اسم البرنامج: بانوراما
تقديم: منتهى الرمحي
تاريخ الحلقة: الأربعاء 7/1/2009
ضيوف الحلقة:
مارك رغيف (ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية)
حنا عميرة (منظمة التحرير الفلسطينية)
أسامة حمدان (عضو المكتب السياسي لحركة حماس)
- ما فرص التسوية في غزة في ضوء موافقة أهم الأطراف الدولية على المبادرة المصرية وإعلان إسرائيل وحماس دراستها؟
منتهى الرمحي: أهلا بكم معنا إلى بانوراما الليلة. هذا العنوان هو محور حلقتنا. لكننا نتوقف أولا مع موجز بأهم الأنباء.
[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: أهلا بكم من جديد. بعد مرور 24 ساعة على إطلاق المبادرة المصرية للتوصل إلى هدنة دائمة في قطاع غزة يبدو أنها بدأت تلقى التأييد من قبل أطراف دولية فاعلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي أعلنت مساء اليوم أنها منفتحة على هذه المبادرة وأنها تريد المزيد من التفاصيل، وحضت وزيرة الخارجية الأمريكية على ضرورة التوصل بشكل عاجل لوقف دائم لإطلاق النار استنادا إلى المبادرة المصرية. من جهتها أعلنت السلطة الفلسطينية ترحيبها بالمبادرة التي ستكون محور محادثات بين الرئيس الفلسطيني والمصري يوم الجمعة المقبل من أجل وضع الآليات الضرورية لتنفيذها. ومن الجانب الإسرائيلي أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع أن إسرائيل سترسل غدا إلى القاهرة المستشار السياسي للوزير إيهود باراك للبحث في إمكان التوصل إلى هدنة في المعارك في غزة، وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق أنها ما زالت تدرس المبادرة المصرية وهو الموقف نفسه الذي أعلنته حماس. فما هي حظوظ تطبيق هذه المبادرة؟ وهل ستقبلها حركة حماس؟
المبادرة المصرية وموقف حماس منها
رندا أبو العزم: أصبحت المبادرة المصرية المدعومة من فرنسا والولايات المتحدة وبحسب الرئيس الفرنسي ساركوزي هي أول بصيص أمل لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة. المبادرة أطلقها الرئيس حسني مبارك من شرم الشيخ بحضور الرئيس الفرنسي في نهاية جولته التي بدأها بمصر. هذه المبادرة مكوّنة من ثلاث نقاط رئيسية، تتضمن دعوة إسرائيل والفصائل الفلسطينية لإيقاف إطلاق النار لفترة محددة تتيح فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية وتتيح لمصر مواصلة تحركها للوصول إلى إيقاف شامل ونهائي لإطلاق النار، دعوة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى محادثات لمعالجة أسباب وجذور التصعيد، وضمانات كفيلة بعدم تكرار التصعيد وتأمين الحدود وإعادة فتح المعابر، تشديد دعوة الفصائل الفلسطينية إلى الحوار.
وحيد عبد المجيد: كل من الطرفين حتى إعلان هذه المبادرة لم يكن لديه وسيلة للخروج. هذه المبادرة تقدم هذه الوسيلة الوحيدة المطروحة حتى الآن والوسيلة الوحيدة العملية، وبالتالي إذا حدث رفض من أحد الطرفين أو من كليهما فسيكون بهدف الحصول على مزيد من المكاسب وليس رفضا مطلقا.

رندا أبو العزم: الرئيس الفرنسي الذي دعم هذه المبادرة أكد ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل وإيقاف الصواريخ مقابل إيقاف العدوان الإسرائيلي وانسحابها من غزة، وصرح أن وفدا أمنيا سيبحث مع وفد مصري المشكلات الأمنية في إشارة إلى اتهامات إسرائيل بتهريب السلاح عبر الأنفاق من مصر إلى غزة.

أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام): الأنفاق تجارة رابحة الآن، وفرضت إسرائيل هذه التجارة الرابحة، لأن إسرائيل في حصار على أهل قطاع غزة. احتياجات البشر لا تتناسب طرديا مع ما يتم من مؤن عن طريق المعابر، خلق حاجة إلى ظهور التهريب ومحاولة تخطيط الأنفاق. إذا تم إنهاء الحصار الأنفاق دورها ينتهي عمليا.
وحيد عبد المجيد: نود أن نعرف أن هناك مبالغة شديدة في موضوع الأنفاق فيما يتعلق بالأسلحة، الأنفاق ليست هي الوسيلة الأساسية لتهريب الأسلحة.

رندا أبو العزم: إسرائيل من جانبها أعلنت إجراء مفاوضات مع الجانب المصري وأقرّت هدنة لثلاث ساعات لتأمين وصول المساعدات الإنسانية وهو ما اعتبرته فرنسا خطوة أولى إيجابية. إسرائيل التي رحبت بالمبادرة لم توقف عدوانها وتقوم الآن بالتفاوض حولها، أما حماس فما زالت تدرسها، ويبقى عامل الوقت المفتوح ضاغطا على الطرفين. رندا أبو العزم – العربية - القاهرة.

منتهى الرمحي: معنا من القدس مارك رغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية. أهلا بك معنا سيد مارك. وقبل أن نبدأ بالحديث عن المبادرة المصرية والجهود الدبلوماسية بشكل عام، إذا كان من الممكن أن تكون مفيدة نتحدث عن التطور في رفح، الجيش الإسرائيلي ينذر في منشورات سكان المنطقة الحدودية في رفح بالإخلاء، إخلاء المنازل ويمهلهم ساعات، ويحصل في نفس الوقت قصف عليهم. أولا إخلاء إلى أين؟ أين ممكن أن يلجأ سكان رفح في مثل هذه الحالة؟
مارك رغيف: إن فكرة إرسال الرسائل والمنشورات للمدنيين هي جعل المدنيين يغادرون المنطقة بأسرع ما يمكن، لأنه هناك عملية عسكرية مستقبلية مقبلة. وبالتالي هذه الضربات كانت تستهدف الأنفاق الموجودة على الحدود لأنها كانت تستخدم في تهريب السلاح، ولا نريد أن نرى الفلسطينيين المدنيين يعلقون في وسط الاقتتال. حماس لا يهمهم أن يهددوا أرواح الفلسطينيين وأن يكونوا وسط هذا القتال، وبالتالي حماس هم انتحاريين وهذا أمر مؤسف ونأسف له جميعنا.

منتهى الرمحي: طيب أين يمكن أن يذهب سكان رفح عندما يأمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء المناطق ويحدد لهم ساعات محددة للإخلاء ويكون القصف في نفس الوقت؟ أين ممكن أن يذهب هؤلاء السكان؟
أين يذهب السكان تنفيذا لأمر الإخلاء؟
مارك رغيف: أنا أفهم أن هذا صعب، وبالتأكيد من الأفضل أن نحذر الناس بأن عليهم المغادرة من أن نتركهم هناك إذا كانت هناك فعلا ستتم عملية عسكرية مستقبلية لا نريد أن المدنيين يتأذّون في هذه العملية العسكرية إذا حدثت. ومرة ثانية أنا أؤكد أن حماس هي التي ستتسبب بالمشاكل وستقاتل حتى آخر روح في غزة، وهي تأسر كل سكان غزة ضمن هذه الأجندة، أجندة الكراهية الانتحارية التي لا تعد بمستقبل مشرق لا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين ولا لغيرهم.

منتهى الرمحي: يعني إسرائيل تعلم أنه لا مكان لهؤلاء الآلاف ليذهبوا إليه ومع ذلك تحذرهم عن طريق المنشورات، يعني هل التحذير رفع عتب؟
مارك رغيف: أعتقد أننا نريد أن نرى المدنيين يغادرون منطقة المعارك والاقتتال، هذا ما نريده، ولا نرى الأبرياء يعلقون في هذه المعارك بين جنودنا ومقاتلي حماس. أنا أعرف أن هناك مشكلات وصعوبات لسكان غزة لكنني أود أن أذكرك وأذكر المشاهدين أنها ليست إسرائيل الذي انتهكت التهدئة والتي أعلنت علنا بفخر واعتزاز أن التهدئة انتهت، بل هي حماس، وأود أن أذكركم أيضا أنه على تلفزيونكم أن رئيس وزرائنا أعطاكم لقاء قبل يومين أو ثلاثة من هذه الأزمة، وقال أننا إذا كنا نرى هدوءا من غزة سنكون هادئين، وإن كان صمتا سنصمت، ولكن إن استمر إطلاق النار والصواريخ فنحن سنرد. حماس لم تسمع هذه الكلمات بل قامت بالتصعيد، تصعيد هذه الأزمة وهي المسؤولة عنها وكثير من الأبرياء يعانون لأن حماس هي التي وضعتهم في هذا الوضع ولا يكترثون بهذه المعاناة للشعب.

منتهى الرمحي: ممكن أنك أنت تقول أن إسرائيل لم تنتهك التهدئة، ولكن إسرائيل انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية بقصف مدارس، وإسرائيل تعرف أنها للأونروا وهناك لاجئون من مناطق أخرى ذهبوا إلى هذه المدارس، الآن عندما يطلب من سكان رفح إخلاء منازلهم وين ممكن يروحوا؟ إلى أين ممكن أن يذهبوا؟ وهل من مكان آمن أصلا في غزة لهم؟
مارك رغيف: هل لي أن أقول لكِ أنتِ طرحتِ مسألة مدارس الأونروا يوم أمس وهذا هو مثال على عمليات حماس، ما رأيناه أمس أكدته وسائل الإعلام المستقل وكثير من الصحف مثل نيويورك تايمز ووكالة الاسوشيتد برس الذين قالوا أن المناطق المحيطة والقريبة من المدرسة كان فيها ناشاطو حماس وكانوا يطلقون صواريخ، وبالتالي هذا ينتهك القانون الدولي وبالتالي حوّلوا منطقة المدرسة إلى ساحة معركة وهددوا أرواح اللاجئين وحوّلوهم إلى أدرع بشرية وهذا فيه انتهاك للقانون الدولي، وعندها لاموا إسرائيل عندما رددنا على إطلاق نارهم وفقا لقوانين الحرب، عندما يطلق عليك فأنت ترد بإطلاق النار. فحماس هي المسؤولة عن كل هؤلاء القتلى ونحن نعرف تحديدا ولدينا معلومات محددة مع حلفائنا وأصدقائنا أنه لم يوجد أي عضو من أعضاء حماس بين القتلى، كانوا يختبئون وراءهم وهم يقولون أن إسرائيل هي من ينتهك الحرمات ويقوم بالجرائم، بل هم من يفعلون هم ذلك هم لديهم سياسات تهدد عمدا هؤلاء الأبرياء المدنيين وسيقاتلون حتى مقتل آخر مدني، هذه هي شجاعتهم.

منتهى الرمحي: يعني أنتم وحلفاؤكم تعلمون أنه ما في ولا واحد من حماس من بين القتلى وأنت مصر أنه حماس كانت موجودة في المنطقة، ونحن شاهدنا كل الصور حتى من وسائل إعلام مستقلة ليس بالضرورة أن نستشهد بنيويورك تايمز أو اسوشيتد برس، شفنا صور لأطفال في الملاجئ قتلوا في هذه المدارس، الأونروا اعترضت عليها. أعود معك للموضوع الرئيسي الذي نستضيفك لأجله الليلة. هذه المبادرة المصرية هل ستجد النور؟ هل سترد عليها إسرائيل بشكل إيجابي؟
موقف إسرائيل من المبادرة المصرية
مارك رغيف: نحن نرحب بهذه المبادرة المصرية ونريد أن نقيم حوارا مع المصريين حول نهاية هذه المبادرة وكيف سيكون شكلها في النهاية. وهناك مبدئين أساسيين هما أننا نريد أن ننتهي بتهدئة حقيقية وليست وهمية، تهدئة تؤدي للسلام والهدوء لشعب جنوب إسرائيل ولشعب غزة، ونهاية لكل أعمال الاقتتال من غزة نحو إسرائيل. هذه هي الأسس المطلوبة للتهدئة. أما العنصر الثاني الضروري لوقف إطلاق النار الدائم هو أن حماس ببساطة لا يمكن أن نسمح لها بإعادة التسلح، إذا أعيد تسلحها سنسمح لتجدد مثل هذه الأزمة قبل ثلاثة أو أربع أو ستة أشهر من الآن، هذا ليس جيدا لا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين. ونحن نتحدث مع المجتمع الدولي لإيجاد وضع لا يمكن فيه أن تكون قادرة فيه حماس على استغلال التهدئة للحصول على سلاح من إيران وإطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل. هناك دعم عالمي ودولي لهذه الأهداف، هذه أهداف تحظى بدعم موسّع من المجتمع الدولي لا مزيد من الاعتداءات من الصواريخ ولا مزيد من التهريب للسلاح إلى حماس.

منتهى الرمحي: مارك رغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية شكرا جزيلا لك. الآن نتوقف مع الموقف الإسرائيلي من هذه المبادرة فقد أعلن اليوم أن إسرائيل سترسل غدا مسؤولا كبيرا إلى القاهرة لبحثها كما أعلن الرئيس شيمون بيريز أن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من التفاصيل لدرسها وتحديد موقفها منها. نتابع التفاصيل في التقرير التالي.

ريما مصطفى: المبادرة المصرية كانت على طاولة المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي اجتمع اليوم لدرس سيناريوهات مختلفة، وفي موازاة الرسالة الإسرائيلية أن إسرائيل تدرس المبادرة المصرية وافق المجلس على استمرار العملية البرية، البنود التي تخص وقف العنف ووقف تهريب الأسلحة من الحدود المصرية مع غزة تتناغم مع المصالح الإسرائيلية وهي التي وافقت عليها تل أبيب قبل أن ترسل مبعوثين لمصر لمناقشة تفاصيل المبادرة. أما فيما يخص فتح المعابر وإشراك حماس في الاتفاق فلا تبدو إسرائيل معنية، وعليه أعطت الضوء الأخضر لاستمرار العملية.
مارك ريجيف (متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية): أولا يجب وقف جميع أشكال العمل العدائي من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وثانيا لا بد من نزع سلاح حماس وهذا الأمر لا بد له من مساندة دولية.

شلومو غانور (محلل سياسي): التحليل هو أخذ المبادرة المصرية وتفكيكها إلى مراحل، والتحاور مع الأطراف ذات الشأن في كل موضوع وموضوع. نحن بصدد موضوع وقف تهريب الأسلحة والمواد القتالية إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية، فلذلك المفاوضات ستتم بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة.

ريما مصطفى: إسرائيل تحاول تخفيف الضغط الدولي عبر الإعلان عن دراسة اتفاقيات لوقف إطلاق النار من جهة وعن طريق هدنة إنسانية كما أسمتها إسرائيل توقف إسرائيل من خلالها إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يوميا لإدخال المساعدات الإنسانية. في رأي مراقبين إسرائيليين فإن إسرائيل تريد اتفاقا مركبا إقليميا ودوليا وكلما تأخرت في تركيب عناصر هذا الاتفاق قد ينبئ هذا بطول العملية العسكرية. ريما مصطفى- العربية - القدس الغربية.

منتهى الرمحي: من الجانب الفلسطيني أعلن السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرحب بالمبادرة المصرية لإنهاء الحرب في غزة، وأنه سيبحث في القاهرة آليات تنفيذها مع الرئيس المصري حسني مبارك. وأكد نبيل عمرو أن السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس يرحبان بالمبادرة التي أطلقها الرئيس مبارك الليلة الماضية بهدف وقف العدوان على غزة. معنا من رام الله حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. أهلا بك معنا سيد حنا. والمبادرة المصرية نفترض أن السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس وافقا على هذه المبادرة، هل يمكن أن تكون مؤثرة في قطاع غزة موافقة الرئيس والسلطة؟
الرئيس عباس يوافق على المبادرة المصرية
حنا عميرة: هناك نقاش حول هذه المبادرة لا يزال في بدايته، ولا تزال الأطراف المعنية بهذا الموضوع تدرس هذه المبادرة وخاصة حماس وهناك أيضا كما هو واضح من الموقف الإسرائيلي فإسرائيل ترحب بهذه المبادرة وإن كان ترحيبها مشروطا بمجموعة من الشروط التي قد تفرغ هذه المبادرة من مضمونها، وعلى الصعيد القيادة الفلسطينية، القيادة الفلسطينية أعلنت من البداية بأن الهدف الأساسي هو وقف هذا العدوان فورا، وإنقاذ قطاع غزة من حالة التدمير والقتل التي يتعرض لها. لكن هذا لا يعني أن وقف إطلاق النار أو ما يسمى بوقف إطلاق النار يعني أن يبقى الجيش الإسرائيلي على أرض قطاع غزة، يعني يجب أن يرتبط وقف إطلاق النار بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة إضافة إلى ذلك نحن لا نعتقد بأن المبادرة المصرية هي بديل لما قد ينتج عن مجلس الأمن من مشروع قرار جديد. نحن نريد ضمانات دولية تضمن تنفيذ أي قرار على الأرض، وهذا لن يكون إلا من خلال مجلس الأمن الدولي. نحن نعتقد بأنه يجب أن يكون هناك تواؤم وتوافق بين ما يطرح من مبادرات في المنطقة وبين ما يجري في مجلس الأمن.

منتهى الرمحي: يعني المبادرة المصرية وصلت للولايات المتحدة الأمريكية، الولايات المتحدة الأمريكية أعربت عن ترحيبها، ولكنها قالت أنها بحاجة للمزيد من الدراسة. مسألة الوقت ألا ترى بأنها مسألة حاسمة بالنسبة لقطاع غزة. هناك من يتهم مجلس الأمن بأنه يتلاعب بالوقت لإعطاء إسرائيل كل الفرصة لتنفيذ ما تريده من ضربتها على قطاع غزة، والحديث بدبلوماسية الآن عما يحدث في قطاع غزة يبدو من الرفاهية يعني.
حنا عميرة: طبعا إسرائيل تريد المزيد من الوقت. الولايات المتحدة لا تريد من مجلس الأمن أن يتدخل في موضوع قطاع غزة. وبالتالي يعني نحن نعتقد بأنه من الضروري أن يكون هناك وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. إسرائيل كما يقولون وهذا وهو واضح. إسرائيل تسعى لإنجاز إما في نطاق عملياتها العسكرية البرية أو عن طريق قرار أو صيغة قرار يصدر يلبي أهداف هذا التدخل العسكري. وبالتالي كلما أسرعنا في الوصول إلى قرار واضح وملزم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كلما كان هذا لصالح أهلنا في قطاع غزة، وأيضا يخفف من عمليات التدمير التي يعاني منها القطاع الذي تحول من سجن جماعي إلى مقبرة جماعية تقريبا، وهذا أمر غير محتمل، وأصبح.. ويجب على المجتمع الدولي أن يتدخل فورا من أجل وضع حد له.

منتهى الرمحي: الرئيس الفلسطيني سيكون في القاهرة يوم الجمعة لمناقشة آليات تنفيذ هذه المبادرة في حال موافقة الأطراف عليها طبعا يناقش هذا مع الرئيس المصري حسني مبارك. هل يمكن لهذه النقاشات أن يكون لها نتيجة عمليا إذا لم توافق عليها حماس وإسرائيل أولا؟
حنا عميرة: أعتقد أن الجانب المصري اهتم بأن يتصل مع الإخوة في حركة حماس من أجل النقاش أو أخذ موافقتهم على هذه المبادرة، وهي تأتي أيضا في إطار الحوار الذي سيتم مع الأخ الرئيس أبو مازن في نفس هذا الموضوع. وبالتالي الدور المصري هنا يلعب دورا هاما في تجميع المواقف حول هذا الموضوع ومن أجل الوصول إلى صيغة مشتركة تعكس الموقف الإسرائيلي الجماعي حول هذا الموضوع، وهذه إحدى القضايا التي الآن هي في طور النقاش من أجل أن يجري التوصل إلى صيغة مشتركة توافق عليها حماس وأيضا تنسجم مع الموقف الرسمي الفلسطيني.

منتهى الرمحي: الرئاسة المصرية تعتقد أنه يمكن أن يكون هناك اتفاق خلال أربعة أو خمسة أيام على مسألة إحكام السيطرة على الحدود كما ترى مصر، وأن هذا ربما يقود إلى انسحاب إسرائيلي في غضون ثمانية أيام. ونحن هنا ندخل في يعني مشكلة أخرى كانت سببا لخلاف حول الحدود وإحكام السيطرة عليها. هل تتوقع أنت، وأنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تخرج حماس من بعد كل هذه الخسائر.. بعد كل الخسائر في الأرواح بعد ما حصل لقطاع غزة أن تخرج خاسرة بالمطلق وأن ترضى بما كان مطروحا في المربع الأول من قبل المجتمع الدولي بالنسبة إلى الحدود وأن تعيد الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل القصف والعدوان الإسرائيلي عليه؟
حنا عميرة: ليس المطلوب أن تخسر حماس، أو أن يجري الاستمرار في هذه العمليات العسكرية حتى تدمير كل قطاع غزة. المطلوب هو أولا وقف هذا العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر. هذه القضايا قضايا مهمة. الآن إسرائيل كما هو واضح من الردود التي قدمها الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل تحاول أن تفرض شروطها على آليات تنفيذ المبادرة المصرية، وهي تحاول أيضا أن تفكك أو ما يقال تفكيك مراحل تنفيذ المبادرة المصرية.. هم يحاولون أن يجردوا هذه المبادرة من مضمونها الأساسي. ولهذا نقول أنه من الضروري أن تكون هناك ضمانات دولية للتنفيذ عن طريق مجلس الأمن..

منتهى الرمحي: وإسرائيل تقفز على المراحل يعني وتحرق المراحل في عملية المبادرة المصرية حتى مع عندما تتعاطى بشكل إيجابي مع المبادرة المصرية، فهي تريد ضمانات بأن لا يكون هناك سلاح عند حماس، أن لا تقوم حماس بالمقاومة في المستقبل، وأن تكون التهدئة نهائية يعني مدى الحياة. هل ممكن أن يحصل هذا؟ كيف يمكن صياغة هذه المطالب الإسرائيلية بمبادرة مفروض أنها توقف العنف أولا؟
حنا عميرة: هذا صحيح، لا يمكن أن يجري التجاوب مع كل المطالب الإسرائيلية. إسرائيل تتحدث عن تجريد حماس من السلاح، تتحدث عن إغلاق.. يعني عن إشراف إسرائيلي بشكل أو بآخر على فتح وإغلاق المعابر، وهذا كان في السابق ولم يثمر.. ولم يؤدِ إلى شيء، يعني نحن لا نريد إنتاج الحالة التي سبقت حالة العدوان الإسرائيلي الحالي، بمعنى الحصار المفروض على قطاع غزة كما كان أو بمعنى العمليات الإسرائيلية كما كانت، وبالتالي هنا يعني هذا يتطلب أن لا نكتفي فقط بأن يكون هناك أدوار عربية متفرقة، كان الحديث في مؤتمر وزراء الخارجية العرب على أن يجري الذهاب إلى مجلس الأمن، وإذا ما فشل موضوع مجلس الأمن أن تتم العودة من أجل عقد قمة عربية. الآن نسمع ونشاهد بأنه لا مجال لعقد قمة عربية وهذا أمر يؤسف له جدا، الموقف العربي يستطيع إذا ما اتحد واتفق على صيغة محددة، إذا ما توحد حول موقف موحد بوقف العدوان ورفع الحصار يستطيع أن يفرض شروطه، لكن إذا ما تفرق العرب وساهمت كل دولة.. استمعنا إلى العديد من المبادرات هناك مبادرة تركية هناك مبادرة سورية هناك مبادرة مصرية هناك.. نحن نقدر جميع هذه المبادرات، نحن نعتقد بأن كل النوايا صادقة من وراء طرح هذه المبادرات، ولكن الإسرائيلي موقفه موحد، ومن هنا فهو يستطيع من خلال تحالفه وتعاونه مع الولايات المتحدة الأمريكية أن يتملص من الكثير من القضايا والمواقف التي تتيح له حرية المناورة، تتيح له فرض الكثير من اشتراطاته، وهذا أمر يجب أن يتوقف. وأعتقد أن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل مثل هذه المواقف الإسرائيلية، لا يجوز.. لا يجوز أن نستمع قبل قليل إلى الناطق..

منتهى الرمحي: مع أنه مارك رغيف قال قبل شوي وسمعته معنا سيد حنا عميرة بأن المجتمع الدولي مؤمن بالأهداف الإسرائيلية من وراء ما يحصل في غزة، وهو يريد لإسرائيل أن تنفذ هذه الأهداف، عن أي مجتمع دولي يتحدث هنا باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية؟
حنا عميرة: هو يتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد، زيارة الرئيس الفرنسي إلى المنطقة.. يعني على سبيل المثال هم يتحدثون الآن في إسرائيل بأن الرئيس الفرنسي طرح عليهم مبادرة تختلف عن المبادرة التي طرحت في مصر، وبالتالي هم يعتقدون بأن إيفاد الآن عاموس جلعاد مستشار باراك إلى القاهرة هو من أجل أن يستوضح لماذا اختلف الموقف الفرنسي بين تل أبيب والقاهرة؟ وبالتالي هم يحاولون كما قلنا تفكيك هذه المبادرة بطريقة أو وضع آليات بطريقة تجردها من مضمونها، ومن هنا فإنهم.. يعني هم يعني كما هو واضح هم أولا يلوحون باستمرار العمليات العسكرية، هناك فيه وفد سيذهب للقاهرة لمناقشة هذه المبادرة، وفي نفس الوقت وفي نفس الساعة هناك إنذار لسكان رفح بالإخلاء من أجل تدمير منطقة الحدود أو احتلالها.

منتهى الرمحي: سيد عميرة لمن لا يعرف قطاع غزة، سكان رفح مع هذا التحذير الإسرائيلي الذي يسمى من البعض بأنه رفع عتب ربما من قبل إسرائيل، أين يمكن أن يذهبوا؟
حنا عميرة: لا مكان لهم للذهاب إليه سيبقون في العراء، هم طُلب منهم في البداية أن ينتقلوا إلى المدارس، والآن يُطلب منهم الإجلاء الكامل. فهذا يعني لا أحد يعرف أين. أنتِ سألتِ الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ولم يستطع الإجاب، هو يعتقد.. هو يقول أو يدعي بأن إخلائهم هو لعدم تهديد أرواحهم، ولكن إبقائهم أيضا في العراء هو يهدد أرواحهم، وبالتالي يعني هم لا يعطون أي اهتمام للقيم الإنسانية.. أبسط القيم الإنسانية لا تُعطى أي اهتمام.

منتهى الرمحي: ما بتعتقد سيد عميرة بأنه الأنفاق يعني ضُخم كثيرا؟ موضوعها، إسرائيل الآن تقول بأنها تستهدف رفح لأنها تريد تدمير الأنفاق، وهناك يعني من يدرك تماما أنه مسألة الأنفاق لو ما كان فيه حصار شديد على غزة بهذا الشكل وحالة التجويع على غزة كان الأنفاق ما كان مشروع رابح بالنسبة لقطاع غزة.
حنا عميرة: طبعا الحصار الذي فُرض على قطاع غزة هو الذي أنتج الأنفاق، لكن خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وعمليات القصف التي استهدفت محور صلاح الدين والقنابل الارتجاجية التي ألقيت بوزن طن كل قنبلة هذه هدمت العديد العديد من هذه الأنفاق، وكما هو واضح فإنه الآن إسرائيل تعد أيضا لاحتلال المنطقة، وأيضا هم إذا لم يحتلوا هذه المنطقة فهناك طلب من سلاح الهندسة الأمريكي بالدخول إلى هذه الأنفاق وتدميرها، يعني هناك محاولة كما قلنا لإعادة فرض حصار صارم على قطاع غزة، مع إشراف على المعبر الوحيد الموجود دون أن يكون هناك استعداد إسرائيلي لرفع الحصار أو فتح جميع المعابر.

منتهى الرمحي: سيد حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ضيفي من رام الله، شكرا جزيلا لك على المشاركة. فاصل قصير نواصل بعده بانوراما.
[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: أهلا بكم من جديد، قبل أن نواصل الحوار في المبادرة المصرية نتوقف مع هذه القراءة لموقف حماس من هذه المبادرة.
قراءة في موقف حماس من المبادرة المصرية
هدير الربيعي: المبادرة المصرية الفرنسية جاءت لاحتواء الموقف في قطاع غزة، وتضمنت أربع بنود رئيسية. الرئيس المصري دعا الأطراف إلى قبول وقف إطلاق نار فوري، ولغاية الآن فقد أعلنت حركة حماس على لسان مسؤوليها أنها تدرس المبادرة، أما إسرائيل فأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا يعبر بإيجابية عن الموقف تجاه المبادرة، وستوفد مستشاري أولمرت إلى القاهرة يوم الخميس. فيما وافقت السلطة الفلسطينية رسميا على المبادرة.

شملت المبادرة المصرية الفرنسية فكرة تأمين الحدود، ويجري الحديث عن تشكيل قوة مراقبين أوروبيين على الجانب المصري من الحدود، تضمن في المستقبل تدمير أنفاق التهريب بين رفح ومصر. وضمان عدم إقامة أنفاق بديلة وعدم تهريب السلاح إلى غزة. ويستبعد أن ترحب حماس بهذه الإجراءات ما لم تضمن وسائل بديلة عن إدخال الاحتياجات الإنسانية إلى القطاع وقت الحصار. لكن إسرائيل رحبت بهذا الاقتراح الذي يضمن وقف أي تهريب للسلاح إلى غزة، ولا يزال الغموض يحيط بتفاصيل هذه الفكرة، وإن كان مرجحا أن تتشكل قوة المراقبين من الأتراك لتمتع تركيا بثقة الأطراف المختلفة في هذا النزاع.
الأفكار المصرية الفرنسية تعيد الحياة إلى اتفاقية المعابر لعام 2005 التي تم التوصل إليها عقب انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من غزة، حماس تعلن أنها لا تقبل بالعودة إلى اتفاقية 2005 وتشترط غياب أي دور إسرائيلي، وضمان حقها في إدارة المعابر أو المشاركة في إدارتها. ومن أهم البنود التي تضمنتها المبادرة رفع الحصار المفروض على القطاع استجابة لمطالب فلسطينية، لكن التفاصيل بشأن مفهوم رفع الحصار غير واضحة، وهذا ما تطالب بتوضيحه حركة حماس كشرط لاتخاذ موقف، وجددت مصر دعوتها إلى الفصائل الفلسطينية كافة لاستئناف الحوار في مصر حول الوفاق الوطني. هدير الربيعي - العربية

منتهى الرمحي: معنا من بيروت أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أهلا بك معنا سيد أسامة. وحماس أعلنت أنها تريد دراسة هذه المبادرة المصرية، أي البنود مهتمة بها حماس مهتمة بمعرفة تفاصيل عنها أكثر؟
أسامة حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم، دعيني أشير أولا أخت منتهى إلى أنه هناك أكثر من فكرة مطروحة وأكثر من اقتراح، ربما حتى اللحظة هناك مبادراتين المبادرة العربية أو الاقتراح العربي والمبادرة المصرية الفرنسية، وهناك اقتراحات قدمت من جانب تركيا وبعض الأطراف الأوروبية التي تتصل بنا، ونحن في هذه اللحظة ندرس مجموع هذه الأفكار والمقترحات. وأود أن أشير بناء على ذلك إلى أننا نعتقد أن أي حل كي ينجح ينبغي أن يكون مبنيا على ثلاثة أسس واضحة، الأساس الأول ضرورة إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية فورا، ويشتمل ذلك علاوة على وقف العدوان سحب القوات الإسرائيلية والآليات الإسرائيلية، المسألة الثانية الإقرار بإنهاء الحصار فورا وبكل أشكاله على قطاع غزة، أما المسألة الثالثة فهي فتح كل المعابر بشكل طبيعي وعادي وفي مقدمها معبر رفح، ما لم تراعِ أي مبادرة هذه الأسس لا أعتقد أن هناك جدوى من دراستها والأخذ بها، وربما تكون مبادرة لا معنى لها لأننا نعتقد أنه كل القضية كانت هي معركة لكسر غزة بعد أن صمدت في وجه الحصار لمدة ثلاث سنوات.

منتهى الرمحي: طيب، فيه أشياء من هذا تضمنتها المبادرة المصرية منها إنهاء العملية العسكرية، واستُخدم تعبير وقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة. ثم الحديث عن إنهاء الحصار، لكن ما فيه توضيح لماهية إنهاء الحصار. أنا فقط أريد أن أخلص لك باختصار شديد ما قاله كان معي ضيفي في بداية الحلقة مارك رغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، عندما سألته عن المبادرة المصرية قال أن الجانب الإسرائيلي يدرس هذه المبادرة لأنه ما يهتم به الجانب الإسرائيلي هو إيجاد تهدئة مطلقة نهائية، منع حماس من الحصول على أي أسلحة في المستقبل، لأنه قال بحسب تعبيره أنه مش ممكن إذا بقيت الأسلحة لدى حماس ممكن بعد ست شهور أن تقوم إسرائيل بمثل هذا العمل، أو أن يكون الاشتباك بمثل هذه الطريقة. ثم قال أنه يجب أن تكون التهدئة حقيقية وليست وهمية، وحمّل طبعا حماس كل مسؤولية ما يحصل الآن في قطاع غزة، ما ذكرته حماس منذ بدء العمليات حتى الآن الثلاث نقاط واضحة، ما تريده حماس واضح. هل رأيتم في مبادرة المصرية أي من هذه النقاط يمكن تفعيله؟
أسامة حمدان: الحقيقة لم نرَ كل النقاط التي نريد هذا أولا، وثانيا هناك نقاط لا يمكن أن نقبل بها لا نحن ولا فصائل المقاومة، وقد كان هذا الكلام واضحا خلال حوار وفد الحركة مع اللواء عمر سليمان في القاهرة، وقد كان هذا اللقاء واضحا وصريحا جدا إلى أبعد الحدود، وتحدثنا فيه عن قرائتنا للذي يحدث، وقلنا وبوضوح أن هدف العملية العسكرية الإسرائيلية هو كسر إرادة المقاومة، وإقصاء المقاومة عن الساحة السياسية الفلسطينية للتمهيد لفريق التسوية كي يوقع اتفاقا كما يريده الإسرائيليون أيضا، ولإفساح المجال للبنية الأمنية التي يعمل الجنرال دايتون على إعدادها كي تأخذ دورها أيضا في غزة، هذه القضايا لن تكون مقبولة في أي حل لما يجري في غزة، وقلنا أيضا إن المقاومة قادرة على الصمود أكثر مما يظن الإسرائيلي، وأكثر مما يتوقع المراهنون على قدرة المقاومة وعلى قدرة العملية الإسرائيلية. نحن عندما نقول أن هناك بنودا غير مقبولة، فنحن نقول وبوضوح يفترض في مبادرة عربية أن تنحاز إلى الخيار الفلسطيني لا أن تراعي المواقف الإسرائيلية، نحن نلمس أن كل المبادرات التي تُطلق حتى الآن هي مبادرات تراعي الجانب الإسرائيلي أكثر مما تراعي المصالح والمطالب الفلسطينية.

منتهى الرمحي: يعني هل أفهم من هذا أن المبادرة المصرية مرفوضة، وأنتم ترون أنها يعني تتعامل مع الطرفين بنفس القدر ولا هي ليست منحازة للجانب الفلسطيني؟
أسامة حمدان: لأ أنا لم أقل أنها مرفوضة لأنني قلت من البداية نحن ما زلنا ندرس كل الأفكار، لكنني أعبر عن ملاحظات هذه يجب أن تكون واضحة ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

منتهى الرمحي: أهم شيء سيد أسامة حمدان كان عندكم تحفظات عليه ونقلتوها للجانب المصري في موضوع المبادرة أو حتى في الحديث مع عمر سليمان، ما هي أهم النقاط؟
أسامة حمدان: نحن قلنا وبوضوح لسنا بصدد البحث عن قضية مراقبين أو قوات دولية لأن هذه من شأنها أن تحمي الاحتلال، ولم تقدم يوما حماية للفلسطينيين. وإذا أراد المجتمع الدولي أن يوفر حماية للفلسطينيين فلتنسحب القوات الإسرائيلية من القدس ومن الضفة ومن غزة، ولتأتي قوات دولية لحماية الفلسطينيين وفق حدود الرابع من حزيران. أما الحديث عن تنازلات وتراجعات فلسطينية فهذا غير مقبول، هذه مسألة. المسألة الثانية الحديث عن ترتيبات طويلة هذه عبارات مبهمة لا يمكن القبول بها ولا يمكن الاقتناع بشروح شفوية لها، يجب أن يكون كل شيء واضحا. المسألة الثالثة نحن لن نقبل صيغا كالتي استخدمها الإسرائيلي دائما للإيقاع بالفلسطينيين اليوم المعادلة مختلفة، وهنا أود أن أشير إلى مسألة أرجو أن تكون واضحة. مشكلة التهدئة الماضية أن الإسرائيلي فهم شيئا من المصريين فيما قال لنا الجانب المصري شيئا آخر غير الذي ادعى الإسرائيلي أنه فهمه، ما جعل الإسرائيلي يخترق التهدئة عشرات المرات. نحن نتكلم عن إغلاق لمعابر القطاع لمدة 120 يوم من 180 يوم، نتكلم عن دخول للبضائع بنسبة تقل عن 15% من احتياجات غزة وفق الاتفاق، نتكلم عن أكثر من 53 عدوان، عن 28 شهيد و140 جريح، ونتكلم عن 19 حادث أصيبت فيها زوارق صيادين نتيجة البحث عن رزقهم في البحر، كل هذه الخروقات الإسرائيلية.. ورغم ذلك نحن احترمنا التهدئة، الجانب الإسرائيلي لم يعطِ الجانب المصري أي فرصة لإنجاح التهدئة، وعندما وصلنا إلى اقتراب مدة نهاية التهدئة كان التعليق الإسرائيلي أنه مستعد لإبقاء الأمور كما هي وهذا لم يكن مقبولاولن يكون مقبولا، لذلك نحن نشدد على ضرورة أن تكون أي حلول أو أي اقتراحات واضحة وتفصيلية وغير مبهمة، وأن تصب أيضا لمصلحة الفلسطينيين لأن الذي يدفع الثمن هو الفلسطيني، ولأن الذي يعاني هو الفلسطيني، ولأن الذي يصنع المعاناة هو الإسرائيلي، وبالتالي لا بد أن يُضبط هذا الإسرائيلي، لا أن يعطى مكاسب سياسية لمجرد أنه يحظى بدعم أمريكي أو ربما دولي.
حمدان: قبول عباس للمبادرة لا يعني شيئا لحركة حماس
منتهى الرمحي: طيب الرئيس محمود عباس أيضا أعلن موافقة السلطة على المبادرة المصرية ودعمها لهذه المبادرة المصرية، ماذا يعني لكم كحركة حماس موافقة رئيس السلطة الفلسطينية؟
أسامة حمدان: لا يعني شيئا لأنه ليس هو الذي يقاتل، وليس هو الذي يعاني بل إنه لم يكلف نفسه عناء الاتصال بغزة ليسأل عما يجري من أحداث على الأرض، وجه دعوة خجولة للقاء بعد سبعة أيام من المجزرة، وخرج علينا مساعدوه ومستشاروه ومعاونوه لانتقاد موقف الحركة واتهامها وتغطية العدوان الإسرائيلي على غزة، وبالتالي لا يعني موقفه شيئا بالنسبة لنا، علاوة على أن يوم غد هو اليوم الأخير له كرئيس للسلطة الفلسطينية وبعد ذلك لا يلزمنا موقفه ولا قراراته بشيء.

منتهى الرمحي: لكنه يدعو دائما للحوار ضرورة حوار الفصائل الفلسطينية، لأنه في كثير من المواقف العربية يعني حالة الانقسام العربي اللي صارت مع أزمة غزة عزاها الكثيرون إلى حالة الانقسام الفلسطيني، والمجتمع الدولي أيضا يتحدث دائما عن شماعة الانقسام الفلسطيني في أي أزمة داخلية، وحتى الآن في الأزمات مع إسرائيل، والرئيس عباس يدعو لهذا الحوار وهو دائما مستعد للدخول في حوار كما نسمع إعلاميا على الأقل وكما يتحدث بصراحة؟
أسامة حمدان: يعني الاحتجاج بالانقسام الفلسطيني حجة غير مقبولة ومردودة على أصحابها، القمة العربية عقدت بعد أقل من شهر من الوصول إلى اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس، ورغم كل الوعود التي قُدمت في القمة للدعم ولإسقاط الحصار لم يتحقق شيء من ذلك، ولم تكن هناك محاولات جدية لتحقيق ذلك مع الأسف. وبالتالي الانقسام الفلسطيني لم يكن مشكلة، الحصار على غزة بدأ منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات وعلى الضفة أيضا، وهذا يعني أن المشكلة لم تكن بالانقسام الفلسطيني لأننا كنا في ذورة عرس ديمقراطي ثم بدأ الحصار على الشعب الفلسطيني، الآن من يحاول أن ينسحب من دوره من القضية الفلسطينية فليس له أن يحتج بانقسامنا، يمكن أن يوجه لنا النصائح دون أن يقول أنه مستعد للفعل هذه من جهة. من جهة أخرى دعوات أبو مازن للحوار دعوات غير عملية، إذا أراد أبو مازن أن يحاور فليأتي ليحاور، إذا أراد أبو مازن أن يحاور فليجلس إلى طاولة الحوار. نحن وجهنا دعوة لم يكلف نفسه عناء حتى الرد عليها، عندما قلنا نحن ندعو قادة الفصائل الأول للاجتماع في أي مكان يتم الاتفاق عليه، لأننا لا نستطيع نحن والجهاد الإسلامي والقيادة العامة وغيرنا من الفصائل أن نذهب إلى رام الله، فليكن الاجتماع في مكان مناسب لبحث مسألة واحدة وهي سُبل مواجهة العدوان، كان هذا يمكن أن يكون فرصة لأبي مازن ليظهر اهتماما بالوحدة الوطنية الفلسطينية. يؤسفني أن أقول أنه لم يعلق حتى على الدعوة لا هو ولا أحد مساعديه، ما يعني أنه ليس جادا وإنما يوجه رسالة إعلامية في محاولة للخروج من المأزق الذي يشاهده ويراقبه الفلسطينيون كيف يتصرف رجل في موقع رئيس السلطة الفلسطينية.

منتهى الرمحي: أنت تحدثت قبل قليل عن تسعة يناير، هل ما زالتم تعتقدون بتسعة يناير اليوم الأخير في رئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوضع في الداخل كيف ممكن يصير، وما يحصل في قطاع غزة الآن هل من مجال للحديث عن هذا الشأن السياسي؟
أسامة حمدان: الحقيقة أننا أعلنا موقفا مبكرا حول هذه الموضوع، ولا أجد فيما حصل من أحداث وتداعيات وتطورات حتى اللحظة ما يدعونا لإعادة النظر أو التفكير في هذا الموقف.

منتهى الرمحي: بس مصرين أنتو عليه أنه تسعة يناير آخر يوم؟
أسامة حمدان: نعم.

منتهى الرمحي: طيب على الأرض الآن إسرائيل واضح أنها ما حصل اليوم بالنسبة لرفح وتحذيراتها بالمناشير للناس بالخروج من رفح، إسرائيل يبدو أنها مصرة على الذهاب إلى أبعد مدى في معركتها في قطاع غزة، وهي تقول أن هدفها واضح هو حركة حماس وصواريخ حركة حماس، حماس في مواقفها حتى اللحظة يبدو أنها مصرة على الاستمرار في الصمود وفي المقاومة على الأرض، كم ممكن أن يحتمل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟

منتهى الرمحي: يعني أولا أنا أعتقد أن إسرائيل بإلقاء المناشير تحاول أن تبرر جريمة جديدة، إسرائيل ارتكبت جريمة واضحة بقصف المدرسة يوم أمس، الأمم المتحدة أعلنت وبشكل واضح أنه لم يكن هناك مقاتلون لا في المدرسة ولا في جوار المدرسة، ولم تكن هناك أي عمليات إطلاق صواريخ حتى في محيط المدرسة الأبعد. وبالتالي من الواضح أن إسرائيل تعمدت قصف المدرسة لإيقاع هذا العدد من الخسائر، إضافة إلى ذلك في بيت حانون جرى قتل أطفال وهم نيام برصاص في صدورهم في كل صدر طفل رصاصة، وأظن أنك كإعلامية وشاهد العالم هذه الصور بشكل واضح، استهداف المدنيين بشكل فاضح من الجانب الإسرائيلي هو محاولة ضغط على المقاومة، وأنا أعتقد أن خلفيته الحقيقية نظرا لمعرفتنا بما يجري في الميدان هو محاولة للضغط على المقاتلين الذين لم تستطع إسرائيل اختراق صفوفهم أو كسر شوكتهم هذه مسألة. المسألة الثانية المنشورات التي وزعت في رفح هي محاولة لتبرير الموقف الإسرائيلي والضغط أيضا على المقاومين، نحن من جانبنا نقول وبكل وضوح العملية العسكرية الإسرائيلية لن تؤتي نتائجها لن تكسر المقاومة، صورايخ المقاومة لا زالت تصل إلى مدياتها التي وصلت إليها الآن، والمقاومة قادرة على أن تواصل إطلاق هذه الصواريخ رغم كل ما جرى ورغم ربما ما سيجري، ما أود أن أقوله هنا..

منتهى الرمحي: إذا التغيير في الواقع السياسي بعد العدوان على غزة كما يتحدث الكثيرون أنه فيه رغبة في تغيير هذا الواقع السياسي، أنت تقول بأنه لا يمكن أن يحدث حتى مع الخسائر في قطاع غزة.
أسامة حمدان: لن يحدث، وأنا أقول لك حجم الخسائر الذي وقع في قطاع غزة نحن نتحدث الآن عن ثلث الشهداء من الأطفال، وحوالي 15% من النساء ما يعني أن حجم الإصابات الأكبر هو في المدنيين بنسبة لا تقل عن 90% من الشهداء، بعد كل هذا الحجم من الدماء لا أظن أن طرف فلسطينيا سيبدي استعدادا للتنازل أمام الإسرائيلي هذا من ناحية، من ناحية ثانية..

منتهى الرمحي: سيد أسامة حمدان للأسف انتهى وقت بانوراما لهذه الليلة شكرا جزيلا لك وللحديث بقية طبعا.. السيد أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس يمكن يوم تسعة يناير نلتقي شكرا جزيلا لك، www.alarabiya.net دائما لمتابعة المزيد تحية لكم وإلى اللقاء.
http://www.alarabiya.net//programs/2.../09/63860.html