ينص القانون على أن الأبناء مسؤولون عن تلبية "الحاجات الروحية" لوالديهم

ينص قانون جديد يدخل حيز المفعول في الصين الإثنين على ضرورة أن يقوم الأبناء بزيارة والديهم للإطمئنان عليهم والا تعرضوا للغرامة أو السجن.
ويهدف القانون الجديد، المعروف ياسم "قانون حقوق كبار السن"، إلى حل مشكلة الوحدة التي يعاني منها الكهول وذلك من خلال إجبار الأولاد والبنات على عيادة والديهم.
وينص القانون على أن الأبناء مسؤولون عن تلبية "الحاجات الروحية" لوالديهم، وينهاهم عن "إهمال أو صد كبار السن."

ولكن العديد من مستخدمي الانترنت في الصين يتسائلون عن كيفية تطبيق هذا القانون، خصوصا وأنه لا يتطرق إلى عدد المرات التي ينبغي للأولاد زيارة والديهم فيها والفترات التي يجب أن تفصل بين الزيارات، إذ لا يقول إلا انه "على الأولاد الذين يقيمون في مناطق بعيدة أن يزوروا والديهم باستمرار."

ويقول المحامي زانغ يان فينغ إن القانون عبارة عن "رسالة تربوية" للمجتمع كما يمكن استخدامه اساسا لاقامة الدعاوى القانونية.

ويقول زانغ "من الصعب تطبيق هذا القانون، ولكنه ليس بالمستحيل. فلو أقيمت دعوى بالمحكمة استنادا لهذا القانون فمن المرجح أن تحل بالتراضي، ولكن أذا لم يتسن ذلك فإنه من الممكن أن تجبر المحكمة الشخص المعني على زيارة والديه لعدد محدد من المرات كل شهر. واذا امتنع عن ذلك، فبمقدور المحكمة تغريمه أو أيداعه السجن."

ولكن لا يبدو أن الكثير من الصينيين يخشون أن ينتهي بهم الأمر خلف القضبان في حال تقاعسهم عن زيارة والديهم، إذ يقول أحد مستخدمي خدمة (سينا ويبو) المرادفة لتويتر "من ذا الذي لا يريد أن يزور والديه باستمرار؟ ولكن ما هو تعريف "باستمرار"؟ وما هي الجهة التي ستشرف على العملية؟"

ومضى للقول "كلنا نعز والدينا، ولكن احيانا ليس لدينا الوقت الكافي لعيادتهم بسبب ضغوط الحياة وظروف العمل. نحن لا نريد أجرا مقابل زيارة والدينا، ولكن هل يعطوننا الوقت اللازم لذلك؟"

يذكر ان كيفية التعامل مع الكهول تعتبر مشكلة متنامية في الصين، إذ تشير الاحصائيات الرسمية إلى ان 178 مليونا من سكان البلاد تجاوزوا الستين عام 2010، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030.

ويزخر الاعلام الصيني بالمواضع التي تحدث عن الإهمال الذي يعاني منه كبار السن، فقد صعق كثيرون للنبأ القائل إن جدة في إقليم جيانغسو جنوبي البلاد تبلغ من العمر 91 عاما طردتها زوجة ابنها من المسكن بعد أن طلبت منها صحنا من الأرز.

ولكن هذه القصة وغيرها لم تقنع غالبية الصينيين بضرورة تأييد القانون الجديد، إذ يقول أحد مستخدمي (سينا ويبو) "الأواصر الأسرية يجب أن تبنى على المشاعر التلقائية، ومن المضحك ان يجري التحكم بها بقانون."

المصدر
بي بي سي - بكين