فإن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليدل الناس
على الإسلام الذي هو أكمل الشرائع ، وأمره
أن يقاتل الناس حتى يدخلوا في الإسلام ويلتزموا طاعة الله ورسوله
ولم يؤمر أن ينقب عن قلوبهم ولا أن يشق من بطونهم ، بل يُجرى
عليهم أحكام الله في الدنيا إذا دخلوا في دينه ، ويجرى أحكامه
في الآخرة على قلوبهم ونياتهم ، فأحكام الدنيا على الإسلام
، وأحكام الآخرة على الإيمان .
ولهذا قبل إسلام الأعراب ، ونفى عنهم أن يكونوا مؤمنين
، وقبل إسلام المنافقين ظاهرًا ، وأخبر أنّه لا ينفعهم يوم القيامة
شيئًا ، وأنّهم في الدرك الأسفل من النار .
فأحكام الله تعالى جارية على ما يظهر للعباد ما لم يقم دليل
على أن ما أظهروه خلاف ما أبطنوه .
اسم الكتاب
جريمة الردة



للتحميل إضغط هنا
شاركوا معنا فى نشر العلم
شارك بنشر كتاب