هدفها بنجاعة، إلا إذا وجهتأنظار الشرائح العريضة إلى عدو تتمكن من خلاله من بلورة إجماع على أولوية محاربتهعلى أي متطلبات أخرى. ليصبح مطية للتنصل من المسؤوليات الحقيقية لهذا النظام.ولننظرمثلا كيف استفاد النظام المغربي من مشكلة الصحراء باعتبارها بوابة استراتيجية علىحد ما أوحى به على الأقل الدكتور محمد معتصم في كتابه الحياة السياسية المغربية من 1962 إلى1992 مكنت النظام من تحقيق إجماع على كونها القضية الوطنية الأولى وبالتاليصرف مختلف الأحزاب عن التدخل في شتى الشؤون الداخلية والخارجية الحساسة (2) وبالمثلشكلت القضية الفلسطينية على مستوى العالم العربي اجمع المشجب الذي تعلق عليه مختلفأزماته ورهاناته. فالدعاية السياسية لصيقة دائما بإثارة الخوف وبالموت ماعدا فيحالة الحملات الانتخابية حيث يغلب عليها النمط الإعلاني الإشهاري الصرف، إلا أنهاسرعان ما تعاود تركيزها على إثارة المخاوف مع استئناف الحياة السياسية وبعيدالحملات الانتخابية وهو ما يملى تضحيات فردية وجماعية من لدن المواطنين، يستلبون منخلالها وتسلب منهم باسمها حقوقهم الاجتماعية الأساسية, فمكافحة الإرهاب صرفت أنظارالمواطنين الأمريكيين عن مطالبهم الاجتماعية وبررت في الآن نفسه مزيدا من استهدافشعوب العالم العربي والإسلامي، الشعب الأمريكي يمول الحرب والشعوب العربية تؤدىضريبة الهزيمة. لكن ماذا الآن عن المقاومة ؟ وكيف نميزها عن هذه الأنشطة المكناةإرهابية ؟ يمكن القول أن المقاومة هي جملة الأفعال الرامية إلى الدفاع عن حقوقمشروعة، وبطرق مشروعة إنسانيا وتعد الروح الجماعية التي تصطبغ بها هذه الأفعال وماتقابل به من تأييد شعبي، أهم سمة تميز المقاومة عن الأعمال الإرهابية، ذلك أن هذهالأخيرة تبادر إليها جماعات أو خلايا محصورة العدد، وعادة ما تكون نتيجتها عكسيةبحيث أنها من جهة تصبح مطية للنظام أو القوة المستهدفة لفرض مزيد من الإخضاعوالسيطرة، ومن جهة أخرى تروع المواطنين وتزيد من نفورهم وعزوفهم عن العمل أو الفعلالسياسي. فمثلا لا يمكن بتاتا أن نصطلح على العنف الذي تعرفه أو عرفته الساحاتالجامعية المغربية بالمقاومة بل هو عين الإرهاب، ذلك أن مثل هذه الأحداث لم ينجمعنها إلا نوعا من الصد النفسي والانكفاء على الذات لدى الطالب إزاء التفاعلالإيديولوجي، الذي كان يشكل بالفعل حافزا مهما لخوض الطلبة غمار التثاقف والتحاوروتكوين شخصياتهم السياسية والفكرية، عكس ما هو عليه الحال اليوم حيث بات التسطيحواللامبالاة من أهم عناوين الساحة الجامعية. وبالمثل نجم عن الإرهاب قانون مكافحةالإرهاب الذي صادر حتى الحق في التعبير عن السخط بعبارات تشيد أو تتمنى التغييرالعنيف...!