نتفق مع حضرتك أنه لا يجب أن يساء تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء ، فلا تبنى أحكام بطريق التمييز بين الناس كما قال الرسول صلعم "إنما أهلك الذين من قبلكم..". كما أن تطبيق الشريعة مشروط بتوافر شروط معينة، لذلك فإن أحكام التشريع لم تنزل إلاّ في المدينة
كما أن ولي الأمر مسؤول أن يوفر ظروف تطبيقها قبل تطبيق أحكامها، فوجود جائع في المجتمع الإسلامي يتنافي مع مبادئه "والله لا يؤمن أحدكم إذا نام وجاره جوعان...."، ومقولة عمر "إذا عثرت ناقة بأرض العراق...". وكما أن تطبيق أحكام الزنا تتطلب أيضا توفير مجتمع اسلامي يتاح فيه الزواج بشروطه الشرعية. وإذا لم تتوافر فلا بد من مناقشة ذلك علنا لتعديل الأوضاع لتكون إسلامية. وليس معنى ذلك هو التسامح في ارتكاب الجرائم ولكن معنى ذلك هو ضرورة دراسة وضع المجتمع لكي يكون إسلاميا في جميع جوانبه، مع تطبيق أحكام "حالة الضرورة" وتطبيق حكم "الشبهات تدرأ الحدود".
ولكن لا نتفق مع سيادتك في تحميل الشريعة الإسلامية أخطاءنا. فالخطأ منا قبل كل شيء عندما نطبق أحكامها بطريقة انتقائية ، فنختار منها ما يتفق وهوانا ونطرح منها ما يتعارض مع مصالحنا