دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 33

الموضوع: من روائع الكتب .... كتاب الإسلام السياسي والمعركة القادمة

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58 رائعة من كتاب في الحب والحياة



    أنت لا تحس بالفانلة على جسمك إلا فى اللحظة التى تلبسها .. و فى اللحظة التى تخلعها .. أما فى الساعات الطويلة بين اللحظتين .. و هى على جسمك فأنت لا تحس بها ..
    إنها على جسمك .. تلامس جلدك و تلتف حول صدرك و ظهرك و ذراعيك و لكنك لا تحس بها و لا تشعر بوجودها .

    و المرأة بالمثل تحس بها و أنت تشرع فى الزواج منها فى فترة التعارف و الخطوبة و كتب الكتاب و شهر العسل .. فإذا لبستها تماما كالفانلة و أحاطت بصدرك و ذراعيك فقدت الشعور بوجودها .. و أصبحت مثل قطعة أثاث فى البيت تدخل كل يوم لتجدها فى مكانها .. مثل المنظر تطل عليه من نافذتك يثيرك للمرة الأولى ثم يصبح عاديا ثم تنساه تماما ...
    و تظل المرأة منسية كالفانلة .. حتى تأتى اللحظة التى يدب فيها الخلاف بينك و بينها و يتأرجح الزواج على هاوية الطلاق و تبدأ فى خلعها كما تخلع فانلتك .. و فى تلك اللحظة تعود للشعور بها بعنف و ترتجف من خشية فراقها .

    إن الزواج الذى يسمونه الزواج السعيد .. الزواج الذى يدوم فيه الوداد و تنتظم فيه العلاقة بين الزوجين فى سياق رتيب هادىء .. يفتر فيه شعور كل واحد بالآخر و ينطفىء الوهج من قلب الاثنين ..

    ما السر ؟ ..
    السر فى كيمياء الأعصاب ..

    إن أعصابنا مصنوعه بطريقة خاصة .. تحس بلحظات الانتقال و لا تحس بالاستمرار ..
    حينما تفتح الشباك فجأة تسمع دوشة الشارع تملاء أذنيك ..
    ثم تخف الدوشة شيئا فشيئا حينما يستمر صخبها فى أذنك ..
    و حينما تركب الأسانسير تشعر به فى لحظة تحركه .. و فى لحظة توقفه .. أما فى الدقيقة الطويلة بين اللحظتين فأنت لا تشعر به لأن حركته تكون مستمرة ..

    و حينما تنظر للشمس لأول مرة تغشى عينيك و لكنك حينما تتعود عليها تبحلق فيها دون أن تتأثر ..

    و حينما تعيش متمتعا بصحة مستمرة لا تحس بهذه الصحة .. و لا تتذكرها إلا حينما تمرض.

    و حينما تدخل السجن تفقد وزنك فى الشهور الأولى ، لأنك تحس بالفارق بين هواء الحرية و هواء الزنزانة .. ثم تتعود على الزنزانة فتفقد إحساسك بضيقها .. و تبدأ تأكل بشهية و تسمن ..

    إن الدوام قاتل الشعور .. لأن أعصابنا عاجزة بطبيعتها عن الاحساس بالمنبهات التى تدوم ..
    نحن مصنعون من الفناء .. و لا ندرك الأشياء إلا فى لحظة فنائها ..
    نشعر بثروتنا حينما تفر من يدنا ..
    و نشعر بصحتنا حينما نخسرها ..
    و نشعر بحبنا حينما نفقده ..
    فإذا دام شىء فى يدنا فإننا نفقد الاحساس به ..

    * * *

    كيف تحافظ الزوجة على زوجها و تجعل حبه يدوم ؟ ..

    لا توجد إلا وسيلة واحدة .. أن تتغير .. و تتحول كل يوم إلى امرأة جديدة .. و لا تعطى نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها ، و تنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها .. و تفاجئه بألوان من العاطفة و الاقبال و الادبار لا يتوقعها .. و تحيط نفسها بجو متغير .. و تبدل ديكور البيت و تفصيله .. و ألوان الطعام و تقديمها .
    على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ..
    و على الزوج أن يكون فنانا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبا متجددا ..
    عليه أن يكون جديدا فى لبسه و فى كلامه و فى غزله .. و أن يغير النكتة التى يقولها آخر الليل .. و الطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع .. و يحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجىء بها زوجته كل لحظة ..

    * * *

    و زمان كانت الزوجة تتطوع بالرضا بالزوج على أنه قسمة و نصيب و تحبه كما تحب أمر الله .. و كان الزوج يتزوج ليعيش .. و كان الزواج ينجح لأنه مدعم بإرادة إلهية أقوى من الحب و أقوى من السعادة و أقوى من كل شىء .. كانت الزوجة تحب زوجها طيبا و تحبه مجرما .. وتحبه مريضا .. و تحبه صحيحا ..
    و كان حبها فى الحقيقة تديناً و عقيدة أكثر منه حباً ..

    أما الآن فالزوجة تقرأ الصحف و تدخل السينما و تسمع الاذاعة و تطلب من زوجها غراميات متواصلة من نوع غراميات روك هدسون ..

    و لينجح الزواج لابد أن يكون الزوج بهلواناً .. و الزوجة بهلوانة .. ليضع الإثنان الشطة فى فطيرة الحب كل يوم ..

    و بالطبع الزواج الآن ألذ من زمان .. و لكنه متعب و يغور بمشاكله ..

    و أنا أفضل زواجا أستريح فيه على زواج أتشقلب فيه كل يوم لأحرك أعصاب زوجتى و أحافظ على حبها .. و أجدد شهيتها نحوى ..
    أفضل أن تحبنى زوجتى فى تدين .. فأكون ربها و رجلها و بيتها و حياتها .. و يدوم حبنا لأنه عقيدة و إيمان قبل أن يكون حبا ..

    لكن فين أيام زمان .. هذه أحلام ..
    ليس أمامنا الآن فى هذا الجيل من البنات العفاريت .. غير ألاعيب روك هدسون ..
    ليس أمامنا غير أعصاب زوجاتنا و تقديم المشهيات العاطفية من كل لون .. لنحتفظ بهن .. و ليحتفظن بنا ..

    Dr. Mostafa Mahmoud

    مقال : أســــرار الشـــعور
    من كتاب / في الحب و الحياة
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58 رائعة من كتاب .... الشيطان يحكم


    احترم كل شيء مهما صغر شأنه،

    الطفل، والحشرة، وزبّال الطريق، وجرسون المقهى، وبهلوان السيرك، ومن لا حيلة له أو صولجان في يده،

    فالله وحده يعلم من في الغد يكون في يده الصولجان.

    Dr. Mostafa Mahmoud
    كتاب : الشيطان يحكم .
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58 رائعة من كتاب القرآن كائن حي



    وتضيع عظمة الدين في طوفان هذه النظرة الضيقة المتعصبة ..

    بل قد يطلع علينا شيخ يشتم العلم ويشتم كل من يفسر القرآن بالعلم .. وينادي بفصل الدين والعلم ..

    ويقول بأن القرآن كتاب عقيدة وتشريعات أزلية و وصايا خلقية .. ولا يصح ولا يجوز الربط بينه وبين معارف علمية زائلة فانية !

    بل قد نسمع من الشيوخ من يأمرنا بالتسليم الإيماني في قضايا الدين .. وينهانا عن الخوض بالجدل العقلي ..

    وينسى هؤلاء أن جوهر ديننا هو العلم والعقل .. وأن الله قال لنبيه "وجادلهم بالتي هي أحسن". وأن خواتيم أكثر الآيات .. لعلهم يعقلون .. لعلهم يتفكرون .. لعلهم يتدبرون ..

    Dr. Mostafa Mahmoud
    كتاب / القرآن كائن حي .
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58


    جوتاما بوذا .. المعلم و الحكيم و الفيلسوف ، الذي ظهر في سيلان منذ أكثر من ألفي عام ليهدي الناس إلى سبل السعادة و يدلهم على طريق الخير تحول الآن إلى أسطورة و لغز .
    و لو سألت الآن أحد اليابانيين : ما هو بوذا لوجدت أجوبة بعدد من تسألهم .. فالبوذا هو أنا .. و البوذا هو أنت .. و البوذا عو الوردة .. و البوذا هو هذه العصا .. و البوذا هو الحقيقة ، و البوذا هو السر .. و البوذا هو شيئية أي شئ ، و البوذا هو جوهرك .. و البوذا هو العدم .. و البوذا هو الذي لا تعبر عنه كلمة .. و البوذا هو الذي ليس كمثله شئ .
    و يقولون لك ادخل في " الزن " ZEN و أنت تعرف ، فإذا سألتهم : و ما هو الدخول في " الزن " ؟ قالوا : فقط اجلس جلسة هادئة ، و أغلق عينيك ، و أسكت صوت خواطرك و رغباتك ثم تخطى نفسك و علمك و عملك و حظك و جاهك و كل متعلقات هذه النفس وأطماعها .. ثم تجاوز هذا كله فتصل إلى الراحة و إلى السكون المطلق و إلى الفراغ و إلى الصفر .. فذلك هو بوذا ، و ذلك هو حقيقة كل شئ فأنت الآن تلامس جوهر الوجود و أنت تلامس حقيقة جميع الموجودات فتلك حقيقة الوردة و الثمرة و الميكروب والعصا والكلب والشجرة والنجم و شكسبير ..
    و أنت الآن قد أصبحت ذلك الفراغ الملئ ، فأنت الآن كل هؤلاء .. و هم جميعا أنت .. أنت الصفر و اللانهاية .. و أنت الآن أدركت و عرفت فالزم ، فلا بوذا هناك و إنما نفسك في إطلاقها و تجردها و شمولها محيطة متحدة متوحدة مع الكل.
    و لهذا يقول العارف منهم : هناك بوذا لمن لا يعرف بوذا .. أما الذي يعرف فليس عنده بوذا .
    أنت تحتاج للبوذا حتى تنتزع شوكة نفسك ، فإذا انتزعتها فقد انتزعت البوذا معها .
    و يقول لك العارف :
    قبل الدخول في "الزن" تبدو لك الوردة وردة ، والعصا عصا ، فإذا دخلت في "الزن" لا تعود الوردة وردة ، و لا العصا عصا ..
    فإذا خرجت من "الزن" عادت الوردة وردة والعصا عصا .
    و حالة الصفر أو حالة "الفناء" يسمونها "النرفانا" هي منتهى أمل البوذي .. و هي غاية السعادة والسكون الداخلي الذي لا تزلزله الزلازل و لا تحركه النوازل .
    فإذا قلت له : كيف يكون الصفر هو الحقيقة , و كيف يكون الفناء هو الغاية التي يسعى إليها العازف ؟! قال لك تخيل الزمن ..
    تخيل عمرك الذي تعيشه .. إنه ماض انتهى ، و مستقبل لم يأت بعد .. و بينهما نقطة افتراضية بين امتدادين .. لكن هذه النقطة أو الواقع الذي نقتتل عليه والذي ما يلبث أن ينصرم و يزول و يصبح شبحا خاويا في برواز قديم اسمه الماضي .. و كل بكائنا و كل اهتمامنا مشغول بهذا الصفر .. بهذه الدوائر الفارغة .. و إذا أدركنا هذا فسوف نستريح ، و ينتهي بكاؤنا و تجف دموعنا .
    و إذا أدركت أن منتهى الامتلاء هو منتهى الخواء فأنت البوذي الواصل و قد عرفت فالزم .
    و لكي يصدمك و يوقظك من غواشي الحس .. و غرور العقل الذي يحجبك فإن البوذي العارف يفاجئك بامثال هذه الأسئلة المحيرة .
    _ ما صوت يد واحدة تصفق ؟
    _ ما شكل وجهك قبل أن تولد ؟
    _ ما حقيقة البوذا في كلب ؟
    و يقرعك على ظهرك بمقرعة مثلما يقرع الطبيب المولود عند ولادته لكي يأخذ أول شهيق و يدخل الهواء رئتيه ، فهكذا يفعل بك لتصحو و تولد من جديد .
    فإذا انفجر عقلك من التفكير دون جدوى و دون أن تجد جوابا شافيا على أسئلته قال لك .. ادخل في "الزن" .. تجاوز عقلك و نفسك وحواسك و اخرج من هذه المحارة التى تسجنك تصل إلى الحقيقة .. إن كلاما يخرج من شفتين باليتين محدودتين لن يكون إلا هراء .. فالحقيقة لا يمكن التعبير عنها بكلام و لا بحروف .. إنها إشراقة واستنارة باطنية تضئ وجودك كله .
    و طائفة "الزن" تعود في أصلها إلى "كاشابا"
    و "كاشبا" .. هو أحد تلاميذ بوذا .
    و تحكي القصة أن جوتاما بوذا وقف ليلقي آخر دروسه على تلاميذه .. و لكنه لم يتكلم و ظل صامتا ثم اكتفى بأن يقدم وردة ..
    و تساءل التلاميذ عن المعنى الذي قصده بوذا ما عدا كاشابا فإنه ابتسم .. فقال بوذا : " هو ذا أحدكم استطاع ان يفهم ما لا يمكن التعبير عنه بكلام .. و هو ذا يقوم من بعدي فيعلمكم " .
    و هكذا بدأت طائفة "الزن" و طريقها الصمت والسكون والتأمل
    و ليس لهذه الطريقة كتاب و لا تعاليم و لا تسابيح و تكاد تكون ضد النطق بأنواعه و تكاد تكون ثورة على ابتذال الحقيقة بالكلمات .
    و لكن البوذية الأولى التي جاء بها بوذا منذ أكثر من ألفي عام كانت أبسط من ذلك بكثير.
    إن جوتاما بوذا الذي كان الابن المدلل لعائلة ارستقراطية ..
    والذي ضاقت نفسه بالترف الفارغ ، فترك قصر أبويه ، ولبس الخرقة و هام في الغابات بحثا عن الحقيقة .. قد ظل يسعى في الأرض و قد طوى بطنه على الجوع .
    و تحت شجرة و قد بلغ منه الصيام كل مبلغ ، أشرقت عليه الحقيقة و أدرك طريق السعادة الحق في قمع نفسه ، و كبح رغائبها .. فإذا سكتت الرغبة و خرست الشهوة و انتهى الطلب .. سكت اللهاث المجنون و انتهى الألم ، و انفتحت في القلب أبواب الحكمة .
    النفس الراغبة الشهوانية هي الحجاب ، و سبب التعاسة و الألم ، فإذا تجاوزتها و تخطيتها و بلغت غايه الراحة والسعادة .
    تلك كانت تعاليم بوذا .. و ذلك كان طريق الفضيلة بالنسبة إليه .
    و لم يبلغنا الآثار الباقية عن بوذا أنه تكلم عن إله أو آخرة أو حساب أو روح أو غيب ، و مع ذلك فهو في أكثر أقواله يتكلم عن "الواحد"
    فلماذا كان البوذا يعني بالواحد ؟!
    بعد أن انطوت آلاف السنين على تلك الاقوال والسير من تحريف و إضافة و تعبير .. لا يتبقى لنا إلا ما يتداوله البوذيون من تراث .
    و هم يقولون في هذا التراث إن بوذا لم يكن يعتقد في ثنائية خالق و مخلوق .. و إنما اعتقد دائما في واحدية تقول " بأن الخالق هو عين المخلوق كلاهما واحد "
    الله هو الكل .. هو مجموع السماوات و الأرضين و ما عليهما و ما بينهما .
    يقول ذلك الواحد في أبيات غريبة من الشعر :
    " إذا ظن القاتل انه قاتل
    و ظن القتيل أنه قتيل
    فإنهما لا يدريان ما خفي من أساليبي
    حيث أنا الصدر لمن يموت
    و حيث أنا الذراع لمن يقتل
    و حيث أنا القاتل و القتيل و السكين
    و حيث أنا كل شئ حتى الموت نفسه .. "
    و تلك هي وحدة الوجود الهندية التي تجعل من الله و مخلوقاته شيئا واحدا .
    و لم يكن هذا ما جرى على أقوال الحكيم بوذا ، بل إن البوذية انقسمت في اليابان وحدها إلى ثلاث عشرة شعبة .
    و لم تكن "الزن" إلا واحدة من هذا الشعب .
    و "النتو" .. هى شعبة أخرى .. و للــ "شنتو " في عاصمة اليابان القديمة 1500 معبد بوذي
    و طائفة "الشنتو" يؤمنون بالروح ، و يقدمون لها القرابين و يطلبون منها العون و الهداية و للروح كهنة و خدام .
    و في كل معبد كاهن خاص يلجأ إليه المواطنون ليقرأ لهم طالعهم .
    و لا نفهم ما هو الروح المقصود ، و كيف و متى خرج هذا الروح من عباءة بوذا .
    و طائفة ثالثة .. تؤمن بالآخرة و البعث و بعالم من الفردوس ينتهي إليه الناس .. كل الناس .. بعد أن يتطهروا و تكتمل نفوسهم .. و يؤمنون برب واحد .. هو " أميدا بودا " .. هو الله النور و الحياة .. و هي طائفة حديثة خرجت إلى النور منذ 800 سنة .
    و سبيل النجاح والهداية لكل إنسان في هذه الطائفة أن يتوكل على " أميدا بودا " .. و يطلب العون والقوة ..
    و يقولون إن "أميدا بودا " هو نفسه بوذا بعد ان تخطى مرتبة البشرية ثم عاد فتجاوز مرتبة الكينونة و أصبح في الإطلاق و التجريد لا سبيل إلى الوصول إليه .
    و لكنه من فرط حبه أرسل رحمت المهداة " بودا سافتا" .. ليكون الواسطة بينه و بين كل المخلوقات ليأخذ بيدها جميعا إلى مراقي الفردوس الأعلى .
    يقول مستر " سوجيتا " و هو رجل أعمال ياباني : إن طريقة "الزن" تحتاج إلى وقت و لا أحد يفهمها و لا تلائم هذا العصر .. و لكن ديانة " الأميدا بودا " يفهمها الكل .
    و في اليابان 20 مليونا من أتباع " الأميدا بودا" و يسمون مذهبهم "طريق الفردوس " Pure Land Sect ..
    و طائفة رابعة هي طائفة " سوكا جاكاي " .. أو البوذية الجديدة .. و هي طائفة ترفض الغيبيات و ترفض التفلسف و ترفض الغموض .. و معابدها عمارات مبنية على أحدث الطرق العصرية و تعمل بالأزرارو الإلكترونيات .. و دينها التخلق بمكارم الأخلاق و لا شئ سوى ذلك .
    و طوائف أخرى و أخرى ..
    و أفكار بلا عدد ..
    و طرائق تتشعب إلى أهداف و إلى نقيضه .
    و أسأل نفسي : ترى لو بعث بوذا حيا و ذهب إلى اليابان .. هل يتعرف على البوذا هناك .. و هل يعرف كل منهما الآخر ؟!
    و هل نتعرف نحن أهل الأديان السماوية على ملامح مشتركة بيننا و بين هؤلاء .
    وهل يقف أهل الأديان السماوية على أرض واحدة .. برغم تقادم العهد ، و كثرة التحريف و انقسام الأديان إلى عشرات الملل و النحل ؟!
    نعم .. برغم ما طرأ على الوحي الذي تلقاه الأنبياء من تحريف ، و رغم الفتن و الإنقسامات ، فإن الدارس للأديان دراسة مقارنة يشعر بالأرض المشتركة التي يقف عليها كل الأنبياء .
    إنهم جميعا اتفقوا على الحض على مكارم الأخلاق ، و الأمر بالمعروف و قمع الشهوات .. و تكاد تكون ألواح الوصايا واحدة في الجميع .
    و كلهم تكلموا عن الواحد .. و إنما اختلفت الروايات عن هذا الواحد بسبب تقادم العهد و التحريف .
    و كلهم اتفقوا على أن جهاد النفس هو السبيل الموصل إلى المعرفة و الاستنارة و سكينة القلب .
    و كلهم قالوا بالبعث و حياة الآخرة ، حتى ديانات الفراعنة والديانات الوثنية .
    و كلهم سلكوا بالتصوف على نفس الدرب .. بالصوم .. و الصمت .. و الخلوة .. و التأمل .. و رياضة النفس على الصبر و الحلم و كظم الغيط و تحمل المكاره و الزهد في الخسائس .
    و كلهم كانوا طلاب علم و طلاب حق و طلاب عدالة .
    و برغم ما فعل الزمن بالتواريخ والسير والكتب و الأقوال ..
    فإن الأصابع جميعا كانت تبدو أنها تشير إلى شئ واحد .. إشارة مرتعشة أحيانا .. و لكن دائما إلى نفس الاتجاه .
    و كأن الكل يقول : هو ..
    أحيانا بالإشارة ..
    و أحيانا بالعبارة ..
    و أحيانا يختلط الـ "هو " بالـ "أنا "
    و أحيانا يتحد الاثنان في وجدان صوفي محموم فيصير النبي في نظر اتباعه إلها، و المخلوق خالقا .. و تلك خطايا المغالاة التي تؤدي بأصحابها إلى الكفر .
    و لكن أهل البصائـــر سيرون نور البدر ، برغم السحب و برغم الغواشي و برغم الاختلاف .
    و لهذا جعل الله القرآن كتابا مهيمنا على جميع الكتب لأنـه وحده المحفوظ برحمته فهو المرجع عند الاختلاف و به تمت الكلمة .
    "و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
    ( 82 _ النساء )
    ألم يقل الله لنبيه : " و لقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك " ( 78- غافر )
    فما أكثر الرسل عبر التاريخ مما نعرف و مما لا نعرف و لكن ما أكثر ما تعرضت كلماتهم للتغيير والتحريف .. وصدق الله العظيم .
    ..
    -- د. مصطفى محمود || كتاب : السؤال الحائر
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58 رائعة من كتاب الإسلام ما هو


    إبك ما شئت من البكاء

    فلا شيء يستحق أن تبكيه لا فقرك ولا فشلك ولا تخلفك ولا مرضك،

    فكل هذا يمكن تداركه أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك،

    فإن ضيعت إلهك فلا شيء سوف يعوضك، وكل أحلام الشعراء لن تغنيك شيئا.

    Dr. Mostafa Mahmoud

    كتاب: الإسلام ما هو
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58


    إن المؤمن لا يفرح لكسب ولا ييأس على خسران ..

    وإذا دهمه ما يكره قال في نفسه:

    ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون )

    والله عنده حكيم عادل رحيم لا يقضي بالشر إلا بسبب ولحكمة أو لفائدة واستحقاق عادل.

    ~~

    من كتاب / علم نفس قرآني جديد
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58


    ذلك هو الحب فى كلمة واحدة :

    التناسب : تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات ..

    ~~

    من كتاب / أناشيد الإثم و البراءة.
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58



    وقفت أمام قبر الرسول الكريم مُنكس الرأس حياءً و قد هَرَبَت مِني الكلمات ..
    كُلّي حياء منك يا رسول الله ..
    أحسنت التبليغ عن ربك وما أحسنّـــا .. وأحسنت النصح لأمتِكَ وما نصحنـــا .. وحملت كتابك بقوة وما حملنـــا .. وانتصرت للحق وما انتصرنـــا ..
    واكتفى بعضنا بلحيته ، وقال هي سنَّتَك .. وقصّر البعض جلبابه ، وقال هو أمرك .. واستسهلوا السهل ، وخانوا الأهل ، واكتفوا من الدين بقشرته ، ومن الجهاد بسيرته .. وقعدوا وقعدنا معهم ..
    ورَكِب أكتافنا الدون والسُوقة ورِعاع الناس وشذاذ الآفاق ، وسفحوا دماءنا واستباحوا أرضنا وشتتوا شملنا .
    يا شفيع العالمين وجاه الضعفاء والمنكسرين ، إشفع لنا عند ربك لعله يتوب علينا ويرضَى .. فقد وعَدَنا ووعده الحق أننا سندخل المسجد كما دخلناه أول مرة ، وسندمر كل ما رفعت إسرائيل من بناء ، وكل ما شيَّدَت من هياكِل .. فلا توبة لنا إلا بتوبته ، ولا رضا إلا برضاه ..
    ولا مدخل إلى شفاعته إلا من بابِك ، ولا قُربَى إلا من رِحابك .
    ادع لنا ألا يطول علينا الليل وألا يدركنا الويل .
    والسلام عليك يا محمد وصلــوات اللــّــه عليك يوم وُلِدتَ ويومَ مُت ويومَ تُبعَثُ حيّا .
    والسلام على الكِرام البررة .. سادة البشر وأئمة الدنيا .. أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ .. والنجوم الزواهر من صحابتك الذين عاشوا تحت ظلال السيوف ..
    وادع لنا نحن جندك في مصر الذين قلت عنّا :
    أننا خير أجناد الأرض ، وأننا في رباط إلى أن تقوم الساعة ..
    أن نكون عند حسن ظنِك .. وأن نكون مصداقاً لنبوءتك وآية لرسالتك .
    والسلام عليك إلى يوم يقوم الأشهاد .

    Dr. Mostafa Mahmoud
    مقال : أمام قبر الرسول
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58



    رضاء الضمير مستحيل ،

    وفي اللحظات التي يخيل إليك أن ضميرك رضي عنك .. ل

    ا يكون في الحقيقة قد رضي و إنما يكون قد مات ...

    -- د. مصطفى محمود || كتاب : الأحلام --
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    1,353

    Icon58 رائعة من كتاب: سواح فى دنيا الله



    يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك، ولسانك هو الذي يهوي بك الي الهاويه او يصعد بك الي اعلي عليين،

    انت ماتقول وانت ماتفعل،

    انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك، وتشهد قيامتك قبل قيامتك، وتعلم ساعتك قبل ساعتك.

    Dr. Mostafa Mahmoud

    كتاب: سواح فى دنيا الله
    Never blame anyone in your life.
    Good people give happiness,
    Bad people give experiences,
    Worst people give a lesson,
    Best people give memories.

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة وعظة ......من كتاب روائع من التاريخ العثماني
    بواسطة ايمان السيد في المنتدى الدراسات العليا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-27-2011, 04:59 PM
  2. كتاب صيد الكتب
    بواسطة أمين المكتبة في المنتدى كتب وتعليقات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-15-2011, 10:35 AM
  3. الحزب الوطني يعلن مشاركته في الانتخابات البرلمانية القادمة
    بواسطة هيثم الفقى في المنتدى أخبار تهمك
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2011, 06:36 PM
  4. كتاب : موسوعة روائع الشعر العربي
    بواسطة هيثم الفقى في المنتدى القصة والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2009, 12:42 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •