انتهت الجهات الأمنية المختصة في الرياض من صياغة قانون جديد يطبق بموجبه نظام "الشرطة المجتمعية" في كافة مناطق البلاد، وبحسب وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز فإن النظام الجديد يهدف إلى "تعزيز علاقة رجال الشرطة مع مؤسسات المجتمع الأخرى خاصة الأسرة".

ويطبق نظام الشرطة المجتمعية في عدد من الدول العربية، ويهدف إلى خلق حالة من التعاون بين رجال الأمن ورجال الفكر والثقافة والمربين بهدف خلق حالة ثقافية من الأمن الاجتماعي، خصوصا في الجرائم ذات العلاقة بالممارسات الأخلاقية والسلوكية مثل تعاطي المخدرات والانحراف، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية-2008.

ويتضمن النظام الجديد للشرطة المجتمعية في السعودية، افتتاح مركز للشرطة المجتمعية في كل حي سكني أو في أي تجمع سكاني ليتولى حفظ الأمن بالتعاون مع السكان في مختلف الأحياء والتجمعات.

وستعمل الشرطة المجتمعية المزمعة في السعودية على حل المشكلات الفردية والصراعات، واستحداث وتطوير آليات تكوني أصدقاء الشرطة والعمل التطوعي، وتثبيت القيم الإيجابية في المجتمع ومحاربة العادات الضارة. وبحسب مراقبين فإن ذلك الدور كانت تقوم به الهيئة الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي طالما عرفت باسم "الشرطة الدينية" في السعودية، ولم يستبعدوا أن تكون الشرطة المجتمعية بديلا مستقبليا عن هيئة الأمر بالمعروف.

ويمتلك رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية صلاحيات أمنية، تصل إلى حد الاعتقال في حال شك رجال الهيئة في سلوك أي شخص في مكان عام. ويثير دور رجال الهيئة جدلا واسعا في البلاد، ونفذ هؤلاء عمليات اقتحام لأوكار "فساد"، كما تعرف، وأدت تلك الاقتحامات لوقوع قتلى وجرحى.

ومن المقرر أن يعقد مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني ومساعده لشؤون التخطيط والتطوير اللواء سعد الخليوي مؤتمرا صحفياً غدا الثلاثاء للإعلان عن تطبيق نظام الشرطة المجتمعية في المملكة وآلية تنفيذه وضوابط آلية التعاون مع المواطنين والمقيمين لضبط الأمن في الأحياء والتجمعات السكنية.

يذكر أن المديرية العامة للأمن العام أعلنت في وقت سابق وعلى لسان مساعد المدير العام لشؤون التخطيط والتطوير اللواء سعد الخليوي، عن قرب الانتهاء من مشروع وصفه بـ"المهم"، تدور فكرته حول كيفية جعل رجل الأمن السعودي إيجابيا في تعامله مع الجمهور، حيث أقر مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير، بوجود جفاء في العلاقات التي تربط بين رجال الأمن وعامة الجمهور، كانت مسيطرة على المشهد المجتمعي منذ فترة من الزمن، إلا أن الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية منذ 12 مايو 2003، ساهمت في إزالة هذه الفجوة.