْفَعُ


    فَلَيْسَ مِنَ الأَهْوَالِ لِلْمَرْءِ مَهْرَبٌ




    وَلَيْسَ لَنَا إِلا إِلَى اللهِ مَفْزَعُ


    فَلا تَحْزَنِي يَا أُمِّ إِنْ يَغْلِبِ النَّوَى




    وَإِنْ غَابَ نَجْمٌ أَوْ تَبَاعَدَ مَطْلَعُ


    سَتَطْلُعُ شَمْسٌ مِنْ دَيَاجِيرِ قَبْرِهَا




    وَتُشْرِقُ بِالأَنْوَارِ يَوْمًا وَتَسْطَعُ


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
    شعر الدكتور /عزت سراج
    أستاذ الأدب والنقد المساعد
    كلية التربية ـ جامعة الملك خالد
    20/10/2009م
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-15-2012, 02:21 PM
  2. صراخ العيال وراء طفشان الأب
    بواسطة لما في المنتدى أحكام الأسرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-2009, 08:10 AM
  3. الشاعر أبو نواس
    بواسطة صفاء عطاالله في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2009, 07:59 PM
  4. الشاعر احمد الخليفة
    بواسطة هيثم الفقى في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-21-2009, 03:23 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •