تشهد ساحات المحاكم اليمنية مغالطات ومكايدات وعروض لأدوار هابطه أبطالها ليسوا الخصوم بل بعض المحامون اللذين تحولوا في غفلة عن قيم وأخلاقيات المهنة إلى خصوم يفجرون في الخصومة أكثر من الخصوم أنفسهم .
في الدورة التدريبية التي عقدتها نقابة المحامين فرع صنعاء للمحامين تحت التمرين ركز الأستاذ صلاح عبد الحبيب المحامي في محاضرته على هذه الفئة من المحامين والذين سماهم بالعفن وكان الأستاذ محمد البكولي نائب رئيس فرع نقابة صنعاء قد قال بأسفٍ شديد في كلمته الافتتاحية أن مهنة المحاماة في بلادنا أصبحت اليوم مهنة من لا مهنة له .
وفي ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة مدار القانونية عن حقوق النساء عبر المشاركون وكانوا من المحامين والقضاة والأكاديميين عبروا جميعاً عن استيائهم البالغ من هذا الصنف من المحاميين
كانت صحيفة الأيام وموقع اليمن الجديد قد تعرضت للمحامين بانتقادات لاذعة ونالت منهم بالسب والشتم نحن نعلم أن هناك محامين تنطبق عليهم مثل تلك التوصيفات وربما أكثر منها , وكان خطأ الأيام الوحيد هو الوقوع في التعميم على جميع المحامين .
محامي متعفن يطب كخفافيش الظلام على منازل القضاة والحكام تحول إلى سمسار لموكل ظالم عند قاضي متعفن مثله
محامي تحركه شهوة المال, تدفعه لاغتيال العدالة باسم القانون، وآخر يمارس الابتزاز على موكله فإذا لم يرضه بالمال ذاع سره ونشر أوراقه.
يقف أحدهم أمام هيئة المحكمة مدافعاً عن خصم فإذا بالخصم الأخر يعترض على وجوده... لماذا ؟ لأنه كان وكيلة بالأمس و أنقلب اليوم ضده, تجاره لكنها خاسرة ومصيرها إلى بوار فبضاعتها دماء الناس, أعراض الناس, حقوق الناس, معانات الناس, المحاماة مهنة مقدسه طريقها عناء لكنها عند هؤلاء المفلسين سبيلا للثراء.
السلبيات والسلوكيات الشائنة كثيرة, وهي أكثر من أن تحصى أو تعد , والمحاماة اليوم يعلق بها من ليسوا بأهل للانتساب إليها ، محامون ولكن بالبطاقة و العباءة فقط وحتى هذه العباءة لم يحفظوا لها هيبتها ووقارها , والسؤال هو كيف تسلل هؤلاء إلى صرحها المقدس ؟ ولماذا يقف عاجزاً المسئولُ عن رفع الكرت الأحمر في وجه هؤلاء ؟ والى متى سيظل الحديث عنهم دون الاشاره إلى شخوصهم ؟
في تقديري أن مهنة المحاماة لا زالت في مستويات متدنية اداءاً وسلوكاً ووجود محاميات ومحامين ,أكفاء ،شرفاء ونزيهين بعدد أصابع اليد الواحدة أو الاثنتين ، يعملون من اجل رفع معاناة المظلومين والدفاع عن حقوق المغلوبين , لا يؤثر ولا يغير في الأداء العام للمهنة .
من اجل ذلك أوجه الدعوة إلى نقابة المحامين والى كل المحاميات والمحامين الشرفاء ومن يحرصون على قدسية المهنة إلى عقد التقاء لدراسة وتناول أوضاع المهنة والوقوف على تلك الاختلالات والسلبيات والسلوكيات الخاطئة بصراحة وشفافية عاليه والخروج بوجوب وجود ميثاق شرف للمهنة يتعهد الجميع باحترامه وتطبيقه نصاً وروحاً في علاقتهم بموكليهم وفيما بينهم كأسره مهنيه واحده ويكون بمثابة دستور أخلاقي لمهنة المحاماة.
والضغط باتجاه تفعيل دور مجالس التأديب فذلك في تقديري أجدى لهم من ترك الآخرين ينشرون غسيلهم القذر .