أفاد ناشطون بوقوع قصف مدفعي في حيي باب السباع والمريجة في حمص في حين سمع دوي انفجارات في المنطقة. كما قتل 14 شخصا على الأقل السبت برصاص قوات الأمن, بينهم ستة في مدينة القامشلي أثناء تشييع جنازة المعارض السوري الكردي مشعل تمو، الذي اغتيل الجمعة في المدينة نفسها.

فقد سقط 14 قتيلا برصاص الأمن السوري في عمليات أمنية وأثناء تشييع جنائز من قتلى الجمعة، وبينها جنازة المعارض السوري الكردي مشعل تمو في القامشلي شمال شرق البلاد.

وقد تعرض مشيعون لإطلاق الرصاص في حمص وفي دوما بريف دمشق، بينما شهدت حماة وبلدات أخرى عمليات أمنية بالتزامن مع أنباء عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في إدلب.

وحسب الهيئة العامة للثورة السورية، قتل ستة مدنيين في تشييع المعارض تمو الذي اغتيل الجمعة في مدينة القامشلي على يد مسلحين مجهولين، كما قتل أربعة آخرون في ريف دمشق، اثنان منهم أثناء تشييع جنازة في دوما، في حين قتل الثالث -وهو من الضمير- تحت التعذيب، وفقا لنشطاء أشاروا أيضا لمصرع ثلاثة أشخاص في حماة، اثنان منهم في قرية جبرين بريف حماة إثر اقتحامها فجرا من قبل قوات الجيش، إضافة إلى مقتل شخص برصاص قناصة في حمص.

وقد تحولت جنازة المعارض تمو إلى مظاهرة حاشدة ضمت نحو خمسين ألف مشارك حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وطالبت بإسقاط النظام. بينما ذكرت لجان التنسيق أن مدينة القامشلي وغيرها من البلدات أغلقت بعد الإعلان عن إضراب عام حدادا على تمو.

وكان تمو (53 سنة) قد لقي مصرعه على أيدي أربعة مسلحين مقنعين في القامشلي، حيث أصيب ابنه وإحدى ناشطات حزب المستقبل الكردي الذي يتزعمه.


جنازة مشعل تمو تحولت لمظاهرة حاشدة (الجزيرة)

مظاهرات حاشدة
وقد شهدت بلدات مثل عفرين وكوباني بريف حلب وعامودا بالحسكة مظاهرات حاشدة تنديدا باغتيال تمو، كما خرجت مظاهرة في قنينص بمدينة اللاذقية الساحلية تنديدا باغتيال المعارض الكردي السوري رغم الحصار المشدد عليها، وفق ما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.

وقد خرج أهالي الدرباسية في محافظة الحسكة في مظاهرة منددين بمقتل تمو، حسب صور نشرت على الإنترنت. كما نشرت أيضا صور لشبان يسقطون تمثالا للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة ردا على اغتيال تمو.

وقد حملت اللجنة الإعلامية لاتحاد تنسيقيات شباب الكرد الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية اغتيال مشعل تمو، وهو موقف تبنته الهيئة العامة للثورة السورية، كما استنكر المجلس الوطني السوري المعارض حادث اغتيال تمو والهجوم الذي تعرض له البرلماني السابق رياض سيف في حي الميدان بدمشق، واتهم الحكومة السورية بالضلوع في أعمال انتقامية ضد مناوئيها.

واتهمت الولايات المتحدة نظام الأسد باغتيال المعارض الكردي، وندد غاي كارني -المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما- بقتل تمو، وكذلك ضرب الناشط السوري رياض سيف، قائلا إن ذلك "يثبت مرة أخرى أن وعود نظام الأسد بالحوار والإصلاح فارغة".

من جانبها قالت السلطات السورية إن مسلحين مجهولين قاموا باغتيال تمو أمام منزل أحد أصدقائه في القامشلي. وفي نقلها للحادث، قالت وكالة الأنباء السورية إن "سيارة سوداء كان بداخلها أربعة مسلحين أطلقوا النار على المعارض تمو، مما أدى إلى استشهاده وإصابة ابنه بجروح".

عمليات أمنية
وفي التطورات الأخرى قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على مشيعين في حي باب السباع بمدينة حمص وسط البلاد، مما أسفر عن إصابة طفل يبلغ من العمر 13 عاما. كما قتل شخص في منطقة دير بعلبة بحمص برصاص قناصة، وفق المصدر نفسه.

وفي دوما بريف دمشق قتل شخصان عندما أطلق الأمن الرصاص على مشيعين لجنائز من قتلوا الجمعة في المدينة. كما جرت اعتقالات على الهوية في الكسوة والسيدة زينب بريف دمشق، وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وقد شهدت مدينة حماة وريفها عمليات أمنية السبت أوقعت قتيلين في قرية جبرين، كما قتل شخص في مدينة حماة، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن وما يعرف بمليشيات الشبيحة طوقت حي الفراية في المدينة، فيما أشارت لجان التنسيق إلى محاصرة المدينة بأكثر من مائة من المصفحات والحافلات مليئة بأفراد الأمن، وسط إطلاق نار كثيف قرب دوار الأربعين والقصور وجسر المزراب وجبرين.

وطبقا للجان التنسيق أيضا، اقتحمت قوات من الجيش بلدة سراقب في محافظة إدلب شمال غرب البلاد.


الجيش يواصل عملياته بالمدن والبلدات السورية (الجزيرة-أرشيف)
قطع واشتباكات
وفي تطور متصل أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات من الجيش السوري قامت فجر السبت بقطع الطريق الدولي بين حمص ولبنان. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات عسكرية توجهت إلى قرى جوسية والنزارية بعشرات المدرعات والسيارات، حيث أغلقت الحدود مع لبنان.

في غضون ذلك تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات في جسر الشغور بمحافظة إدلب بين كتيبة أبو بكر الصديق المنشقة وقوات من الجيش النظامي، وبثت فيديو على الإنترنت يوثق الاشتباكات.

وجاءت هذه التطورات بعد جمعة دامية قتل فيها عشرون شخصا جراء تدخل قوات الأمن السورية مدعومة بمليشيات الشبيحة لاحتواء المظاهرات الحاشدة، التي خرجت الجمعة في مختلف بلدات ومدن البلاد تحت شعار "المجلس الوطني يمثلني" دعما للمجلس الذي بات عنوانا للثورة السورية التي تتواصل منذ مارس/آذار الماضي.

جاء ذلك رغم فرض قوات الأمن حصارا على المساجد في بلدات ريف دمشق, من بينها عرطوز وحرستا, بينما انشق عسكريون في بلدة مسرابا واشتبكوا مع الأمن وفقا لموقع الثورة السورية. وقال ناشطون إن الأمن اعتقل إمام مسجد يدعى أسامة عكر في معضمية الشام بالمحافظة نفسها.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D...2D663773D1.htm