• الجهل بنظرية الفروق الفردية، والغفلةُ عن تطبيقها - أفرَزَ جملةً من الآثار السيئة، والظواهر المؤلِمة، وخاصة في الجوانب التربوية، والعَلاقات الاجتماعية، من أظهرها: ١- الجورُ والظلم للأولاد بالتفريق بينهم في الحب والمعاملة، والعطية والوصية. ٢- تأزُّم العَلاقة الزوجية على مرِّ السنين؛ لعدم رضاهما بما قسَم الله لهما، وتطلُّعِهما لِمَا في أيدي الآخرين. ٣- ضعف المخرَجات التعليمية؛ نتيجة للاهتمام بفئة المتفوقين، وإهمال السواد الأعظم من بقية الفئات. ٤- فُتُور الروابط بين الأقارب والأرحام والأصدقاء والجيران؛ بسبب نظرة الكِبر والاستعلاء للنفس والذات والقبيلة والعائلة، يقابلها نظرةُ التنقص والاحتقار للآخرين. ٥- فرض النظم المستوردة والقوانين المبسترة، دون النظر لخَصوصيةِ وثقافة وقيم وأعراف المجتمعات. • تتجلى أهمية الوعي بطبيعة الفروق الفردية وتمايُزِ وتباين النفوس البشرية في المجالات والتطبيقات التالية: ١- الذات: باستثمار ما لها من القدرات والإمكانات، ومعالجة ما فيها من القصور والنقص؛ ولهذا كان من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم: «واهدِني لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرِفْ عني سيئَها؛ لا يصرف عني سيئَها إلا أنت» (رواه مسلم). ٢- الوالدان: بالبرِّ والإحسان، والعطاء والوفاء، وتلبية حاجاتهما، وتفهُّم خصائصهما؛ قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]. ٣- المرأة (الأم، الأخت، الزوجة، البنت): بالمراعاة والمدارة، والمودة والرحمة، واللين والرفق؛ بسبب ما يعتريها من الأوضاع والتغيرات الخلقية والأخلاقية؛ كـ(الغيرة، الحيض، الحمل، الولادة، الرضاع، التربية، الزواج، الطلاق...)؛ ولهذا كانت الوصية النبوية: «استوصُوا بالنساء؛ فإن المرأة خُلِقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، إن ذهبتَ تُقِيمه كسرتَه، وإن تركتَه لم يَزَلْ أعوجَ، استوصوا بالنساء خيرًا» (رواه مسلم). ٤- الأولاد: بحسن التربية، وجودة التعليم، والرفق في المعاملة، والعدل في العطية، والبعد عن المقارنة، ومعالجة الزلَّات، والتغافل عن الهفوات، ((اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)). ٥- التعليم: بالوعي بخصائص النمو ومستويات التعلم، وتنوع الذكاءات، وأنماط السلوك، وتجديد الوسائل، وتطوير الأدوات؛ لتحقيق أهداف التعليم وأغراض التدريس، قال معاوية بن الحكم السُّلَمي، عن المعلِّم الأول عليه الصلاة والسلام: "فبِأَبي هو وأمي، ما رأيتُ معلمًا قبله ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني"؛ رواه مسلم.