شك أن آلام الرقبة قد أصابت الغالبية العظمى من الناس في مرحلة ما خلال حياتهم. ولاشك في أنها مزعجة وتؤثر على نوعية الحياة لدرجة أن المقولة الغربية (Pain in the Neck) والتي ترجمتها حرفياً هي (ألم الرقبة) عادة ما تطلق على (الشخص المزعج) في الدول الغربية لأن آلام الرقبة هي فعلاً مزعجة. ولكن ما هي آلام الرقبة وما أسبابها وطرق علاجها؟ والأهم من ذلك هو كيف يمكن تفاديها؟
الأسباب والأعراض إن الآلام قد تصيب المنطقة التي تقع تحت الجمجمة وأعلى الكتفين وبين عظمتي لوح الكتف وقد تمتد لتشمل منطقة أعلى الظهر أو الساعدين. هذه الآلام تختلف في شدتها وحدتها ومدتها من شخص لآخر حسب الأسباب التي أدت إليها. فمثلاً قد ينام شخص طبيعي تماماً على بطنه بالخطأ أو على وسادة غير صحية أو يتعرض للفحة هواء باردة مما يؤدي إلى أن يستيقظ بآلام حادة ومبرحة في الصباح تمنع من تحريك رقبته وتستمر لعدة أيام وتختفي بعدها. وهناك في المقابل الشخص الذي يجهد رقبته كل يوم بالجلوس واستخدام الحاسب الآلي بطريقة خاطئة وهنا تكون الآلام بطيئة ومزمنة وتتطور مع الزمن وتستمر لأسابيع أو شهور.
ولكن بصفة عامة فإن آلام الرقبة قد تكون نتيجة للتالي:
1- إجهاد الرقبة ومنطقة العنق نتيجة الجلوس الخاطئ عند القيادة والكتابة والنوم واستخدام الحاسب الآلي وعند القراءة والمذاكرة عندما يقوم الطالب بالمذاكرة على السرير أو الأرض مثلاً.
2- التهاب وتمزق عضلات الرقبة نتيجة إصابة مباشرة أو التواء مفاجئ في العنق أو في حالات اصطدام السيارات.
3- مرض الفقرات والغضاريف مثل خشونة الفقرات والانزلاقات الغضروفية وضيق القناة الشوكية العنقية
4- بعض الأمراض الروماتيزمية كمرض الرثوية والروماتويد ومرض تصلب الفقرات
5- بعض أمراض العضلات المزمنة كمرض الالتهاب التليفي في العضلات (FIBROMYALGIA)
وحسب المرض المسبب للآلام فقد تكون هناك صعوبة في تحريك الرقبة أو سماع أصوات مع الحركة أو الشعور بالإجهاد في العنق أو الإحساس بضعف وحذر في اليدين أو حتى صعوبة في استخدام اليدين وصعوبة في المشي عندما يكون هناك ضغط على الأعصاب.
التشخيص والعلاج
يكون عن طريق الإصغاء للمريض عندما يشرح الأعراض التي يشتكي منها ومن ثم عمل فحص سريري دقيق يشتمل على فحص الأعصاب الطرفية ثم عمل الأشعات اللازمة والتي قد تتكون من الأشعة السينية أو أشعة الرنين المغناطيسي أو تخطيط الأعصاب والعضلات الطرفية أو حتى بعض التحاليل المخبرية التي قد يتم اللجوء إليها. أما العلاج فيعتمد على الأسباب الكامنة ولكنه قد يشتمل على التالي:
1 - الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة للالتهاب والأدوية المرخية للعضلات وجرعات من فيتامين (ب) المركب في بعض الحالات.
2 - جلسات العلاج الطبيعي لتخفيف الألم والشد العضلي.
3 - برنامج تقوية وإطالة لعضلات الرقبة وأعلى الظهر.
4 - طوق للرقبة موقت إلى أن تخف الآلام الحادة الشديدة.
5 - تجنب الإرهاق عن طريق أخذ إجازة مرضية للتركيز على برنامج تأهيلي لتقوية العضلات.
6 - في بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى حقنة موضعية في الرقبة تحتوي على مادة الديبوميدرول ذات الخاصية القوية كمضاد للالتهابات.
7 - التدخل الجراحي هو الحل الأخير في كثير من الحالات الناتجة عن الانزلاق الغضروفي للفقرات العنقية أو ضيق القناة الشوكية أو الضغط على الأعصاب
كيف يمكن تفادي آلام الرقبة وحمايتها
هناك الكثير من الأشياء التي يجب على التشخيص السليم والمريض عملها لتفادي آلام الرقبة نلخصها فيما يلي
1 - تجنب الوقوف بطريقة خاطئة لأن ذلك يؤدي إلى ارتخاء العضلات المحيطة بالرقبة وإجهاد مفاصلها
2 - تجنب الجلوس بطريقة مائلة لأن ذلك يتسبب في دفع الرأس إلى الأمام وإجهاد عضلات الرقبة.
3 - تجنب النوم على وسادة منخفضة جداً أو مرتفعة جداً أو النوم على البطن مع ثني الرقبة.
4 - تجنب حمل الأثقال أو الشنطة على كتف واحدة لفترات طويلة.
5 - تجنب التركيز الزائد والمستمر أثناء القيادة أو مشاهدة التلفاز.
6 - عدم ثني الرقبة إلى أحد الجانبين لمدة طويلة عند استخدام الهاتف.
7 - عدم ثني الرقبة للأمام أثناء الأعمال المكتبية أو استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة.
8 - عند الوقوف يجب أن يكون العنق والظهر مستقيمين والقوام معتدلاً مع استخدام العضلات لإسناد الجسم
9 - عند الجلوس يجب أن يكون الظهر منتصباً مع استخدام وسادة صغيرة خلف الظهر وتجنب بروز الرأس إلى الأمام وتجنب الجلوس لفترات طويلة
10 - عند النوم يجب استخدام وسادة متوسطة الحجم ويفضل استعمال الوسادات الطبية
11 - أداء بعض التمارين التي تقوي عضلات الرقبة وتزيد من مرونتها مما يؤدي إلى حماية العمود الفقري والغضاريف على المدى الطويل