من شعراء العصر الجاهلي (امرؤ القيس )

[صفاء عطاالله]

امرؤ القيس
(من أصحاب المعلقات)

هو حندج بن حجر الكندي ، الذي اشتهر بامرئ القيس ، ولقب بالملك
الضليل . شاعر يماني الأصل , وحامل لواء الشعر في الجاهلية .أمضي
شبابه في اللهو والمجون والمنادمة , منصرفا إلي اللذات حتي قتل أبوه -وكان
ملكا علي بني أسد- فصحا من سكرته , وهب لأخذ الثأر مستنصرا بعض العرب
تارة , والروم تارة أخري , ولكنه أخفق في مساعيه , ومات في أنقره .

وامرؤ القيس من أقدم الشعراء الذين وصلت إلينا أخبارهم , وهو شاعر
وجداني , وانصرف في شعره إلي الغزل والنسيب والوصف , ولاسيما
وصف الطبيعة , وله شعر يسير في الرثاء والهجاء . وأشهر شعره معلقته
التي ذكر فيها الأطلال , فكان أول من وقف واستوقف , وبكي واستبكي
وتغزل بابنة عمه فاطمة , كما وصف الليل والفرس والصيد , وكان صادقا
في كل ما قال .

وهذه أبيات مختارة من معلقته تلك :

قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل بسقط اللوي بين الدخول فحومل
كأني , غداة البين , يوم تحملوا لدي سمرات الحي , ناقف حنظل
وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول ؟

أفاطم , مهلا , بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل ؟
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدر , لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزن أحراسا إليها ,ومعشرا علي حراصا لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفصل
فقالت : يمين الله , مالك حيلة وما إن أري عنك الغواية تنجلي
مهفهفة بيضاء , غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل
وفرع يزين المتن , أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل
تضئ الظلام بالعشاء , كأنها منازة ممسي راهب متبتل
إلي مثلها يرنو الحليم صبابة إذا ما اسبكرت , بين درع ومجول
تسلت عمايات الرجال عن الصبا وليس فؤادي عن هواك بمنسل

[هيثم الفقى]

شكرا أ. صفاء على هذه المعلومات القيمة والأبيات الشعرية المختارة البليغة