والأمثلةالتي تدعم هذه النظرية كثيرة فيالتاريخ منها معركة اليرموك اذ كان العدو متفوقا على المسلمين من حيث العدد والعدة، حيث بلغ على حسب احدى الروايات مائة وعشرين ألف مقاتل من الروم مسلح بأسلحة حديثةكالمنجنيقات وقاذفات اللهب وغيرها ، وعدد المسلمين بضعة آلاف وعدتهم بدائية كالسيوفوالرماح , ومع هذا انتصر المسلمون على اعدائهم لتحقق القوة المعنوية وهي الإيمانبالله والتوكل عليه .

هذا هو المفهومالحقيقي للإرهابلكن أعداء الله وأعداء رسلهودينه من الصليبية الحاقدة والصهيونية المجرمة لمفهوم الإرهاب عندهم معنى آخرفمفهوم الإرهاب عند هؤلاء الكفرة هو :

الإسلام والجهاد والإرهابيون همالمسلمون المجاهدون , لأجل هذا اجتمع كفار الأرض قاطبة على حرب الإمارة الإسلاميةفي الأفغان بحجة محاربة الإرهاب , على الرغم من أنه لا يوجد دليل بل ولا قرينة تربطالعمليات التي جرت في أمريكا بهذه الإمارة الإسلامية ولا بأسامة بن لادن, والصليبيون والصهاينة يعلمون علم اليقين بأن العمليات التي جرت في نيويورك وواشنطنقامت بها عصابات صهيونية أو مسيحية متطرفة لكنهم رأوا النهضة الإسلامية فيأفغانستان وأرهبهم تطبيق أحكام الشريعة في تلك الإمارة فخافوا أن يتسع المدالإسلامي في الدول المجاورة للأفغان فقاموا بهذه الحملة الإرهابية التي استعملوافيها أنواع السلاحالمحرم دوليا كالقنابل العنقودية والقنابل الانشطارية وغيرهاالتي قتلوا بها الآلاف من المدنيين من رجال ونساء وأطفال , وإن كل من يعرف شدةعداوة الكفار للإسلام والمسلمين لا يستغرب ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وإنما الذي يستغرب وقوف كثيرينمن حكام العرب والمسلمين وبعض علماء المسلمين مع هؤلاء الكفرة وتأييدهم في حربهمللمسلمين في الأفغان من غير أن يقفوا على دليل يربط بين العمليات التي جرت فيأمريكا وبين حكومة الطالبان ومن غير أن يفهموا معنى الإرهاب الذي تعنيه أمريكاوزميلاتها في الكفر .

إن كل من يقرأ ما كتبتُه في هذا الموضوع يظن أن الهدفالوحيد للصليبيين في شن غاراتهم على الأفغان القضاء على الإسلام والجهاد فقط .. والواقع أن هذا هو الهدف الرئيسي لهم لكن هناك أهداف أخرى يهدفون إليها من وراء هذهالحملة منها طمعهم في السيطرة على المنشآت النووية في هذه المنطقة كالمفاعلاتالنووية في باكستان , لأن امتلاك المسلمين للسلاح النووي يعد خطرا عليهم ويهددمصالح الصليبية والصهيونية , وليس ببعيد عنا تدمير الصهيونية للمنشآت النووية فيالعراق وكذلك محاولتهم في الوقت الحاضر مع أمريكا بتدبير المؤامرة لضرب المفاعلاتالنووية الباكستانية .

ومن أهدافهم أيضا بسط النفوذ على حقول البترول فيآسيا الوسطى وغير ذلك من أهدافهم القذرة التي يريدون بواسطتها بسط نفوذهم علىالعالم , وإلا فالعالم مليء من العصابات الإرهابية المنظمة في أمريكا الجنوبيةكالعصابات المنظمة في البيرو والارجنتين وكلمبو وفي أمريكا الشمالية وفي أوربا فياسبانيا وإيطاليا وفي روسيا وفي غيرها , فلماذا لم يشنوا غاراتهم وحربهم على هذهالبلاد التي توجد فيها هذه العصابات الإرهابية المجرمة المنظمة .أما من ناحيةالارهاب الدولي فالصهيونية في فلسطين وأمريكا في افغانستان الصرب قبل ذلك فيالبوسنة والهرسك وكوسوفا .

هذا ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين للعمل بمافي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يجنبهم العمل بما يخالف تعاليم الشريعةالمطهرة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



كلمة المملكة العربية السعودية .دول عدم الانحياز.القمة الرابع عشر . كوبا- هافانا-السبت 23 شعبان 1427هـ الموافق 16 سبتمبر 2006

السيد الرئيس/

يسرني أن أتقدم لكم بخالص التهنئة لتوليكم رئاسة مؤتمر قمة عدم الانحياز. ونحن على ثقة بأن ما تتمتعون به من حكمة و خبرة و دراية سيقود مؤتمرنا هذا إلى ما نصبو إليه جميعاً. كما نود أن نعرب عن جزيل الشكر و التقدير لكوبا رئيسا وحكومة و شعباً و للمسئولين في العاصمة هافانا لاستضافة هذا المؤتمر وللتسهيلات الممتازة التي قدمت للوفود المشاركة. كما لا يفوتني أن أشكر حكومة ماليزيا على ما قدمته خلال فترة رئاستها لحركة عدم الانحياز و الانجازات المتميزة التي تمت خلال تلك الفترة.

كما يشرفني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية و تمنياته أن تكلل أعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح و التوفيق، مع تمنياته لفخامة الرئيس/ فيدل كاسترو بالشفاء العاجل.

السيد الرئيس/

لقد قامت حركة عدم الانحياز من أجل تجسيد مصالح العالم الثالث و وضع مبادئها في خدمة السلام العالمي و تحقيق أفضل الروابط و العلاقات بين دول العالم كافة انطلاقا من مبدئي المساواة و العدالة و من أجل مساندة الشعوب المستعمرة للفوز باستقلالها و نيل حق تقرير المصير. و حيث أن حركة عدم الانحياز ليست تكتلا دوليا يشارك بشكل أو بآخر في الصراعات و الصدامات بين الدول الكبرى، لذا التفت حولها شعوب و دول العالم النامي و يتزايد عدد اعضاء حركتنا بمرور السنين بعد أن اثبتت التطورات و الأحداث الدولية صلابتها و جدوى مبادئها وقدرتها على الاستمرار في أداء دورها و رسالتها.

فبعد مرور 45 عاماً على إنشاء حركة عدم الانحياز، تزداد الحاجة إلى التمسك بها و تفعيل دورها في عالم تبدو فيه الأوضاع الدولية و الإقليمية اليوم أكثر اضطرابا و العلاقات الدولية يسودها غياب العدالة و يشوبها انعدام التوازن ويحكمها مفهوم القوة و تجاهل القانون الدولي و عدم الاكتراث بقرارات الشرعية الدولية و تشويه مبدأ حق الدفاع عن النفس و استغلال مبادئ حقوق الانسان.

إن ما يتعرض له المجتمع الدولي من تحديات كثيرة و مصاعب شتى، أدت إلى انتهاج سياسة القوة و الإملاء في العلاقات بين الدول، و كان ذلك على حساب التوازن بين الحقوق و الواجبات و المسؤولية المشتركة مما تركت آثارها السلبية على أحداث العالم، فتبلدت المفاهيم و اختلفت الارتباطات و أصبح العالم مضطربا تنظمه قواعد
طارئة و توجهه اتجاهات عارضة و اتبعت المعايير المزدوجة. وكل ذلك أدى إلى تفشي ظاهرة العنف و ابتليت الانسانية بشيوع ظاهرة الارهاب التي لم يختص بها مجتمع دون آخر و هي ليست نتاج ثقافة معينة أو دين محدد، و إنما هي تعبير عنيف و تطرف، لا تحترم الانسان و حقوقه و المبادئ الانسانية التي نشأ عليها. و لهذا راح ضحيته الكثير من الأبرياء و دمر الكثير من الممتلكات. فبلادي كانت ضحية لهذه الظاهرة الخطيرة مثلها مثل كثير من الدول، و لكنها عقدت العزم على التصدي لها و محاربتها بشتى الطرق و السبل و التعاون مع الدول الأخرى و المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي هي غريبة على مبادئنا و أخلاق مجتمعنا مما استوجب معه تضافر الجهود الدولية للتصدي لها و التعاون في مكافحتها.

السيد الرئيس

لإن موقف المملكة العربية السعودية من الارهاب كان و لا يزال واضحا وموضوعيا و مسؤولا، فالمملكة ترفض الارهاب بجميع أشكاله، و تدين مظاهره و تتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على هذا الشر العالمي. و لقد أكدت المملكة العربية السعودية دعمها التام لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، و اتخذت الخطوات اللازمة لسد أي ثغرة قد تُستغل لغير الأعمال المشروعة. و نجحت في القبض على الكثير من الإرهابيين و أفشلت مخططاتهم و انضمت إلى تسع معاهدات و اتفاقيات دولية ضد الأعمال الإرهابية، بالإضافة