[frame="15 98"]

وبذلك يكون
حسن الظن بالله

من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم
برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه
فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .
وقد ذم الله في كتابه
طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه
وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم
فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأصحابه في غزوة أحد :

{ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } (آل عمران 154)
وقال عن المنافقين والمشركين :
{ الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }( الفتح 6)




فالمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء
فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى
لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد
بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة
وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء

وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر
فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا
ولذلك جاء في الحديث
( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه
فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه
موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له
لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد
فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه
فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب
ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ..


فاللهم اجعلنا نحسن الظن فيك
ولا نكون من المغرورين الذين يتكلون
على عفوك ولا يعملون
ولا من أصحاب الأماني الجوفاء
الذين يقولون :
نريد الجنة ولا يقدمون ثمنها من البذل والإنفاق في سبيلك



اليوم مع كل عبادة من ذكر ودعاء وقراءة قرآن
وسجود وصيام وقيام وبر وصلة أرحام واجتهاد :
تذكروا

جنة حسن الظن

وتعالجوا بها من رياح الإحباط
التي عكرت صفو الإيمان بفعل أولياء الشيطان .




أخوانى .. وأخواتى

تذكروا :
إنها أوقات ثمينة فلا ترضَ
بالدنية واغتنمها قبل أن تنقضي .
استدرك ما فاتك
وأحسن الظن بالله

وكما قال رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام -
( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة )
رواه الترمذي

وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه
وحسن الرجاء فيما عنده ..

فعطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه
ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله
فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه ..

انتهى ..
منقول بتصرف ..


[/frame]