من هوالإرهابي

إذا كان جيل دولوز قد حدد وظيفة الفلسفة في نحت وبناءالمفاهيم، فإن مفهوم الإرهاب اليوم بات من أكثر المفاهيم تطلبا إلى التمحيص الفلسفيوالمساءلة النقدية، ذلك أن الدعوات التي أخذت تتعالى بضرورة إشاعة وإنعاش الفكرالنقدي لدى الأوساط الجماهيرية العريضة، بغية تقويض أشكال التفكير المتطرفةوالمولدة لجملة الأفعال المصنفة إرهابية، لم تشمل دعواتها هذه إعمال المساءلةالنقدية لمفهوم الإرهاب نفسه، بل انطلقت منه كمسلمة مسكوت عن ماهيتها الحقيقية. ولعل أنجع ما يمكن أن نستهل به مساءلتنا النقدية لهذا المفهوم خاصة بالشكل الذيباتت تلوكه به وسائل الإعلام هو أن الأمور تعرف بخواتمها. فلنتساءل من استفاد أكثرمن أحداث 11 سبتمبر بنيويورك؟ ومن استفاد أكثر من أحداث 16 ماي المغربية ؟ ومنالمستفيد من الأحداث الدموية المتتالية بالعراق اليوم؟[من صاحب هذاالرأي؟]



الارهاب وتطويق المقاومة السياسية

إنجملة هذه الأحداث قد خلقت ما يمكن أن نصطلح عليه بحالة الاستثناء وما تستتبعه منسياسات وقوانين الطوارئ على مستوى المنتظم الدولي بأسره، وهو ما مكن الطغمة النافذةسياسيا واقتصاديا وعسكريا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف حلفائها في شتىبقاع العالم المتقدم وأذنابها في المجتمعات الخائبة من تحقيق وربح مزيد من الأهداف :
  • إحكام السيطرة على العالم عبر دول أو بلدان ذات مواقع استراتيجية (العراقوأفغانستان...)
  • منح الأنظمة التابعة مشروعية جديدة – حفظ الأمن – خاصة وأنها باتت مهددةبمواجهة غليان شعبي تؤججه السياسات المملاة من طرف الصندوق والبنك الدوليين (تحريرالأسواق وخوصصة الأملاك العامة والتنصل من مهام الرعاية الاجتماعية...) وتجدرالإشارة هنا إلى نبوءة المهدي المنجرة بخصوص اندلاع انتفاضات شعبية عارمة.
إشاعة النمط الاستهلاكي الأمريكي عبر تنفير الجماهير من الأنماط الثقافية التيتظهر تميزا عنه خاصة النمط الأصولي وما يظهره من