بغـــــــــــــداد


مدي بساطي واملئي أكوابي وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد منذ طفولتي شمسان نائمتــــــان في أهدابي
لا تنكري وجهي فأنت حبيبتي وورود مائدتي وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسفينة متعبا أخفي جراحاتي وراء ثيابــــــي
ورميت رأسي فوق صدر أميرتي وتلاقت الشفتان بعد غياب
أنا ذلك البحار ينفق عمره في البحث عن حب وعن أحباب

بغداد طرت على حرير عباءة وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشه والفجر عرس مآذن وقباب
حتى رأيتك قطعة من جوهر ترتاح بين النخل والأعنـــاب
حيث التفت أرى ملامح موطني وأشم في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبـــدا فكل سحابة بيضاء فيها كبرياء سحابــــي
إن النجوم الساكنات هضابكم ذات النجوم الساكنات هضابي

بغداد عشت الحسن في ألوانه لكن حسنك لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي فهواك لا يكفيه ألف كتــاب
يغتالني شعري فكــل قصيدة تمتصني تمتص زيت شبابي
الخنجر الذهبي يشرب من دمي وينام في لحمي وفي أعصابي

بغداد يا هزج الخلاخل والحلى يا مخزن الأضواء والأطياب
لا تظلمي وتر الربابة في يدي فالشوق أكبر من يدي وربابي
قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتي وحبيبتي تبقين بعــــــد ذهابي